لم نكن أبداً نريد الدخول في تفاصيل
المقاتلين الأبطال في ميادين الداخل السوري واختلافاتهم، والتي كنّا نتمنى تجاوزها
، ولكن وكأنه أمر لابُد منه ، مع ارادة العالم الظالم لنا كسوريين أن يُساعد في شقائنا
وتفرقتنا والتغول في دمائنا ، فهو المسئول الأول عن كل مايحصل في سورية من سفك الدماء
والدمار ، لأنه لم يُظهر رغبة في مساعدة شعبنا السوري المقموع المقهور المذبوح على
مدار نصف قرن من هذه الشرذمة الأسدية المارقة عديمة الأخلاق ومنزوعة الإنسانية،
بل
أراد الذهاب في سورية وفق مصالحه وربيبته اسرائيل الذي يعنيها التدمير والتعمق في الانقسامات
بقصد التفريق والتمزيق والتقسيم ، وقد كُنّا ومنذ البداية نُشكك بتآمر المجتمع الدولي
الى أن صار حقيقة على الأرض ولعبة تبادل الأدوار مابين الغرب وأمريكا مقابل الروس والصين
لإطالة أمد الحرب ، وهؤلاء اليوم اتفقوا لأجل عيون اسرائيل لسحب سلاح الردع الكيماوي، ولم يتفقوا على إدانة قتل ربع مليون إنسان ، وخطف ضعف هذا العدد ، وإعاقة وإصابة
مايقارب المليون، وتدمير المدن والقرى السورية على يد جزار لم تعرف البشرية مثيلاً
له في الاجرام والسفالة والنذالة وجب التخلص منه ومن عصاباته ، فكنا كلما أظهرنا للعالم
حقيقة أمور ثورتنا وسلميتها منذ البداية ولعدة أشهر ، فلم يكن منهم سوى اللامبالاة
، وعدم تقديم اي عون لشعبنا السوري وإرادته في الحرية والانعتاق ، ولم نجد إلا المماطلة
والكلام الأجوف والتسويف خدمة لأهدافهم وغاياتهم إن لم يكن لحفاظهم على تلك العصابة
آنذاك قبل أن تحرق جميع أوراقها لتكون عبئاً ثقيلاً عليهم ، فالهدف عندهم واضح هو تدمير
سورية وتقسيمها وإضعافها من خلال هذه العصابة اللقيطة التي تحكم بقوة الحديد والنار
، ومن خلال السيناريوهات التي نراها ،وكنا قد حذرنا في السابق مع بداية الثورة من الإنجرار
الى حمل السلاح مضطرين ، فما كان منه بد بعد صمت المجتمع الدولي عن الجرائم بحق المدنيين
الآمنين السلميين العزّل ، ثم ناشدنا المجتمع الدولي في مثل هذه الأوقات من عام
2011 حماية الشعب السوري من مذابح نظام العصابات الإجرامي الأسدي الذي يقوده المعتوه
المجرم بشار مالم فإن سورية قد تُشعل المنطقة بأكملها مالم يؤخذ على يد السفيه الأجرب
بشار ، وحذرنا في نهاية المطاف من وصول البعض المتطرف والدخول في الدوامات ، لتكون
المطية لتبرير التقاعس الدولي في نصرة الشعب السوري وقد حصل ، إذا فما العمل ؟وما الحل
؟
لاشك أن هناك العديد من الأشقاء العرب
والمسلمين جاءوا لنصرة أهلهم في سورية ونحن لهم شاكرين ، وهم لايُشكلون أي نسبة مئوية
تُذكر ، وقلنا مرارا وتكرارا بأننا لسنا بحاجة الى مقاتلين بل الى السلاح والدعم المالي
، ولكن البعض من هؤلاء آثر على تقديم نفسه وروحه لكونه لايملك المال ، بينما الجيوش
العربية تقف مكتوفة الأيدي ، وأياديها مغلولة إلى عنقها ، وهي لاتفعل شيء ، بل ولم
تقدّم أي دعم تسليحي ولا حتى تدريبي ، بل وبعضها وقف مسانداً لنظام الاجرام والسفالة
، ولذلك نحن لسنا في صدد نكران الجميل لكل من قدّم والعبء الكبير على تلك الحكومات
ذات الجيوش والمعدّات التي لم تفعل شيء ، لنضع هنا اشارة الاستفهام الكبيرة إذ شاركت
تلك الدول في إطالة معاناة وألم ودماء الشعب السوري ، وبالتالي نفاجئ من بعض التشكيلات
في هذه التنظيمات التي تُريد توريط ثورتنا بانتساب البعض منها الى القاعدة بالتنسيق
والتعاون مع نظام الإجرام الأسدي كما فعل البغدادي مما نُسب الى جبهة النصرة وهي منه
براء ، وذلك لإظهار المجرم بشار ونظامه وكأنه يكافح الإرهاب ، ثم ليظهر لنا مؤخراً
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " ، وهو من اسمه نعرف من
أين وفد ومن الداعم ، فهو لايقاتل النظام ، بل يقاتل الفصائل المسلحة المجاهدة السورية
الحرّة ، وهو مُشكّل من متشددين معتقلين كانوا في سجون العراق وسورية تم إطلاقهم لتشكيل
هذا التنظيم المتشدد ويصل الى مايتوافق مع النظام ، ليظهر علينا اليوم صاحب البوق الأجوف
مندوب العصابة الأسدية في الأمم المتحدة بشار الجعفري وهو يحرف الأمور في سورية من
مذابح الكيماوي التي جرت مؤخراً ، ومئات المجازر التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف وتدمير
سورية ، الى تسليط الضوء على هذا الضجيج الفارغ ويقول : " أنه الآن أصبح المجتمع
الدولي مقتنعا بوجود إرهاب مسلح تابع للقاعدة " واللعبة كلها تدور على هذا الموصول
، وبالطبع بمساعدة المجتمع الدولي الذي يُمعن في إذلال شعبنا ، وإطالة فترة المذابح
والتدمير ، وأخذ سورية الى مسار التقسيم والتفتيت ، بعدما أيد الائتلاف بأغلبية بسيطة
فكرة تعدد المجتمع السوري التي ليست أكثر من طعم لقبول كونفدراليات ودويلات بحجة معاناة
الأكراد الذين هم جزء من أبناء الوطن ممن عانوا جميعاً الظلم والقهر والاستعباد ، وبعدما
طُعم هذا الائتلاف بعناصر مشبوهة الولاء بحيث تكفل الأغلبية لرؤى الغرب وأمريكا ومصالحهم
، بعدما سهر هذا الغرب على سرقة القرار السياسي وضمنوه ليكون في صالحهم ، ثم ليمضوا
في طريقهم بما رسموه من الخطط
واليوم نشهد كتائب ثورية في حلب تنشق
عن الائتلاف وربما الحبل على الجرار إن لم يتم تدارك الأمر بتصحيح الانحراف عن مسار
ارادة الشعب ، فنسمع عن بعض أفراد الائتلاف دون أخذ المشورة والرأي بأنهم ذاهبون الى
جنيف 2 بقصد فرض الأمر الواقع ، ونسمع عن آخرين بتخطيطهم لانقلاب على غرار ماحصل في
مصر ، بل وتأييد البعض لهذا الانقلاب الغاشم الدموي وهو يظهر على التلفاز ويتشدق بهذا
، ويُسقط الأمور كذلك على سورية هذا الأهوج البليد ، ونحن قادرين أن نرمي به الى مذابل
التاريخ دون أن يُجرب أحد ان يمتحننا بذلك ، بينما هناك لاعبون يُدبرون لسورية مايجب
أن تكون وفق مصالحهم وأهواءهم ، ليفقد الائتلاف مصداقيته تدريجيا مالم يتدارك مايجب
تداركه ولايسير بمسار المنفرد فينشق عن المجموع ويبقى بلا أرضية ، وليظهر كصنيعة خارجية
وهذا ما لا نتمناه له ، ونحن كشعب وإرادة حرة وقوى على الأرض قادرون على فعل الكثير
لنعري هذا الائتلاف ، ونجرده من كل الصلاحيات إن لم يُلبي مطالب الشعب السوري ، وإن
قرر أن يكون اداة الخارج على ظهور شعبنا السوري ، وبالطبع عدم اعتراف القوى الثورية
ال 17 في حلب أمر طبيعي إذ تمّ تجاهلهم ووجودهم وتمثيلهم ، فهل سيعي الائتلاف مايجب
أن يقوم به ؟ أم سحب البساط من تحته صار قاب قوسين أو ادنى !!!
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي
سوري
00967715040030 أو 00967777776420
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق