الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-09-29

ماذا بعد تدويل القضية السورية ؟ بقلم: د. عبد الغني حمدو

كما هو معلوم فإن أركان الدولة ثلاث :

الاقليم والشعب والسلطة وفي سوريا الآن يوجد اقليم ويوجد شعب ولكن هناك تعدد السلطات الموجودة على الأرض
بعد استخدام كتائب الأسد المجرمة الكيماوي على نطاق واسع في غوطة دمشق والتهديد بعدها بالضربة الأمريكية ,ظهر جلياً وواضحاً أن السلطات الحاكمة في سوريا ليست موجودة كواقع فعلي على الأرض معترف فيه من قبل دول العالم بحيث اختصرت السلطات المتعددة في سوريا لسلطتين رئيسيتين هما :


السلطة الروسية والممثلة للمناطق التي تديرها عصابات الأسد , والسلطة الأمريكية والتي تديرها السلطات المتعددة للمناطق التي يسيطر عليها الثوار السوريون , فالمحادثات التي جرت بين الدولتين أهملت بشكل كامل كل السلطات في سوريا ولم يؤخذ رأي أي سلطة موجودة فوق الأراضي السورية , وانتهت باتفاق الدولتين على التخلص من الترسانة الكيماوية في سوريا لتبقى الحرب مشتعلة بين السلطات المتعددة في سوريا

وحتى يكون للسلطات الثورية وزن عسكري وسياسي ينافس السلطة المضادة والممثلة بشخص واحد  , وإجبار روسيا وأمريكا والمجتمع الدولي على تبني الوجهة الثورية وتحقيق أهداف الثورة لابد من اتخاذ خطوات عمل سريعة تعيد الاعتبار للقوى الثورية الفاعلة , نضع الحقائق أمام الجميع من أجل تفادي التهميش المطلق للثورة ومن يمثلها .

1-                       كل السلطات الموجودة بالجانب الثوري تسعى للسلطة المنفردة والتحكم بالدولة حسب أجنداتها التي تسعى لتطبيقها أكانت عسكرية أم سياسية , هذا التنوع في السلطات قاد إلى ضعف التأثير السريع والكبير والاقتتال بين السلطات مما جعل البناء الثوري  يتشقق وتسقط لبنات منه وربما أعمدة يوما بعد يوم , وهذا ماجعل أمريكا تتحدث باسم الثورة أو كأنها هي التي تمثلهم وبدون الرجوع لأي منهم أو على الأقل تحس بوجودهم , كذلك الروس تحدثوا بالنيابة عن سلطة المجرم بشار , لأنه وصل إلى درجة متدنية من الضعف ليكون وزير الخارجية الروسي ممثلاً وحيداً لسوريا

2-                       الجميع لايتحدثون ولا يسعون لبناء دولة وإنما السعي يتم لبناء سلطة وحيدة الجانب , الثوار يريدونها سلطة عسكرية , والسياسيون يريدونها سلطة مدنية , وهنا انقسم الفريقان على بعضهما فالمقاتلون يتبنون فكرة أن من له الأحقية في السلطة هم الثوار فقط  , لذك كثرت السلطات في المناطق المحررة , وكثرت الإمارات وأدى ذلك إلى معارك واغتيالات وتعذيب وتكسير واختطاف بين عناصر هذه السلطات , فالعسكري لايمكن أن يبني دولة ولا يمكن أن يبني سلطة , فالجيش وجد لحماية الدولة وليس لاستلام السلطة , هذه النقطة بالذات تخيف غالبية الشعب السوري , والخوف من أن المقاتلين هم من سيديرون دفة الحكم لنعود أدراجاً إلى الوراء بعقود طويلة يمارس فيها شتى أنواع الظلم والقهر والفساد والاستبداد

3-                       تسعى الأمم المتحدة الآن لعقد مؤتمر جنيف -2 وقد تسعى من خلاله لحل يشبه الحل الذي جرى في لبنان لإنهاء الحرب الأهلية فيها في ال91 من القرن الماضي والذي سمي بمؤتمر الطائف وتقسيم السلطة على أساس طائفي بحيث يخرج الفرقاء فيها لاغالب ولا مغلوب كنهاية كل حرب أهلية عندما يتم الصلح بين الفرقاء

4-                       المعارضة السياسية والممثلة بالمجلس الوطني والائتلاف والحكومة المنتظرة أثبتت الأيام  أن هذه الكيانات تكاد تكون وهمية لاأثر لها على الحراك الثوري القتالي ولا على الحراك السياسي الدولي الخارجي أو الداخلي , والمنبثق عنها هيئة الأركان تنطوي تحت نفس الحالة , وكذلك السلطات العسكرية الثورية القائمة في المناطق المحررة عاجزة حتى الآن عن الحسم وعاجزة عن حماية مناطقها , هذه الحالات المشخصة والتي سببت الضعف وعدم فاعلية التأثير المتوقعة على المستوى الداخلي والخارجي  والناتج عن التفتت والتجزؤ والتضارب في الأجندات , ومن خلال تشخيص تلك العلل نبحث لها عن حل , فهذه العلل إن لم نبحث لها عن علاج ستنهي الجميع وتنهي دولة اسمها سوريا

5-                       والسؤال هنا مالحل ؟.
يتبع ....غداً إن شاء الله ....


د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق