لم أستغرب إصدار بيان وقعته مجموعات من كتائب
وألوية الجيش الحر تعلن فيه أنها لا تعترف بأي "تشكيلات" معارضة في
الخارج، بما فيها الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة التي لم تبصر النور حتى الآن..
لم أستغرب موقف هذه المجموعات من الائتلاف وحكومته كون الائتلاف يغرد خارج السرب
السوري وفي فضاء لا يمت لسورية ولا للثورة السورية بصلة لا من قريب ولا من بعيد،
فهو يتخذ القرارات ويعقد اللقاءات ويجري المشاورات بعيداً عن رأي الداخل السوري
سواء في تشكيلاته المدنية أو فصائله العسكرية، ظناً منه أنه قد أمسك بكل أوراق
الثورة واشترى الثوار بحفنة من الدولارات أو بعض الذخائر والأسلحة وبعض المساعدات
الإنسانية؛ التي لم ترق إلى الحد الأدنى من المستوى المطلوب والحاجة الملحة، ولما
كانت هذه التشكيلات تعتمد في تأمين ما تحتاجه على سواعد مقاتليها وما تغنمه من
عدوها فما حاجتها إلى أوصياء عليها يفصّلون الملابس على مقاسهم وعلى الثوار أن
يلبسوها بغض النظر إن كانت تستر عوراتهم أم لا أو تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء!!
الثوار يا سادة الائتلاف شبوا عن الطوق وآن لكم إن
أردتم السمع والطاعة أن تشاركوهم بكل صغيرة وكبيرة وأن تفصلوا لهم الثوب الذي
يناسبهم وبالشكل والمقاس الذي يريدون.. الثوار يا سادة الائتلاف يريدونكم بين
أظهرهم تتقاسمون معهم كسرة الخبز وتعيشون معهم شظف العيش ولحظات الخوف والرعب،
وتسمعون معهم أنّات الجرحى وعويل الثكالى ونحيب الأرامل وبكاء الأيتام وصراخ
الجوعى، وتلحظون الهائمين على وجوههم هرباً من براميل الموت وصواريخ الدمار،
وتشاركونهم في رفع الأنقاض عمن دفنوا تحت البيوت المهدمة فوق رؤوس ساكنيها،
وتساعدوا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. الثوار يا سادة الائتلاف مكانهم في حضن الوطن
وليس في فنادق خمس نجوم ولا قاعات الشرف في المطارات.
يا سادة الائتلاف ألم تقرؤوا التاريخ وتطلعوا على
ثورات آبائنا وأجدادنا وأين كان تموضعهم وترحالهم.. إبراهيم هنانو وسلطان باشا
الأطرش وأحمد مريود وحسن الخراط وقادة ثورات من سبقنا من الشعوب ماوتسي تونغ وفيدل
كاسترو وابن بلا ومصطفى عبد الجليل.. كان كل هؤلاء وغيرهم من قادة الثورات بين
الثوار في حضن الوطن وكانوا في المعارك في مقدمتهم!!
الثوار يا سادة الائتلاف يؤذيهم شكلكم وهندامكم
وأناقتكم ولمعان أحذيتكم وأنتم تتسابقون إلى موائد الطعام المليئة بما لذ وطاب
وتتنافسون في الظهور أمام الكاميرات وتتخاطفون المكرفونات لتنمقوا الكلمات والجمل
والشعارات على الفضائيات، وتزكم أنوفهم يا سادة الائتلاف صراعاتكم وخلافاتكم..
وآخر الشهر تستلمون آلاف الدولارات رواتب ومصاريف مستورة وأجور شقق مفروشة وتذاكر
طائرات تنقلكم لعواصم العالم بحجة التعريف بالثورة السورية واحتياجاتها، ولم تحصد
من ورائكم الثورة السورية إلا مزيداً من الدماء وتعثر في الخطوات!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق