الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-09-29

ما هكذا تستهوى القلوب سيدي الرئيس؟! – بقلم: محمد فاروق الإمام

لقد تسرع السيد رئيس الائتلاف الوطني الأستاذ أحمد الجربا عندما أعلن في مؤتمر صحفي بنيويورك بأن "الائتلاف الوطني لا يعترف بجبهة النصرة، وبأنهم يرفضون أي جهة تفرض عقيدتها على الشعب السوري".

وجاء رد الجربا بعد سؤال وجهه أحد الصحفيين عن الاختلاف القائم بين الائتلاف السوري المعارض وبين جبهة النصرة التي أصدرت مؤخراً بياناً أشارت فيه إلى عدم اعترافها بالائتلاف المعارض. حيث أكد الجربا بأنهم مستعدون لمحاربة مثل هذه الجهات المتطرفة، علماً أن الأستاذ جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض وعضو الائتلاف قال في وقت سابق بأنه دافع عن جبهة النصرة لدى أمريكا أكثر من جبهة النصرة نفسها والتي صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية - ظلماً وتجنياً - ضمن قائمة الإرهاب.


بداية أرجو من السيد رئيس الائتلاف أن يصحح المعلومة التي قال فيها إن جبهة النصرة أصدرت بياناً أشارت فيه إلى عدم اعترافها بالائتلاف، والصحيح أن هناك ثلاثة عشر فصيلا مهماً من فصائل الجيش الحر، ومن بينهم جبهة النصرة، أصدروا ذلك البيان أعلنوا فيه عدم اعترافهم بالائتلاف وما يتخذه من قرارات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مكانة الائتلاف مهزوزة أمام الفصائل المقاتلة على الأرض، وبالتالي فإنه من واجب الائتلاف أن يراجع نفسه ويفتش عن مواطن الخلل في قراراته المتسرعة ومنها تصريحات الرئيس الجربا الأخيرة التي أعلن فيها عدم اعتراف الائتلاف بجبهة النصرة في الولايات المتحدة التي صنفت النصرة على أنها منظمة إرهابية، ولا أعلم إن كان الجربا أطلق هذا التصريح بقصد خطب ود أمريكا وإرضاء لها سياسة أم قناعة منه تجاه جبهة النصرة؟! في الوقت الذي كان جورج صبرا – وهو من أهم شخصيات الائتلاف وأكثرهم شعبية – يدافع عن جبهة النصرة في عقر دار عدوها الأول أمريكا التي صنفتها على أنها منظمة إرهابية، وكان الأجدر بالسيد الجربا عدم إطلاق أحكامه قبل العودة إلى هذه الفصائل والاستماع إلى رأيها والسبب الجوهري الذي دعاها لإصدار بيان بعدم الاعتراف بالائتلاف.

السيد أحمد الجربا إن التصدي للمسؤولية أمر جلل وأمانة حملها ليس بالأمر السهل وخاصة في الحالة السورية المعقدة، وأنا أشفق عليك وعلى كل من يتصدى لهذه المسؤولية الصعبة والشاقة، ولكن لابد من أن انتقدك ولابد لك من الاستماع لنقدي ولنقد الآخرين فلا خير فيك إن لم تسمع ولا خير فينا إن لم نقل؛ هكذا علمنا الفاروق عمر رضي الله عنه.

سيدي رئيس الائتلاف أتمنى عليك لو تذهب وتجلس وتستمع لهؤلاء الذين أعلنوا عدم الاعتراف بكم وتتحسس مشاكلهم وحاجاتهم وتصغي لآرائهم وما يدور في صدورهم من هواجس ومخاوف، فقد تجد لديهم ما غاب عن ذهنكم أو سقط عن غير قصد من تقديركم، وستجد أن تسرعك في عدم الاعتراف بجبهة النصرة أمر لا تقره مجمل الفصائل المقاتلة على الأرض، فجبهة النصرة فصيل مهم وذا مكانة محترمة لدى الفصائل الأخرى، إضافة إلى أنه يتمتع بحاضنة شعبية كبيرة في كل المناطق السورية، وهذا ما لمسته عياناً وسماعاً عند زيارتي الأخيرة إلى مدينة حلب والريف الحلبي، كما سمعت من بعضهم أنهم لن يبقوا يوماً واحداً في سورية بعد تحقيق النصر والقضاء على باغي دمشق ومجرمها.


الأستاذ الجربا إن البطولات التي قامت بها جبهة النصرة والمشاركة الفعالة مع باقي فصائل الجيش الحر في معظم المعارك التي خاضوها والانتصارات التي حققوها ضد شبيحة ومرتزقة النظام تستحق منكم التقدير والثناء، كما كان من الأجدر بكم أن تسعوا أمام أصدقاء سورية لرفع الحيف والتجني عن هذه الجبهة التي أتت إلى سورية لنصرتنا، وأن تقنعوهم برفع اسمها من قائمة المنظمات الإرهابية لأنها لا تستحق مثل هذا التصنيف الجائر الذي لا يمت إلى الحقيقة والواقع بأية صلة، ولو فعلتم ذلك لكنتم اكتسبتم ود واحترام هذه الفصائل والتي كان من الممكن أن تراجع نفسها وتدين لكم بالولاء الذي أنتم أحوج ما تكونون إليه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق