على حد علمي ومعرفتي بأن أية ثورة يجب أن يكون لها من يمثلها في الخارج وتوجد حالات شائعة وموجودة عند كل حركة ثورية في العالم ومن هذه الحالات على سبيل المثال :
1- ثورة
يقودها حزب واحد ضد نظام يختلف معه بالرؤيا , وفي هذه الحالة تكون القيادة الثورية
منبثقة من الحزب ذاته , والحزب هو الذي يرسم السياسة الداخلية والخارجية للثورة
2- ثورة
تحرير ضد محتل أجنبي وعادة هذه الحالة تحظى بقائد واحد اكتسب من الصفات القيادية
والفكرية والسياسية والعسكرية مكنته من أن يقود ثورة التحرير
3- ثورة
شعبية ضد نظام حكم قمعي متسلط , هنا تكون مراكز القيادة مشتتة وخصوصاً عند جنوحها
للعمل العسكري , يفرز هذا النوع تعدد الايديلوجيات , وانقلاب هذه الايديولوجيات
على بعضها وانتصار الأقوى بعد نجاح الثورة
فحال الثورة
السورية أنها بدأت بثورة شعبية حرة وبدون
ايديولوجيات مرسومة , فقط كان هدفها الاصلاح ومن ثم تطورت لإسقاط النظام , وتلا
ذلك العنف من قبل النظام نتج عنه عنف ضد النظام
وأصبح الوضع في سوريا
أن النظام يسيطر على كافة مراكز المدن السورية
وفي متناوله تدمير أي مكان من الأراضي السورية لتفوقه العسكري بالسلاح
والعتاد , والثوار يسيطرون على أجزاء واسعة أيضاً ولكن لايمكنهم حمايتها وحماية
ساكنيها
فتكتلات المعارضة
السياسية في الخارج تعتبر كغطاء تقلل من التخوف عند الآخرين في أن الثورة السورية
ليست متطرفة حسب زعمهم
فالبيان هنا كوجهة
نظر جاء معبراً عن أن الثورة السورية هي ثورة دينية اسلامية
وسيكون من نتائج هذا
الاعلان وهذا البيان , أن بشار المجرم سيكون هو الضحية , وأن حربه ستكون ضد
الإرهاب وسيجد كل القوى العالمية وحتى المؤيدة للثورة ومن دول الجوار بالذات ستعيد
النظر في العلاقة بين الثوار وبينها
إن أبسط الأشياء التي
يمكن أن تفعلها تلك الدول أن تغلق حدودها أمام المساعدات والتحركات التي يتمتع بها
الثوار في الوقت الحالي , والسؤال هنا : هل تستطيع تلك القوى الثورية تأمين
المتطلبات التي تسهلها لهم وللشعب السوري تلك الدول؟
فهذه القوى لاتستطيع
أن تحمي المناطق التي تحت سيطرتها لامن العدو الداخلي فيها ولا من قوى النظام
المجرم , ولو اشتد الحصار عليهم فالنتيجة ستكون كارثية حتماً .
يوجد احتمالات كثيرة يجب مناقشتها ولكن أجد أن أهم
هذه الاحتمالات هو الاحتمال الخاص بأفق الحل في سوريا , ومن هذه الاحتمالات هو
الاحتلال العسكري الخارجي
فالصراع الدائر حالياً بين الايديولوجيات الثورية
الاسلامية يكاد يقترب من الصراع الذي دار بين كتائب المجاهدين في أفغانستان بعد
خروج الاتحاد السوفييتي منها , وعلى أثر ذلك الصراع دخلت طالبان من باكستان وسيطرت
على معظم المناطق الافغانية , لتكون النتيجة بعدها احتلال افغانستنان من قبل
أمريكا والغرب , ويمثل طالبان الآن في سوريا داعش
فعذراً من كتائبنا المقاتلة والتي أكن لها كل
التقدير والإحترام , أن تعود عن بيانها
وتعدل من الصيغة لتجعله ضغطاً واقعياً على الإئتلاف وتحدد فيه مالمطلوب منه خلال
مدة محددة , وفي حال لم تنفذ تلك المطالب الممكنة يمكن إعلان ذلك في اصدار مشروع
سياسي عسكري متكامل وبقيادة ثورية موحدة , حتى يكون عندها البديل والذي يجنب
الثورة السورية الاحتلال الخارجي فلو وقع الاحتلال سيتم تعيين من يرضون عنه لقيادة
المرحلة القادمة كما حصل في افغانستان وفي العراق .وستقع الكارثة حتماً على الثوار
الحقيقيين عندها .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق