ج- الغرب
يطاول في المعركة في سورية لأهداف تصب في صالحه، ولما لم يكن من صالحه التعجيل في
نهاية النظام، أخذ يعطي النظام المهلة تلو المهلة، وشعبنا السوري يذبح، في كل يوم،
بل في كل ساعة.
س- ما
تفسيرك لتلك الحالة، التي أعلن فيها الغرب تهديده للنظام؟
ج- هي
عبارة عن امتصاص صدمة الناس، من أحرار الدنيا، ثم ما لبثوا أن توقفوا، وهذا أمر
معروف من يوم ما نشأ المسرح التنفيسي، على أيدي الديكتاتوريين، وذابحي الشعوب، على
قانون الفصل بين القول والفعل، القول تنفيس، والفعل مخطط له ضمن سياقات مراد
المخطط.
س- على
أي شيء يؤشر هذا الأمر؟
ج- يؤشر
على غياب العدل في عالم اليوم، يؤشر على أن المظلوم لا يجد من ينصره، يؤشر على
ترسيخ مشكلة الكيل بالمكاييل المتعددة، يؤشر على أن الإنسان وحقوقه، ليست سوى
شعارات، حقاً الثورة السورية، هي الفاضحة.
س-
بمعنى؟
ج- بمعنى
أنها جعلت العالم ومنظماته على المحك، وتحت التجربة والبرهان، ومن ثم ولما كان ذلك
كذلك، اكشفت حقيقة هذه الصرعات التي ينادون بها في مجال حقوق الإنسان، على أنها
فعلاً صرعات وليس لشعب سورية منها نصيب، وربما في أذهانهم أن هذا الشعب، لا يدخل
في مجال التعريف.
س- وهذا
الذي نسمعه عن دعم الثورة السورية بالمال والسلاح؟
ج- نسمع
جعجة، ولا نرى طحيناً، بل نرى دقيقاً معجوناً بدم أطفال ونساء وشيوخ سورية، لم
ينصر الشعب المظلوم في سورية، من قبل المنظمات الدولية، بل خذل خذلاناً كبيراً.
س- ولا
حتى من بعض الدول؟
ج- بعض
الدول ، لها مواقف إيجابية من ثورة الشعب السوري، وهذه الدول نشكرها على تعاطفها،
وعلى ما قدمت، ولكن المشهد بجملته يحكي قصة مؤلمة، في عالم التفرج على الشعب
السوري، وهو يذبح ويدمر.
س - ماذا
كنتم تريدون من المجتمع الدولي؟
ج- كنا
نتمنى أن لو قاموا بإصدار قرار أممي بالحضر الجوي، حتى يأمن المواطن السوري، من
هذه الطائرات التي تلقي عليه هذه البراميل المتفجرة، التي تحرق الأخضر واليابس،
ومنها الأسلحة الكيماوية، والغازات السامة، ويبدو أنهم لم يكتفوا بمائة وخمسين ألف
شهيد، وملايين المشردين، ومئات الالوف من الجرحى، وملايين البيوت المهدمة، حتى
يصدروا مثل هذا القرار.
س- هل
تعولون على الغرب في حل المشكلة؟
ج- قلت
قبل قليل المجتمع الدولي وضعته القضية السورية على المحك، وانكشف أمره، وافتضح
شأنه، وبدا متخاذلاً من الدرجة الاولى....نحن نعول على نصر الله وعونه، ثم على
صمود الشعب السوري وصبره وثباته، هذا الشعب الذي كشفت الأيام أصالة معدنه، وصلابة
مواقفه، وقوة إرادته، ثم نعول على إخواننا من العرب والمسلمين وأحرار العالم، أن
يقفوا إلى جانب هذا الشعب السوري وقضيته العادلة.
س- هل
وقف العرب والمسلمون مع قضية الشعب
السوري؟
ج- لقد
وقف كثير منهم مع قضية الشعب السوري، وبذلوا وقدموا، لكن الأمر يحتاج إلى المزيد،
لأن الأمر أكبر مما قدموا، وهنا ننتهزها فرصة لنقدم الشكر لكل من قدم لشعب سورية
شيئاً، ووقف إلى جانبه في مشروعه، في البحث عن الحرية والعدل، وحقوق الإنسان، وفي
المجالات كافة، في المجال الرباني، حيث الدعاء، وفي المجال الإنساني، حيث الإغاثة،
وفي المجال السياسي والمواقف المتميزة، وفي الدعم بكل صنوفه، وألوانه كافة، الشعب
السوري شعب وفي، وليس من عادته نكران الجميل.............ولكن بمقابل هؤلاء
الإيجابيين من العرب والمسلمين، هناك كثير من النائمين وغير المناصرين والمتفرجين
الذين ينظرون إلى الحدث السوري بدم بارد، نريد حراكاً واسع النطاق، من أجل أطفال
ونساء وشيوخ سورية، ومشروع شعب سورية.
س- ماذا
ينقص المعارضة في الداخل برأيك؟
ج- أهم
ما نحتاجه على الأرض، وحدة العمل، وترابط الكتائب مع بعضها، الفرقة شر، ونشعر
بخطرها، ورغم هذا، هناك جهود طيبة، في إطار توحيد العمل على الأرض، الأمر كبير،
والحمل ثقيل، ولا بد من تعاون جميع العاملين، من أجل النهوض بهذه الأمانة، وحدتنا
قوتنا، تفرقنا ضعفنا، عدونا يحب فرقتنا، والمخلصون الذين يشعرون بأمانة المشروع،
يبحثون عن وحدة الصف، وتوحيد الكلمة، ويجب أن يكون كل الغيورين مع هذا التوجه.
س- ما
رأيكم بالدكتور أحمد طعمة؟
ج-
الدكتور أحمد طعمة- بارك الله فيه- مناضل كبير، ومعارض قديم لهذا النظام المجرم،
وقدم وضحى، وسجن وأوذي وحورب من قبل النظام العصابة، وصبر وثبت، وهو رجل مفكر،
وصاحب رؤية، وثقة مأمون، ونسأل الله أن يعينه على حمل هذه الأمانة الثقيلة، التي
أوكلت إليه.
س- دعمتم ترشيحه؟
ج- عندما
رشحه بعض الوطنيين لهذا المنصب، لم يكن من الإخوان إلا أن يساندوا هذا الطرح، لأن
الدكتور أحمد بالإضافة للموصفات التي ذكرتها آنفاً، هو رجل توافقي، والإخوان
دائماً مع صيغ التوافق الوطني، من أجل المصلحة العليا.
س- هل
تتوقعون نجاحه؟
ج- نسأل
الله له ذلك، والتعاون أساس النجاح، فاذا حدث التعاون، يخف الحمل، وتسير عربة
الإنتاج بمسارها الصحيح المثمر...ونسأل الله أن يبعد عنه من اعتادوا وضع العصي في
العجل، في كل مشروع وطني، من متورمي الذات، وعشاق النفس.
س- وماذا
عن هيتو؟
ج-
الأستاذ غسان هيتو، وطني كبير، وتنازل عن موقعه، لما علم أن المصلحة العليا
لملابسات كثيرة تتطلب مثل هذا التصرف، فالشكر الجزيل له، ونتمنى أن يكون له دور
كبير في الوزارة القادمة، فالرجل ( تكنقراط) من نمط متميز، وصاحب خبرة إدارية، لا
يستغنى عنها.
س- هل
يمكن أن تبينوا لنا بعض ملابسات، عدم استمرار هيتو؟
ج- دعونا
ننظر إلى المستقبل، وننشغل جميعاً، بما يمكن أن نقدم، من أجل خدمة شعبنا، ومناصرة
قضيته، حتى ينجح مشروعه الكبير، في ثورة الكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق