الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-09-30

يتبع ....ماذا بعد تدويل القضية السورية ؟؟ - بقلم: د. عبد الغني حمدو

في الحقيقة يوجد عندنا محورين رئيسيين مرتبطان ببعضهما , هذين المحورين هما السلطة السياسية والسلطة العسكرية , والعلاقة الجدلية بين السلطتين, فإن سيطرت السلطة العسكرية على السلطة , معنى ذلك أن الحراك السياسي الداخلي والخارجي سيصاحبه الفشل دائماً , وعندما تنضوي السلطة العسكرية تحت السلطة السياسية  , يكون من السهل التحرك السياسي والمقبول على المستوى الداخلي والخارجي, فالعسكري ليس سياسياً ويرى أن رغباته يجب ان تنفذ فوراً وليس عنده حل لذلك إلا القوة , في حين أن السياسي عنده فن سياسة الممكن , وهي فن وعلم . وعليه فإن سيطر الثوار على السلطة معنى ذلك أن السلطة ثورية عسكرية ستعيدنا إلى الوراء كثيراً حتى يأتي الوقت الآخر لقلب نظام العسكر بعد أن يكون أرهق العباد والبلاد , والأمثلة واضحة من تاريخنا وحاضرنا كله

لذلك نضع هنا تصورات للخروج من الضعف والتشتت والذي نحن عليه الآن :


1-                       يلزمنا في الوقت الحاضر وثيقة عمل تكون  إطاراً لدستور قادم تسمى البيان الدستوري المؤقت , يشترك في إعداده عدداً من المثقفين والمفكرين السوريين وذوي الاختصاص والقانونيين والدستوريين , وفيها يتم التشاور عن أفضل الطرق والوسائل والمناسبة للحراك الثوري وأهدافه , محدداً في هذا البيان الدستوري الأسس القانونية والاقتصادية ومتطلبات مرحلة الاعمار والتأمين الصحي والعلاقات الخارجية

2-                       يُعرض هذا البيان على الناس , وبعد عرضه وحصوله على موافقات ايجابية من القوى الثورية والسياسية والفكرية والعاملة في الداخل والخارج , سيكون مشروعاً سياسياً كاملا لإدارة المرحلة الحالية والقادمة , ومن إيجابيات هذا المشروع السياسي المكتوب والمعتمد من قبل مثقفي ومفكري الأمة , نستطيع أن تقنع به الكثير من الناس والعدد الكبير من التوجهات المتوافقة أو المتنافرة , فلو افترضنا أنك ستحاول اقناع شخص بوجهة نظرك وهو يحمل في داخله قناعة مختلفة عن قناعتك , فسيكون من المستحيل أن تقنعه بوجهة نظرك , لكن عندما تقدم له الفائدة والمصلحة الخاصة والعامة من مشروع يحمل الخير للجميع فستجعل من المواقف المتطرفة منه قليلة وسينعدم تأثيرها في المستقبل

3-                       على المستوى الثوري والعسكري , هناك أمر مستعجل لابد منه , ألا وهو أنه في كل جيوش العالم يوجد تدرج في المسئولية  وينتهي هذا التدرج عند قيادة تسمى قيادة الأركان , ويتم اختيار رئيس الأركان من قبل قيادة الأركان نفسها , فالواجب يتحتم على قادة الألوية والفرق والكتائب الفاعلة على الأرض والتي أصبحت معروفة لدى الجميع أن ترشح شخصاً من عندها مشهوداً له بحسن القيادة والتدبير , لحضور مؤتمر عام يتم من خلاله انتخاب قيادة الأركان ورئيسه وحسب وثيقة البيان الدستوري والذي حدد إطار العمل العسكري المسبق بحيث لايخرج التشكيل عن بنود البيان الدستوري لتشكيل قيادة عسكرية ثورية  تدير الحرب حسب الظروف الممكنة , وتكون وزارة الدفاع جاهزة ووزير الدفاع في هذه الحالة تكون سلطته سياسية ادارية فقط ولا يهم عندها إن كان مدنياً او عسكرياً فرئاسة الأركان هي المنوط بها العمل العسكري كله

4-                       أصبح عندنا قيادة ثورية عسكرية , فهذا لايكفي فالقيادة الثورية تحتاج لقيادة سياسية , فالقيادة السياسية هي المحرك والمدير لقيادة الشعب وهي التي تضع الاطار للتحرك العسكري والأمني من خلال تشكيل حكومة أزمة تدير السلطة وهي الواجهة الحقيقية للثورة , والتي تعبر عن الشعب الثائر كله , وحتى يتم تشكيل السلطة السياسية لابد من عقد مؤتمر ودعوة كل من الممثلين السياسيين والمنضوين تحت رئاسة هيئة الأركان , وممثلي المحافظات في المجالس المحلية , ورئيس الائتلاف ورئيس المجلس الوطني, وممثل عن المجلس القضائي الحر والمستقل  , ودعوة رؤساء الأحزاب والتكتلات والتي لاتملك تمثيلاً في التجمعات الأخرى  ويخرج عن هذا المؤتمر قيادة سياسية  تعمل تحت إطار البيان الدستوري المعتمد , ومن هذه القيادة السياسية يتم تشكيل الحكومة الثورية  أو قيادة مجلس الثورة .وعندها لن يستطيع أحد أن ينكر وجودها ولن ينكر أهمية التعامل معها على المستوى المحلي والعالمي , كالتهميش للثورة والثوار في الاتفاق بين روسيا وأمريكا

5-                       قد يظن البعض أنني أحلم وخيالي جداً وأن هذا لايمكن أن يتم , ولكن هي أفكار علينا ومن الواجب علينا جميعاً أن نبحث ونعمل وننصح , فلعل كلمة واحدة تجد من يعتنقها قد تنقذ أمة بأكملها .

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق