الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-09-05

المهم أن يبق الحكم موجوداً ولا قيمة بعدها للكرامة أو الأرض - د. عبد الغني حمدو

في مداخلة للشبيح  شريف شحاده على قناة الجزيرة وجوابه عن الضربة الأمريكية المقررة يقول (لنكن واقعيين إن سوريا لاتستطيع أن تفعل شيئاً تجاه الضربة الأمريكية , فقط سوف يمتصون الصدمة وسيلحقون الهزيمة بالقوات الأمريكية لأن النظام سيبقى , وهدف الضربة سيفشل فهدفها هو اسقاط النظام )

ونفس النظام الحاكم عندما باع الجولان في ال67 خرجوا علينا وقالوا :
إن سوريا خرجت من الحرب منتصرة لأنها أفشلت العدوان الإسرائيلي ومنعه من تحقيق الهدف الذي شنت الحرب من أجله وهو اسقاط حزب البعث الحاكم , فليس المهم ان نخسر الأرض وإنما المهم ان يبق الحزب هو الحاكم .

وبسبب تلك الحرب استلم حافظ الأسد الحكم وورثه لابنه ومضى على ذلك 42 سنة حوّل سورية لمزرعة له ولطائفته في مقابل الإبادات الجماعية والتي لم تنقطع منذ استلام حافظ المقبور وابنه حتى الآن .

وعندما أعلنت أمريكا عن نيتها بضرب القوات الأسدية المجرمة بعد أن استخدم الكيماوي على نطاق واسع في الغوطة الدمشقية وكان ضحية تلك الآلاف من المصابين والشهداء , فلم نر استنكاراً واحداً ولا مسيرة في الدول العربية جابت شوارعها مستنكرة تلك الجريمة , والتي سبقها آلاف الجرائم ليصل العدد بين المفقودين والشهداء والجرحى حوالي المليون شخص وتدمير المدن ذات الأغلبية السنية بكاملها
ولكن عندما سمع العرب بأن أمريكا ستعاقب المجرم على فعلته هبت الأحزاب القومية واليسارية بمسيرات ضد الضربة المرتقبة
عندما  يدب الحماس والغيرة في نفس أي شخص  في العالم  ضد عدوان على بلد آخر فنحن نقول عن هذا الشخص إنه  حر كريم يعبر عن مافي داخله من الرفض تجاه جريمة مرتقبة , وعندما  نجد هذا الشخص يقف مؤيداً  لجرائم أبشع  أو ساكتاً ولم يكترث بما حصل البتة  , ولكنه انتفض عندما رأى أن المجرم قد يجلس على خازوق فعلته , فالنتيجة الحتمية لوصف هذا الشخص أنه لايحمل أي مبادئ خلقية حسنة لامن قريب ولا من بعيد .

فعلى سبيل المثال تؤيد الأحزاب والتكتلات والتي تسمي نفسها  قومية بشار المجرم في كل جرائمه وتسانده بكل ماتملك من قوة وغالبية الأحزاب العلمانية اليسارية واليمينة لها نفس الموقف
في حين أن الذي يقتل ويدمر ويدعم هي إيران وروسيا , فإيران تدعم النظام بدعوى طائفي بحت ومن ورائها غالبية الشيعة في العالم , والسؤال الموجه للقوميين العرب (هل إيران دولة عربية وما الفرق بين إيران وإسرائيل فكلا الطرفين محتلين لأراض عربية وكلا الطرفين شردوا الملايين من بلادهم وثماني سنوات حاولت إيران احتلال العراق وهي محتلة العراق الآن ولبنان وسوريا وقتلوا الآلاف من الشعب السوري وما زالوا ؟ )

أما اليساريون العرب وحتى العلمانيون منهم لهم نفس الموقف يلهثون وراء إيران وروسيا فروسيا دولة يسيطر فيها بوتين حاكم ديكتاتوري مافيوي , وإيران حاكم ديني طائفي ومذهبي وعرقي, ويناصرون مجرم سوريا
فلو وقفتم مع الحق أينما وجد لاعتبرنا خروجكم ضد الضربة الأمريكية شرفاً لكم , ولكن سكوتكم على تدخل إيران وروسيا والمنحى الطائفي فيها , وقول لافروف لايمكن أن نسمح بحكم سني في سوريا وتأييدكم له  , معتبرين كل من يحاول معاقبة المجرم بشار ويؤثر على المصالح الروسية والإيرانية  في المنطقة هو عدوكم الوحيد
إن هذا الموقف منكم لم يخرج عن القول ليس المهم أن نخسر الأرض ولكن المهم أن يبقى النظام قائماً , ولسان حالكم يقول ليس المهم الشرف في المواقف ولكن المهم أن نحصل على العلف المغموس بدم الأبرياء .
د.عبدالغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق