الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-04-07

قالها الهولنيون المسيحيون : نحن نحب العثمانيون أكثر من البابا فهل يتسنى لنا أن نقول نحن نحب الدولة الفلانية المسيحية العادلة أكثر من بني العروبة بقلم: مؤمن كويفاتية *

هذه المقولة لم يقلها المسلمون بل قالها الهولنديون المسيحيون في القرن السادس عشر ، وكان هؤلاء الهولنديون بشكل عام والجنود بشكل خاص يلبسون ميدالية في أعناقهم مكتوب على وجهييها شعار " نحن نُحب العثمانيون أكثر من البابا " وأثناء قتالهم مع الإسبان كانوا يرددون هذا الشعار أثناء المعارك ، وذلك لوقوف العثمانيون مع قضاياهم العادلة ضد الاحتلال الاسباني المدعوم آنذاك من البابا ، وكان البابا يقف وبقوه مع اسبانيا التي كانت ايضا تحمل راية الحروب الصليبية ضدهم مع أنهم مسيحيين ، لكنهم وجدوا من عدالة المسلمين مالم يجدوه ممن يُفترض أن يكون أباً للجميع فأحب الهولنديون الدولة العثمانية وقدسوها وخصوصا انهم لم يطلبوا مقابلا لتلك الخدمات وهم من غير دينهم.


فأصبح هذا الشعار والمثل الهولندي قلاده يلبسها كل الهولنديون ، واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين ، وما يُعرف بالحضارة الانسانية العائمة على بحر من الدماء ، ومع وجود القوانين الحقوقية ، والمنظمات الإنسانية وحقوق الانسان التي صار يُعز فيها الحيوان عندهم أكثر من الإنسان عندنا ، والتي في الأصل وبموجب المواثيق الموقعة أن يقفوا الى جانب المظلوم لا الظالم ، وكان من المفترض بعد تغيير موازين الدول ، وصعود دول أخرى لتحل محلها ، أن تحل محل الدولة العثمانية العظمى في الدفاع عن الشعوب المطحونة ولاسيما الشعب السوري الذي يُذبح من العصابات الأسدية والحالشية والطائفية الايرانية وأذنابها الحشاشون بدم بارد ، وبكل أنواع القتل من الحصارات للموت جوعاً الى الذبح بالسكين والقصف بالراجمات والطائرات بالصواريخ والبراميل المتفجرة وكل الأسلحة المُحرمة دولياً ، وحتى الكيماوي لم يوفروه في شعبنا ، فلم نجد الا الكلام في الظاهر ، وفي الخفاء يدعمون استمرار القتلة والتدمير ، بينما كان العثمانيون يمدون الهولنديين المسيحيين بكل أنواع السلاح للدفاع عن أنفسهم ، ولذلك قالوا نحن نحب الدولة العثمانية أكثر من البابا ، فهل يتسنى لنا أن نقول نحن نحب الدولة الفلانية المسيحية العادلة إن وُجد أكثر من بني العروبة المتواطئون على دمنا والميئوس منهم ومن خنوعهم وذلتهم وجبنهم إلا مارحم ربك ،وبكل صراحة أقول : اتمنى أن نرى ذلك من دول العالم المسيحي المتحضّر اليوم ، أو دولة بعينها ، ولكن هيهات ، فهناك فرق مابين الدول التي تقوم على المبادئ ، وما بين الدول التي تقوم على المصالح ، ولو أدّى ذلك في إفناء البشر على الجانب الآخر

هذه المقولة ذكرني بها أحد الأصدقاء لأشكره عليها
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com  ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي سوري


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    ملكنا فكان العدل منا سجية ... ولما ملكوا سال بالدم ابطح
    كتب التاريخ تعج بنماذج طيبة لسماحة المسلمين وتعاملهم مع من يخالفهم بالدين وممن هم تحت الحكم الاسلامي حيث في مرات عديدة حاربوا مع المسلمين ضد الاعداء من بني قومهم لما لمسوه من تعامل المسلمين ومن مصدر قوة
    وما وجود الاقليات في محيط اسلامي الا برهان لسماحة الاسلام
    ابو خليل نصار

    ردحذف