دائماً نشاهد هذا التعبير أين المثقفين ودورهم في الثورة السورية ؟
وفي
تعليق لأحد المقاتلين الشباب عندما كانت توجه لهم انتقادات على التشرزم وعدم
الانضباطية والتشتت الموجود بين الثوار , فكان رده أين أكابرنا وشبابنا ومثقفينا
لقد تركونا وانطووا أو هربوا ونحن نعاني لوحدنا ؟؟
يوجد
المثل المتداول عند الناس عناصرالتفوق ثلاثة أكانت خاصة أو عامة ( العقل والقوة
والمال ) , فلا قوة الساعد ولا قوة المال لهما قيمة ايجابية على المستوى القريب أو
البعيد إلا إن وجد العقل الواعي والصحيح حتى يستخدم عنصري القوة بمسارهما الصحيح ,
وإن لم يحركهما العقل الواعي سيكونا وبالاً على من امتلك القوة والمال .
كل
الانتقادات والتي توجه للثورة السورية هو غياب مشروعها السياسي والفكري والحراك
المستقبلي , ولو وجد هذا المشروع المتفق عليه والذي يقرره مفكروا ومثقفوا الأمة
لاستطاعت الثورة أن تع الطريق الذي تسير عليه , ولوجد من يناصر ذلك
لاننكر
أنه توجد محاولات فردية تنشر هنا وهناك , ولكن من طبع شعبنا أنه لايحب القراءة وإن
قرأ يكون خلاصة ماقرأه إما مُسفِّه لما قرأ قد يكون غيرة أو حسداً , أو لايعي
مايقرأ , وقلة ممن يحاولون الاستفادة من القراءة تلك حتى تكون المعلومات عنده
معلومات تراكمية متنوعة تغذي عقله وتسقيه لكي يستمر في النمو وطرح ثماره للبشرية
جمعاء
أما هذا
الجدب الثقافي في ثورتنا السورية لم يكن سببه قلة المثقفين والمفكرين والخبراء ,
وإنما سببه في أنه لايوجد ملتقى بحثي ومركزي لتجميع تلك الآراء والمشاريع وتوجيهها
ووضعها في المكان الذي يمكن الاستفادة منه كتجميع المحاولات الفردية وما وصلت إليه
من مشاريع مستقبلية عند الأحزاب والتجمعات السورية وأن تتم الدعوة لمؤتمر عام
لمناقشة الأفكار والآراء والأبحاث لرسم سياسة ثورية ومشروع الثورة وأهدافها وطبيعة
العلاقة الدولية مع سوريا المستقبل , وهنا لابد من توفر شروط معينة لتحقيق ذلك
الهدف وهي :
أولاً:
إن أي مجموعة أو تشكيل او حزب يعتقد أنه هو وحده القادر على إدارة المرحلة الراهنة
أو بعد انتصار الثورة , فالنصيحة تكون هنا إنك تضع نفسك في في سيارة مليئة
بالمتفجرات وكل الأخطاء السابقة واللاحقة والحالية ستقع على رأسك وستكون النتيجة
انفجار السيارة ونهايتك الحتمية ونهاية مشروعك .
ثانياً :عندما
تقتنع الأحزاب والتكتلات والتجمعات بتلك النتيجة أعلاه ستعي حتماً الطرح الحالي
وستشترك مع الجميع في تطبيق المشروع الذي سيطرحه مجموعة المثقفين والمفكرين
والخبراء
ثالثاً :
توجه دعوة عامة لمؤتمر علمي يلقي كل شخص
مشروعه على مسامع الحضور , وتتم مناقشة البحث وله حق المدافعة عن بحثه
رابعاً :
يتم اختيار لجنة علمية بحثية من الذين قدموا المشاريع والتي لاقت قبولاً جيداً في
المؤتمر , وتلاقت وتقاطعت مع بعضها في الكثير من النقاط بحيث توضع في إعلان دستوري
مؤقت وعلى أساس هذا الاعلان تتم ادارة
المرحلة الحالية والمرحلة القادمة مابعد انتصار الثورة وادارة المرحلة الانتقالية
بعدها
خامساً :
أرجوا ممن يجد عنده القدرة أو أنه قد امتلك محاولات فردية , من الأفراد والتجمعات
والتكتلات والأحزاب أو يثقون بمقدرة المفكر أو الخبير أو الاختصاصي ليعرضوا اسمه
سادساً
هذا المشروع هو مشروع ضخم يحتاج لجهة تتبناه , والسؤال هنا :
هل يتبنى
هذا المشروع المجلس الوطني والإئتلاف فقط من حيث المتطلبات المادية والعوامل
الكفيلة بانعقاد هذا المؤتمر واعتماد خلاصة المشروع أو أي تكتل أو تجمع آخر ؟
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق