الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-23

حرب عالمية على اهل السنة في سوريا - بقلم: حسان العمر


لقد قامت ثورتنا في سوريا على نظام يعرفه الشعب السوري جيدا فأهل سوريا لم ينسوا ما حدث في حماة و إدلب و حلب قبل ثلاثين عاما من الجرائم الفظيعة تهول لها الولدان فقد قتل عشرات الألآف من أهل السنة في سوريا و أعدم عشرات الألآف غيرهم بالسجون و كان التعذيب بالسجون ما لا يمكن تصديقه من فظاعته فقد كان تعذيبا يعبر عن نفس مليئة بالحقد الغريب الذي لا يوجد مثيله عند غير هؤلاء و الذي اكتسبوه نتيجة تربية منذ الصغر نتيجة عقيدة دينية  و هذا ما جعله  حقدا غريبا لا نجد له مثيلا بشكل كبير عند غيرهؤلاء القوم.


كان أهل سوريا يعلمون أن هذا النظام بهذا الإجرام و لكنهم قاموا بالثورة لأن الفرصة لا تأتي دائما و قد جاءت مع الربيع العربي، كما أن ما كان يراه الكثير أن المجازر التي  حدثت في حماة و غيرها بالسابق قد يكون من أحد أسبابها أن العالم لم يعرف عنها إلا بعد انتهائها بسبب تعتيم النظام على مجازره إعلاميا لذلك لم يكن موقف العالم قويا تجاه النظام القائم في ذلك الوقت أما الآن فالتعتيم الإعلامي أصبح صعبا  لوجود الشبكة المعلوماتية و صفحات التواصل الاجتماعي و غيرها و لم أكن الصراحة ممن أرى هذا الرأي، فقد كنت مؤمنا أن العالم لا يهمه لو قتل كل أهل سوريا فما يهمه فقط مصلحته الخاصة و لا علاقة للأخلاق و حقوق الإنسان بأفعاله ابدا حتى لو ظهر انها تحرجه امام الرأي العام.

فالعالم و على رأسه الغرب و عندما اقول العالم اقصد الدول الكبرى التي تحكم العالم لم تفعل شيئا بعد مجازر النظام السوري بالثمانينات و بقيت تتعامل معه وتدعمه ايضا بشكل كبير كما استعانوا به في لبنان و في حربهم على ما يسمى الإرهاب و قد يكون باركت ما قام به من مجازر فلا علاقة للإعلام بالموضوع ابدا .

و ها نحن اليوم نرى بعد اندلاع الثورة المجازر الفظيعة العلنية و قتل الأطفال والنساء و الرجال.

هذه المجازر و التطهير الطائفي الذي يحدث  سواء بأسلوب القتل من الحرق و التكسير للأطراف و الرقاب و الاغتصاب للنساء او بالتعذيب الذي لا يخطر على قلب بشر و كل هذا يظهر على شاشات الفضائيات و تم ملأ مواقع الفيديو و صفحات التواصل الإجتماعي بعشرات الآلاف من المقاطع التي تصوره و مع ذلك لم يتحرك العالم الا لدعم النظام في مذابحه ضد أهل السنة في سوريا .

فالعالم انقسم قسمين قسم يدعم بشكل مباشر بالسلاح و العتاد و الرجال و هذا ما قام به الشركاء بالمذابح بشكل مباشر من الصفويين الشيعة والملحدين الشيوعيين في روسيا فالشيعة أصدروا الفتاوي و دعوا الى القتال في سوريا من أجل بقاء النظام  و أرسلوا رجالهم و أسلحتهم و أموالهم من إيران و العراق ولبنان لذبح الشعب في سوريا و روسيا الشيوعية الملحدة التي لم تكتفي بما ذبحت من المسلمين في البلاد المسلمة التي احتلتها من قبل و التي لا زالت تحتلها حتى ترسل قواتها لبلاد الشام لتذبح المسلمين السنة فيه .

و قسم آخر يدعم النظام لوجستيا و سياسيا و عن طريق المهل و منع الدعم بالسلاح عن الشعب السوري ليدافع عن نفسه جراء ما يتعرض له من مجازر وهذا الأمر تتبناه الجامعة العربية اذا استثنينا بعض دول الخليج و النظام العالمي المتمثل في امريكا و اوربا والدولة اليهودية فهم أصبحوا يعملون بوضوح على منح المهلة تلو المهلة للنظام حتى يتمكن من القضاء على الثورة في سوريا و يخرجون بقرارات هزيلة لا قيمة لها إلا في دعم النظام معنويا و تشجيعه على المزيد من المذابح بحق أهل السنة.

و هذا الأمر لم يعد من الأمور التي تحتاج أن نجهد أنفسنا في استنتاجها فالمجازر ليس لها مثيل و التطهير الطائفي و التهجير يحدث على عين العالم كله و هم يتكلمون عن بيان مفاوضات و  إدخال مساعدات انسانية بل حتى العالم لا يريد أن يصدر قرارا بالدعم الإنساني للشعب فهم يتكلمون عن بيان غير ملزم بوقف إطلاق النار ساعتين.

و هم يمنعون السلاح و هذا ما نشاهده من تصريحات أمريكا بوجود القاعدة لكي تبرر عدم دعم الشعب في سوريا و هذه فرنسا تحذر من حرب أهلية في سوريا اذا تم دعم المعارضة بالسلاح، فبالنسبة لهم ذبح أهل السنة الأكثرية و تهجيرهم من ديارهم من قبل الأقلية النصيرية المدعومة طائفيا من الشيعة بالعالم لا مشكلة فيه و ليست حربا أهلية أما دفاع الضحية عن نفسه فهذه المشكلة و هناك خطر الحرب الأهلية التي يجعلونها حجة فقط حتى يستمر ذبح السنة من دون ضجيج و مشاكل.

لقد أصبح واضحا أن المجتمع الدولي يريد ذبح أهل السنة في سوريا فقط للحفاظ على سوريا تحت مظلته تابعة له مع تبعيتها للدولة الصفوية المدعومة دوليا و التي لا خطر منها على إسرائيل و إلا لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتفرج على الدعم الإيراني و الروسي بشكل مباشر و بكل شيئ و هو يدعي حرب إيران فلماذا لا يتم إضعاف إيران و روسيا بالمنطقة عن طريق إخراج سوريا من الحلف الصفوي و لكن لا أحد يريد أن تنتصر الثورة في سوريا لذلك اتفق العالم سواء بالشكل المباشر أو غير المباشر على ذبح أهل السنة في سوريا و تهجيرهم كما فعلوا بالثمانينات من أجل أن لا يختل التوازن الدولي و من أجل حماية حدود دولة اليهود لأطول فترة ممكنة فهم يعلمون أن تمكن المسلمين السنة من الحكم في سوريا سوف يشكل خطر استراتيجي على الدولة اليهودية فأرادوا أن يحافظوا على النظام الحالي عبر دعمه للقضاء على الثورة و إذا عجز عن ذلك و انتصرت الثورة فسوف تكون سوريا البلد المدمر الذي يحتاج الى عشرات السنين لإعادة بنائه من جديد أو قد يكون حل وجود الدولة العلوية لكي تبقى عامل ضعف لسوريا في حال انتصار الثورة.

هذا ما نشاهده من الجرائم الفظيعة في أهل حمص و محاولة تهجيرهم لكي تكون عاصمة للدولة العلوية المرتقبة و الذي يبدو أن العالم ينتظر تكون معالم هذه الدولة في حال فشل النظام بالقضاء على الثورة نهائيا لكي يتدخل بعد ذلك لكي تكون قواته فاصلة بين الثوار و الدولة العلوية الجديدة المراد لها أن تكون بالمنطقة لتساعد في حماية أمن الدولة اليهودية و بعدها تنشأ هذه الدولة و تكون هناك دولتين إذا لم يكن اكثر دولة للسنة والدولة العلوية يكون لها دور في حماية أمن الدولة اليهودية و تقوية الدولة الصفوية و إضعاف أي قوة محتملة للسنة.

و بذلك يتضح مدى تفرج المجتمع الدولي بل و دعمه بشكل مباشر أو غير مباشر لذبح أهل السنة في سوريا كما تم ذبحهم بالعراق من قبل فلو كانت أمريكا لا تريد لسوريا أن تبقى بيد إيران لما اعطتهم العراق و سمحت له بارتكاب المجازر الفظيعة من قبل في حق أهل السنة.

لم يكن في حساب الشعب السوري أنه قد كتب له أن يخوض المعركة العالمية ضده عندما ثار و لكن هذه الحرب قد فرضت عليه و لن يكون في وسع شعب سوريا إلا أن يخوض هذه الحرب الى النهاية لأنه ثار من اجل دينه و عزته و كرامته و حريته

و ليس من اجل ان يحارب العالم و لن يتراجع الشعب السوري بإذن الله أبدا حتى ينال ما يريده و سوف لن ينفع كل المكر العالمي لتدمير الشام بإذن الله فالشام هي الأرض التي باركها الله و سوف يكون لها شأن في اعادة العزة و الكرامة و الحرية لكل المسلمين بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق