الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-30

من جرائم قتل الحياة..إلى جرائم تدمير التاريخ والحضاره (قلعة المضيق نموذجاً) – بقلم: المهندس هشام نجار


أعزائي القراء
 هناك إجماعاً عالمياً يشير الى ان النظام السوري يمثل حاله خاصه سواءاً في طريقة حكمه الطائفي او في إسلوب التصفية المتشبع بالحقد الفظيع بحيث طالت هذه التصفيه كل مكونات الحياة من إنسان إلى نبات إلى حيوان ثم تعدت هذه التصفيه لتصل إلى الجماد الذي يمثل الحضاره سواءاً كانت حضارة إسلاميه ممثلة بجوامعها التاريخيه إو كانت رمزاً لحضارات قبل الإسلام كالقلاع الأثريه .. وقلعة المضيق نموذجاً حيث قُصفت بالدبابات وما زالت حتى الآن تحت القصف. عند كل قنبلة تسقط على هذه القلعة يتناثر منها احجار تاريخيه عجزت كل الخطوب التي عاشتها من النيل منها..ولكن الأسد بغرابة تكوينه الجيني قد فعل.
والمثيره للغرابه ان اليونسكو المنوط بها الحفاظ على المواقع الأثريه والتاريخيه تقف اليوم عاجزة صامته هي الأخرى عن ان القيام بمهمتها الأساسيه امام الآله الأسديه  الممنهجه لتدمير التاريخ في سوريا.

أعزائي القراء
كلنا يذكر تمثال بوذا في باميان الأفغانيه ,فعندما قامت طالبان بنسفه ثار العالم ضد هذا العمل الغير مسؤول ووقف العالم الإسلامي كله وراء مبادرة الدكتور القرضاوي والعلماء المسلمين معه لثني طالبان عن فعلها..وتحركت اليونسكو بكل ثقلها ضد طالبان ونجحت إلى حد كبير بمنعها من الإستمرار بنسف مواقع أخرى , فما بالها اليوم تغط في نوم عميق بينما مساجد إسلاميه تاريخية تّدمر, وقلاع أثريه تُدك وكأنها دريئة للتدريب كل ذلك يحصل في سوريا رغماً عن اليونسكو والأمم المتحده وحكام العالم كله.

لا نلوم علماء الآثار على صمتهم... ولا نلوم اليونسكو على جُبنها ,ولمَ نلوم هؤلاء إذا كانت كل اصناف الحياة بكل أنواعها تُدمر في سوريا ولا يجرؤ "بل نفضل أن نقول لا يرغب" زعيم عربي ولا إسلامي ولا أوباما ولاحلفاء أوباما من إدخال سيارة إسعاف واحده  لسوريا لإنقاذ طفل واحد يحتضرفي قلعة المضيق وكل عائلته أشلاء بقربه صرعى قذائف الدبابات.

اعزائي القراء
ليمت التاريخ كله بعد اليوم إذا كان أهل التاريخ لم يعد يهمهم التاريخ ..ولتمت معه الجغرافيا والفيزياء والكيمياء كما يرغب كل الغرباء..فما قيمة التاريخ بعد اليوم إذا كان السوري صانع التاريخ تحول إلى خبر تلفزيوني يومي فقط يتابعه الغريب والبعيد كما يتابع فلماً رومانسياً! ولكن ليعلم القريب والبعيد ان إنساننا السوري حسم أمره وسيقاتل حتى بإظافره,, فلنسلح جيشنا الحر فهو ضمانتنا  الوحيده لنيل حريتنا رضي العالم كله ام لم يرض..فالسوري الذي صنع التاريخ بالأمس هو الذي سيصنع المستقبل

مع تحياتي
   موجز عن قلعة المضيق
تقع قلعة المضيق على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماة في سورية، وهي مسكونة وعامرة بالسكان حتى اليوم ويبلغ عدد سكانها20000 نسمة، سميت بقلعة المضيق لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله.
قلعة المضيق هي تسمية أصلها يعود لوجود حصن روماني، تم تجديده عندما حررها أبو عبيدة بن الجراح من الروم ، والى الشرق منه تقع مدينة أفاميا الأثرية التي تعود للعهد الروماني وقد بناها سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المكدوني، وسماها باسم زوجته أبامي (افاميا).

[ تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي سميت باسم "بيلاّ". مؤسسها الحقيقي سلوقس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان {عام64 ق.م}، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638 م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصنًا منيعًا على قمة التل، وقام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157 م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، بقيت موقعًا إستراتيجيًا للاستيطان البشري، إذ استمر السكن فيها إلى يومنا الحالي، ونجد فيها قرية صغيرة بين أسوار القلعة القديمة تعرف أيضًا باسم "قلعة المضيق".

وفي فترة الخلافة العثمانية وفي عهد السلطان سليمان القانوني (الأول) تم بناء مسجد، ومدرسة وخان، الذي هو الآن عبارة عن متحف أفاميا للفسيفساء، والجدير بالذكر أن مدينة أفاميا تحتوي على مسرح روماني، يعتبر من أكبر المسارح الرومانية الموجود في سوريا، وهو يتسع على الأقل لعشرة آلاف مشاهد.

بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية  تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته.

الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجًا تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عددًا وأصغر حجمًا حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.

هذه هي القلعه المنكوبه اليوم ولاندري كيف ستكون عليه معالمها بعد إنتهاء نظام قتل الحياة وتدمير التاريخ .

المهندس هشام نجار
 المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق