الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-24

طائفي رغماً عني – بقلم: عزالدين سالم


 الإنسان هو الإنسان في السلوك والطباع باستثناء بعض المورثات التي لا تشكل بمجملها تغيرا كبيرا في طبائع المرء ولكن البيئة والمجتمع هما العاملان الأساسيان في تغيير سلوك الإنسان من خلال الظروف المحيطة به سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو دينية من الضنك في المعيشة إلى الترف ومن الشدة والقسوة إلى التراخي والانفلات في التربية أو من ممارسات الضغوط النفسية من المجتمع  والأنظمة الحاكمة أو جماعات مهيمنة ونحن كمسلمين مؤمنين بما أتانا به الله وبلغنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علمه الله حيث هو لا ينطق عن الهوى إنما يوحى إليه حيث يقول صلى الله عليه وسلم في هذا المجال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه)
المقصود به هنا الدائرة الصغيرة وهي الأسرة ممتدة إلى التجمع الأكبر الممثل بالمجتمع الذي يعيش فيه فلا يوجد على وجه البسيطة مجرم بالفطرة، ولكن هناك أسباب تبدأ بالجنوح ثم تتصاعد إلى الجريمة إن لم يجد له رادع أو من يبصره وينصره على نفسه أو يساعده باجتياز أزماته التي تكون سببا لجعله مجرما وهذا لا يعني أني أشرعن الإجرام أو أعطي رخصة له بل أتلمس العلاج لمسببات الفعل وهذا بيت القصيد وحين كتبت عنوان مقالتي: (طائفي رغما عني) كنت أقصد هذا المضمون أنه لا يوجد رجل طائفي بالفطرة أو مخلوق  يحب القتل أو حتى حاقد ولكن يوجد أسباب لهذا التوجه الخطير نتيجة خلل اجتماعي أو خلل دماغي أو عامل نفسي فإما أن يكون عضوي أو سيكولوجي فالمرض العضوي أيضا نتيجة علة دماغية تنجم عن فعل معكوس عن حالة تأصلت في ذاكرة المجرم نتيجة حادثة أو فعل أثر فيه لأن أي فعل يولد فعل مضاد وهذه نظرية فيزيائية معروفة (لكل فعل ردة فعل تساويه بالقوة وتعاكسه بالاتجاه) وهذه حقيقة علمية فلو أسقطنا هذه النظرية على عناصر مختلفة من البشر لوجدنا هذه النظرية تنطبق على البشر أيضا في كثير من الحالات ولنأخذ مثال لا الحصر عن تنظيم القاعدة في نشأته وتوجهه باختصار شديد لنحلل من صنع هذا التنظيم هل هو أسامة بن لادن الفرد ؟ أقول وبدون تردد لا بل العداء للمسلمين من الغرب وعلى رأسها روسيا وأمريكا من صنعته. بداً من خروج المجاهدين المرحب بهم سابقا حتى من أمريكا والعرب وهذا ما سنجده في دراسة مبسطة في كيفية خروج أسامة بن لادن مثل الكثيرين من المقاتلين الذين جندتهم مصر والسعودية بمباركة ودعم أمريكي في السلاح والتدريب والخطط لمحاربة الروس بالوكالة أيام الحرب الباردة. وهذا ما يخيف اليوم كمعترضة هامة وبين قوسين  (أن يكون الموقف الروسي اليوم في سورية رداً على تلك الحرب ) ؟ ثم وبعد تنامي هذه الحركة الجهادية كان من الواجب تنظيم حركة أفرادها في الدخول والخروج من أفغانستان عبر باكستان  فشُكل مكتب سمي آنذاك بمكتب القاعدة وهو تابع للسفارة السعودية غايته تنظيم دخول وخروج المجاهدين وإحصاء من قتل وغير ذلك من الأمور التنظيمية ليس مجال بحثنا الآن وبعد طردهم المحتل الروسي عن أفغانستان الدولة المستلمة الضعيفة  بدأت الأيدي الخفية في تقوية الصراعات والنزعات للهيمنة على المنطلقة كل يغذي فصيل موال له وعلى رأس هؤلاء إيران التي كانت تدعم الفئة الشيعية من المجاهدين وليس بدافع إنساني بل بدافع ظاهره طائفي وباطنه فارسي لبسط النفوذ وزرع نظام موالي لها كأي استعمار وكما تظهر نفسها وتروج دائما بمظهر الحمل الوديع والداعم لحركات المقاومة بالإسلام المبطن بدوافع خبيثة ولتنشئ صراعات داخلية تستفيد منها في مخطط ترسمه للمنطقة واستغلت الشكل القبلي و الطائفي واستفادت من السلاح الموجود في أيدي المقاتلين لتغذية النعرة الطائفية والقبلية بغية الهيمنة على هذه الدولة البكر وأقول البكر لوجود ثروات طبيعية هائلة لم تستغل نتيجة الفقر والتخلف المسيطرين على هذه المنطقة وخاصة اليورانيوم بالإضافة إلى زراعة المخدرات وما تدره من أرباح وخاصة مع تحالف الشمال الشيعي. وأيضا وجود أيدي خفية أخرى زينت للمجاهدين الذين تحولوا إلى مقاتلين أشاوس ونتيجة لعدم السماح لهم أو للكثير منهم بالعودة إلى بلادهم وللتخلص منهم روجوا لديهم فكرة الجهاد في المناطق التي يقع الظلم على المسلمين كما شاهدنا في الشيشان وفي كوسوفو وغيرها من المناطق في العالم وهذا لم يرق لأمريكا فهي من دعمتهم بشكل غير مباشر لتجندهم لمصلحتها ولكن لم ينصاعوا لها وخرجوا عن السيطرة لأنهم يعتبرونها دولة معادية نتيجة دعمها الكبير لإسرائيل وهذا يؤجج وجدان أي عربي ومسلم في العالم مما ترتب عليه الإيحاء لهم في عملية توجه ضربة قوية لأمريكا وهي مصلحة إسرائيلية أمريكية استطاعت أمريكا من خلالها وخاصة الصقور في الإدارة الأمريكية لإعلان حرب خبيثة على الإسلام في ما يسمى الحرب على الإرهاب وسمح لها هذا الحدث الكبير والذي ضخم إعلاميا من العرب قبل الغرب في التدخل في جميع دول العالم ومصادرة الأرصدة و....الخ من الأحداث وهؤلاء الصقور الذين غدو فئران في أيامنا هذه أما الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن ليس من ضعف ولكن تعارضاً مع أهدافهم الخبيثة وإرضاء لإسرائيل وللتخلص من هؤلاء المقاتلين أُعلنت بالحرب على الإرهاب لتصادر الأموال وتهيمن على العالم وتتدخل في شؤون الدول وتطوع الأنظمة الإستبداديه وتدعمها كما سخرت الحرب على الإرهاب لغزو أفغانستان أما في العراق دخلت بدعوى البحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة والمروج لها من إيران وأذناب إيران من العراقيين وهنا تكمن المصيبة حيث ساعدت إيران الولايات المتحدة الأمريكية في الترويج عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل واتضح كذب الجميع في ذلك ولكن كانت اللعبة شيعية كردية لإسقاط حكم صدام حسين العدو الأبرز لإيران والذي كان نظام أقوى من نظام الأسد في سورية بكل ملابساته وكما استغل الأكراد ذلك أيضا ودلوا بدلوهم عن محاكمة تثير الضحك حول مجزرة حلبشا والتي اقترفتها إيران ولفقت لصدام وصمتت عليها أمريكا والعالم أجمع وذلك لالتقاء المصالح حيث تتقدم على الحقائق كالعادة لدى أمريكا والغرب مما أدى إلى سيطرة إيرانية كاملة على العراق وبمساعدة بعض الساسة العراقيين المتطرفين والمحسوبين على التيار الصفوي والذين ينتمون إلى ثلة من الشيعة وليس جميع الشيعة بهذا الحقد فهم يستغلون الدين لتحقيق مخططهم الفارسي بلبوس إسلامي حيث بدأ هذا المخطط منذ عام 1954 وهو ما يسمى بالهلال الخصيب أو ( الهلال الشيعي ) وهنا تكمن المصيبة الأكبر حيث يتوجب على ذلك تغير الخارطة الديمغرافية في مناطق عديدة  ابتداء من منطقة الأهواز العربية والمحتلة من إيران وهي ما تعرف ( عربستان ) إلى العراق من خلال  تقسيمها إلى أقاليم ليتثنى لهم تحييد الأكراد كمكون مسلم سني بتفعيل ما يسمى بالفيدرالية تهيئة لتقسيم العراق وإخراجه من الصف العربي كدولة قوية انهارت بالغزو الأمريكي ولتصبح نسبة الشيعة أكبر ومعظمهم موالين لإيران حتى تتمكن من إتمام مخططها متوازياً مع مخطط أمريكي فشل في إعادة رسم المنطقة حيث طرحت إدارة بوش ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير فتعارض مع مخطط إيران ولكن استغلته إيران في الترويج لمنعه ليس حرصا على المنطقة بل للقفز على مشاعر الناس والحصول على تأييد جماهيري ساذج من خلال استغلال العاطفة الدينية المتأصلة في الشعوب العربية والإسلامية كما تستغل قضية فلسطين بالتظاهر بالدعم للشعب الفلسطيني وهي تدعم فصيل أو جهة أو فئة من الشعب الفلسطيني لخلق الفرقة بين الفلسطينيين واستغلالهم أسوأ استغلال مستفيدة من تخلي الأنظمة العربية عن دعمهم لكونهم إسلاميين ويغضب أمريكا والغرب وهذا ما حصل فعلا بين حماس وبقية الفلسطينيين وتأيد ومشاركة من النظام السوري الحليف الأقوى في هذا التوجه والمستفيد من ادعاء الممانعة ودعم المقاومة وفي الوقت نفسه اعتقل ياسر عرفات على الجبهة السورية حين قام الفلسطينيين بعملية من الجبهة السورية  ومن ثم سهل هذا النظام دخول المقاتلين من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان وقاموا بافتعال الأزمات لتهيئة المناخ لدخول الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان مما سمح لعناصر حزب الله وحركة أمل من حرق السجلات المدنية لبدء التغيير الديمغرافي  بإعطاء الجنسية إلى الكثير من الإيرانيين والعراقيين من الطائفة الشيعية وجعلهم لبنانيين وخاصة القسم المتطرف منهم والموالي لإيران في تغيير واضح للخارطة الديمغرافية في لبنان والهيمنة عليها وبدعم إسرائيلي مبطن وباتفاق مع النظام السوري الذي وجد بدوره هذا تدعيما لحكمه حيث وظف كل الظروف لجعل الطائفة العلوية في سورية متهمة بأفعاله في حين أن الكثير من تلك الطائفة لا تقبل إيران ولا طريقة أداء النظام للحكم في سورية وهذا ما عزز من موقف الأسرة الحاكمة في سورية وجعلها تستغل المفهوم الطائفي في منفعة متبادلة مع إيران ويؤدي في المضمون إلى تحقيق الهلال الشيعي وتسخير الأقليات وتسليحهم وشملهم بدهاء وخبث في قمع الثورة في سورية  وليسوق عالميا أنه يقوم بحماية الأقليات وهنا يأتي الدور الروسي المزعوم في حماية المسحيين الأرتدكث والمعروف عن فلاديمير بوتين أنه ضابط مخابرات من الحقبة الشيوعية برز نجمه في عهد يلسن بعد تفكيك الإتحاد السوفيتي الذي حارب الأديان جميعها  ولكن استغلال الأديان هي السمة الطاغية لتحقيق المصالح مما سمح له البروز كقوة في تأيد روسي لإيران ونظام الأسد الذي كرث الطائفية كما فعلت الصين لمواجهة أمريكا  وهذا ما فعلته أمريكا أيضا في العراق في دعمها للشيعة على حساب السنة وعندما سُئل بريمر قبيل مغادرته العراق من صحفي عراقي لماذا دعمتم الشيعة في العراق أجاب بريمر أن هناك ( السيستاني ) نتفاهم معه فنضمن الشيعة مما أدى التسليم المطلق للعراق من أمريكا إلى إيران. وجاء الربيع العربي فشوش على الحلف الجديد الممثل في أكثر أنظمة الأرض همجية في التعامل مع شعوبهم وانتهاكا لحقوق الإنسان وهم النظام السوري وإيران وروسيا والصين. وهنا شعرت كما شعر كل مسلم سني كما أعتقد أنه مستهدف في حياته وأهله فانفجرت ثورة الكرامة في سورية وجعلها النظام السوري وحلفائه حرب طائفية بامتياز وسلحوا كل من ينتمي إلى الطائفتين الشيعية والعلوية وهما ليسوا على نهج واحد مما جعلنا نطالب  العالم المدعي للحرية ونصير حقوق الإنسان فوجدناه لا يكترث ويختلق الأكاذيب والحجج ويعطي للنظام السوري رخصة لقتلنا بحجج واهية فلم يعد أمام شعبنا وأمام هذا الصمت الفظيع من العالم إلا الإعتقاد أن العالم يدعم هذه الطائفة لأسباب اديولوجية من أهمها إشعال حرب بين المسلمين  حرب طائفية تنوب عن إسرائيل والغرب باستنزاف طاقات المسلمين ومن خلال فئة قليلة ولائها  للإسلام مشكوك فيه وتكره المسلمين وخاصة العرب منهم وهذا ينطبق على إيران ومن خلال تفاهمات سرية دعموهم ليكونوا قوة غير نووية في المنطقة تهدد العرب عامة ودول الخليج خاصة لابتزازهم وفرض الوصاية الأمريكية عليهم ويكونوا وقود حرب بالوكالة بين الروس والغرب من خلال وجود تحالف جديد روسي صيني إيراني تصمت عنه أمريكا تحت الضغط الإسرائيلي نتيجة ضمان لهدوء الأموات على الجبهة السورية الإسرائيلية وخشية تعاظم الحركات الإسلامية كما لوحظ في الربيع العربي  مما جعل أي مواطن تدغدغ أحاسيسه فكرة الطائفية أمام تضافر الفئات الطائفية وتجمعها في محاربتنا لإرغامنا على أن نكون طائفيين رغما عنا وهذه هي الحقيقة التي تهدد المنطقة إن طالت فترة الصمت الدولي على القتل المنهجي في سورية فستكون هناك حرب طائفية أكيدة تمتد إلى المنطقة بكاملها وهذا إما نتيجة الغباء الأمريكي  للشعور الديني في المنطقة وهذا ما يغفل عنه معتنقين الأديان الأخرى بأن الأسد لم ولن يبقى وإن طال أمد الأزمة في سورية سنكون جميعنا طائفيين ومتورطين بالقتل رغما عنا إما نقتل أو نموت وللأسف الشديد أو هي مؤامرة على الشعب السوري في حملة تطهير عرقي لذا يجب على العالم ولتجنب هذه الحرب التي ستأكل الأخضر واليابس وتعيد المنطقة إلى عصور الانحطاط وستقوض الأمن والسلم الدوليين لأن الشعب السوري لن يرضى ببقاء هذه العصابة مهما كلف الثمن وحتى لو اشتعلت المنطقة بالكامل فعلى العالم بأسره أن يدرك هذه الحقيقة ومن خلا الموقع الجغرافي للمنطقة حيث تشكل همزة وصل جغرافية تنقل من خلالها الثروات وأهمها النفط وأقول للعالم وأنبه أن الشعب السوري الذي دفع كل هذه الدماء والتضحيات لن يرضى بهيمنة إيرانية أو روسية حتى لو أدى ذلك إلى حرب دينية تستجلب كل مسلمين العالم في إعلان الجهاد في حرب مقدسة ضد عدو مجوسي وروسي لان المسلمين السنة لا يعترفون بالصفويين كمسلمين بل هم فرس يعتنقون المجوسية

وهذا ما سيجلب المقاتلين من جميع أنحاء العالم ويتسبب في حرب دينية قد يعتبرها البعض أو يروج لها بأنها حرب مقدسة تعصف في العالم من جديد فإني أُحذر من تلك الحرب الواقعة لا محالة إن بقي الأسد أو هذه الطائفة في سدة الحكم من الوقوع بالمحظور وقد أُعذر من أنذر والله على ما أقول شهيد     
     عزالدين سالم       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق