الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-15

ظالم ومظلوم – د. عبد الغني حمدو


انتصرت الثورة السورية، وجرت فيها انتخابات حرة ونزيهة، وفاز بالانتخابات طرف سياسي، هذا التكتل السياسي، يمثل الثورة، والتي قامت ضد الظلم لاحقاق الحق والعدل والمساواة  بين جميع فئات الشعب، الدستور الجديد يتضمن استقلال السلطات، ومنها سلطة القضاء، والسلطة التنفيذية مهمتها فقط تنفيذ الأحكام والتشريعات المعتمدة من السلطة التشريعية، وفي هذه الحالة لو كان ألوالد وزيراً او رئيساً، وأراد الواسطة، فعندها سيقول المسئول للطالب (إن كان طلبك قانونياً فلا تحتاجني، وإن كان طلبك غير قانوني، فلا يمكنني مساعدتك).


هنا سيعمل القضاء على جمع الأدلة أو النظر في الشكاوي المقدمة من المظلومين لمحاسبة الجناة والقتلة والفاسدين والذين مارسوا عمليات الاجرام المخالفة للضمير الانساني وقوانينه المعتمدة.

فالظالم عليه هنا مواجهة مصيره وليس أمامه إلا طريقين اثنين :

الأول: هو الرضى بالحكم الذي ينتظره ويناسب مارتكبه من جرائم

والثاني: هو الهروب واللجوء إلى دولة أخرى تحميه، وحول ذلك تدور الحكاية :

عندما تقدمت لمفوضية اللاجئين قبل سنتين من الآن، وكانت هناك ثلاث جلسات تحقيق، وبين الثانية والثالثة ستة شهور، وكان الحديث يدور عن سبب طلب اللجوء، وكان قد مضى لي في الغربة 29 عاماً، فقلت لهم ليس عندي جواز سفر، وفي بلادي محكوم علي بالاعدام، بسبب انتمائي الفكري، ولا يوجد علي أي طلب قضائي غير ذلك، والآن ليس عندي جواز سفر، والسفارة رفضت تزويدي بجواز جديد، ولكي لاأسلم لبلدي لجأت للأمم المتحدة، وسألوني هل ارتكبت جرماً مدنياً أو قتلاً أو أي شيء آخر، فكان جوابي بالنفي، ومع هذا كله فلي سنتين وشهرين فوقهما، ولم يتم قبولي كمستوطن في أي دولة من العالم، مع أن مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد وجدت أنه يحق لي اللجوء.

عشرات الألوف من اللاجئين السوريين خرجوا في الثمانينات، وكانت دول العالم تتعاطف معهم، لذلك كانت قضيتهم منسية ولم تشكل أزمة دولية في حينها.

يدخل الآن لمبنى مفوضية الأمم المتحدة من المحسوبين على بشار الأسد هارباً من مصيره عندما اختار طريق الهروب، ولم يواجه العدالة في بلده، فسيكون السؤال الأول:

هل أنت ضمن قوائم مجرمي الحرب والموجودة عندنا ؟

فإن كان جوابه بالنفي فالقوائم موجودة وهنا معناها قد كذب في الاجابة وسيرفض طلبه، وقد لايكون اسمه موجوداً، ولكنهم سيقولون له، نحن عندنا وسائل استخباراتية خاصة سنتأكد من كلامك، وقد يأخذ الأمر عدة شهور للتأكد.

السؤال الثاني : طالما أنك لست مجرماً فلماذا هربت من وطنك ولم تواجه قضاءكم العادل وتكون كأي مواطن يعيش في الوطن.

سيقول لأنني أنتمي للطائفة الفلانية، ولكن هذا لايفسر سبب هروبك، فلوكان سلوكك غير اجرامي،لكنت أظهرت سخطك على إجرام النظام والذي كان يقتل باسم الطائفة، فهل عندك مواقف تدل على أنك لم تكن مسانداً لمجرمي ومرتكبي جرائم الحرب في سوريا؟

مع أنه لم يفت الوقت بعد، وعلى الذين لايرضون عن جرائم عصابات الأسد، فعليهم اثبات ذلك بشكل عملي وانضمامهم للثورة، قبل فوات الأوان، لأن نظرة العالم بدولها وحكامها وشعوبها ومنظماتها أصبحت ترى أن هذه الطائفة، أشد خطراً على الانسانية من النازية نفسها، وقد يقول قائل، إيران ستضمنا بحنان، ولكن أقول اسألوا أي عراقي شيعي عاش في إيران كلاجيء قبل الاحتلال، وتحقيرهم للعرب ليس على مستوى الحكومة فقط وإنما على مستوى الشعب، وكان الذي ينجو من الاحتقار فيها من يعرف يتكلم الانكليزية ليرفعوا له العمامة تحية وتقبيلاً، فالعربي فيها يخاف أن يتكلم بلغته في ايران حتى ولو كان لاجئاً أو سائحاً.

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق