الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-23

يا ابن الشآم …. يا أسمر - بقلم: د. محمد وليد حياني


يا فارع الطـــول … يا ممشــوق القامة …يا ابن الشآم… يا أسمر … يا من تخفف من ثياب الدنيا وزادها ركضا إلى الله سعيا للقائه، يا صاحب العينين اللتين لا تمسهما النار … لأن إحداهما بكت وتبكي من خشية الله، والأخرى باتت تحرس في سبيل الله … يا ابن الشـــآم كل الشآم من أرض بصرى الشام والغوطة إلى مرج دابق، لقد خصكم الذي لا ينطق عن الهوى (صلى الله عليه وسلم) بحديثه، ومن حديثه وبحديثه تعرفون، وإذا فسدتم فلا خير في الأمة كلها, أنتم في رباط إلى يوم الدين، فطوبى لكم وحسن مآب وأجر ومثوبة.


يا ابن الشـــآم… يا من أنحلك الوقوف بين يدي الله تضرعا وخيفة، ترجو القبول لديه شهيدا أو منتصرا في معركة الكرامة، التي تخوضها ضد أعتى طاغية، اضرب بعزم لا يلين، فالله معك  وناصرك ’’وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى’’ يا ابن الشـــآم يا أسمر… يا من لفحتك شمس الحرية وأنت تمتثل وصية الفاروق عمر(رضي الله عنه) إبان معركة القادسية ’’وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب’’ لتتخلص من عفونة الركود والركون والخنوع التي امتدت لقرون … وأنت تقضي وقتك متدرباً على كل فنون القتال، وبكل ما استطعت إعداده من سلاح أبيض أو أسود، لأن عرق التدريب يخفف من خسائر المعركة، في أيامك السود هذه، التي فرضت عليك.

يا ابن الشـــآم …أنت اليوم مكي الهوى والرسالة والواقع، فلا فائدة من قولنا لبلال اليوم إن أبا جهل اليوم عدوك … قاتله، وأن أم جميل اليوم تحفر لك الحفر وتضع لك الشوك في طريقك، فادع عليها بالهلاك وتقطيع يديها، فقد تمايزت الصفوف والجموع، ولو اجتمعت الدنيا عليك لتثنيك أو تقعدك عن عزمك وعهدك الذي قطعته مع ربك، وكن مثل حبيبك محمد (صلى الله عليه وسلم) بطل الأبطال، لو وضعوا الشمس في يمينك والقمر في شمالك، لا تترك ما عاهدت الله عليه، فأنت لا تقيل ولا تستقيل، مهما أعطوك من المغريات … منصبا أو جاها أو مالا.

يا ابن الشـــآم … أنت الرائد في هذه الأمة، من مشارق الأرض إلى مغاربها، لأنك معني بحمل هذه الرسالة، رسالة الدفع والدفاع عن الكرامة، لا بل الجهاد في أبهى صوره و أعلى مقاماته، والرائد لا يكذب أهله …

يا ابن الشـــآم …إن لي ولك إخوة في اليمن والحجاز و أرض الكنانة … و.. يتابعون ويرون بأم أعينهم ما يقترفه ذلك النظام الطائفي المقيت  في أرض الشام من مجازر ويتألمون لما أصابكم من قرح وكرب وشدة … يسألون: كم قتل منكم هذا الطاغية المجرم حتى الساعة ؟! ونحن نقول لهم: كم واحدا من فاز بالشهادة حتى اليوم ! ووالله الذي لا إله إلا هو، لو أفنينا واحدا تلو الآخر عن بكرة أبينا، لن نتراجع عن عهد قطعناه مع ربنا … وهنا تخنقهم العبرة ويحبسون الدمعات، ويقولون  يا ليتنا كنا معكم يا أهل الشام لنفوز فوزا عظيما .

يا ابن الشـــآم ارم ’’فداك أمي وأبي’’، وهذه العبارة لم يقلها الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) لأحد إلا لسعد (رضي الله عنه) قائد القادسية، داحر الفرس، ومطفئ نار المجوس، لأن سعدا كان يصيب مئة من مئة ’’ألا إن القوة الرمي ’’ ’’وليجدوا منكم غلظة’’, فارم واضرب الرأس والأطراف والمفاصل ولا ترحم عدوك الذي لم يرحمك أبدا ..فلقد..

نطق الرصاص فما يباح كلام        وجرى القصاص فما يتاح ملام

يا ابن الشـــآم يا أسمر …يا من اختلطت سمرة جلده بلون دمه وتراب أرضه، ولا يجد مسعفا ولا دواءا ولا طبيبا  ’’ إن يمسسكم قرحنا فقد مس القوم قرح مثله ’’ اعلم أن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، وأنت من أنت عند لقاء ربك شهيدا…اللون لون الدم، والريح ريح مسك، وروحك في حواصل طير خضر، تطير وتحط أنَى وأين شئت في الجنة  ’’ ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ’’

يا ابن الشآم يا أسمر … يا أخ هدلة وصبحة ونفيسة وعائشة … لا تدع علجا أو شبيحا ينفرد بعرضك … أما أو أختا أو ابنة أو زوجة، وإن دعاك الداعي للنفير ولا حارس لهن ولا معيل لهن، ففيهن فجاهد، واقعد لحراستهن وحراسة جيرانك … فهن الشرف الرفيع الذي تراق دونه الدماء …

يا ابن الشـــآم … عقدت الرايات اليوم لكتائب الحق من أبناء الشآم في الجيش الحر في دمشق وحماة وحمص وحلب ودرعا ودير الزور فلا تتأخر عن الالتحاق بأهل الشرف والمروءة والنخوة     ’’ فمن كثر سواد قوم فهو منهم ’’

يا ابن الشـــآم … يا مربى… يا حلو… يا أصيل… يا غالي … يا من تردد حتى الآن أو تخوف أو تباطأ في ترك الجيش الباغي العميل و الانشقاق عنه، سارع والتحق بالجيش الحر الأصيل، وإن لم تفعل سيخسرك أهلك مرتين، بفقدك أولا وبالعار الذي ستلحقه بهم ثانيا، لأنك كنت في الصف المقابل لهم،  فدعهم يربحوك مرات عدة، مدافعا عنهم مرة، وشفيعا لهم في الجنة مرة، وفخرا لهم مرات ومرات …

يا ابن الشـــآم …لا يحزنك ولا يفزعك ولا يخيفك ما جمعه الخائن الزنيم بشار من المرتزقة والأمن والشبيحة والباسيج وحزب اللات و روسيا والصين لقتالك ، فالله أكبر مما جمع ويجمع ذلك الخائن، والله أقوى وأعلى و أجل، واعلم أن الله معك، ومن كان الله معه فلا يخاف ولا يشقى، ولا تنس يا ابن الشـــآم أنك على أرض اليرموك أرض معركة الكرامة، يومها ربط قادة الروم جنودهم بالسلاسل في صفوف و أكداس قبالة المسلمين، وقاتلهم أجدادك العظام بكل حرية و خفة وهم أحرار وبلا قيود، وكان النصر حليفهم، فليسلسل وليكدس بشار ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فأنت ماحقهم وساحقهم بإذن الله، لأنك على حق، وصاحب قضية وغاية .

يا ابن الشـــآم ماذا نقول؟؟ ….نحن إخوانك في الهجرة والمهجر والتهجير القسري لسنا كإخوة يوسف، نغبطك ولا نحسدك، ولن نتآمر عليك ولن نبيع قضيتك، لأن الهمَ واحد، والعدوَ واحد، وفيكم الأمل بعد الله، فما قطعتم واديا وما رميتم بسهم ولا طعنتم برمح ولا ضربتم بسيف ولا تعرضتم لأذى إلا وقلوبنا معكم، نفرح لفرحكم، ونحزن لأحزانكم دعاء وتلبية وتهليلا وتكبيرا …

يؤرقنا ما تتعرضون له من عسف وقصف وقتل وتدمير، ويهزنا الشوق والتحنان لأرض الشام، وسنكون إلى جواركم قريبا بإذن الله …يا أبناء الشـــآم أينما كنتم كان الله معكم وفي عونكم وسينصركم ولن يتركم أعمالكم ’’ وغدا يفرح المؤمنون بنصر الله ’’
د.محمد وليد حياني

هناك تعليق واحد:

  1. يافتية الشام للعلياء ثورتكم
    وما يضيع مع العلياء مجهود جدتم فسالت على الثورات أنفسكم
    علمتم الناس في الثورات ما الجود

    رحمكم الله يا شهدائنا ونقسم أننا على العهد ماضون حتى نيل الحرية

    ردحذف