التاريخ وتأريخ القائد - بقلم: ابو علي الكياري

في كل مرة أقرء التاريخ وعن الكتب الصادرة عن دار دمشق أو دار حبيبنا طلاس  أجد نفسي خارج التاريخ , فلقد قرأت قصة كوهين الصادرة عن دار دمشق  وطلع الرجال مسكين  لم يصنع شيئا" ولكن الدول المحيطة بسوريا ولعدائها لنظامها البعثي  الوطني قد عظمت من شأنه , طبعا" النتائج رأيناها فيما بعد بحرب حزيران 67 والهزيمة المشبوهة , ثم قرأت قصة كوهين  الصادرة عن دار بيروت  ورأيت الفارق الضخم بين الروايتين, ففي الأولى لم يصنع شيء وفي الثانية صنع وصنع وحتى ضباط النظام البعثي لم تسلم منه, لقد اعتدى على سوريا وعلى نساء قادة سوريا  البعثية الذين باعوا زوجاتهم  للرجل الدفيّع ثم باعوا الأوطان  ولم يكن حافظ أسد مختلف عنهم فهو منهم وبهم.

لقد طالعت كتب التاريخ خلال دراستي ورأيت كيف كان هارون الرشيد لاهيا" ورغم ذلك خليفة , وكيف كان أبو الطيب يحتسي الخمر فينشد أجمل الأشعار وأحلى الأبيات, وكيف صلاح الدين باع نفسه للفرنجة  رغم تحرير القدس فتحريرها بقي ناقص ولن يكتمل إلا بدخول القائد المبعوث للشعب محررا" وهذه المرة سيكون التحرير كامل  فشتان بين القائد الملهم المهاب وبين صلاح الدين أو حتى نور الدين .

أسماء كثيرة تم تجاهلها عمدا" في تاريخنا وأسماء أخرى ظهرت وطغت رغم ضآلة دورها .

أتابع قراءة التاريخ المدرسي والتاريخ الرسمي  لأجد أن كلها قد كبرت وصغرت ولا فرق بين الحضارة الرومانية والإسلامية   فكلها يتخللها نفحات من مسيرة القائد الفذ الهمام .فهو راعي العلماء الذين يخشون  الله والذين لا يخشونه , فهو راعي المساجد التي يقصفها الآن وراعي الكنائس التي أيضا" يقصفها أيضا" وهو رجل المراحل جميعا" ورجل جميع العصور ولأنه كذلك يريد أن يختبر قدراته وإرجاعنا إلى أولى العصور , العصر الحجري وربما ما قبله .

ابو علي الكياري