الطرح الموضوعي المستنير والعميق ، والهادئ
والمنطقي .. الذي قدمه الدكتور/ رياض حجاب، رئيس الوزراء المنشق عن العصابات
الأسدية المجرمة ، المنحاز إلى ثورة الشعب العادلة ، في لقائه مع قناة الجزيرة في
برنامج (في العمق ) ، يستحق التحية والتقدير والإشادة ، كما يستحق أن يتمعن به
القادة والسياسيون والمنظرون، وأن يستفيدوا منه في بناء مواقفهم ، واتخاذ قراراتهم
..
وإن أكثر ما لفت في هذا الحوار ، تأكيد ه –
وهو العارف بكثير من خفايا هذا النظام المجرم وأسراره - على أن ما يحصل في سورية ،
هو ثورة شعبية لاقتلاع نظام حكم مجرم فاسد
مستبد ، لا سبيل لإصلاحه أبدا ، ولا مجال لبقائه .. وليس فتنة طائفية كما يحاول أن
يصور النظام كاذبا ، وكما يدفع بهذا الاتجاه مخادعا ، من أجل الحشد ضد الثورة ،
والتمترس خلف الطائفية ، والتصدي لثورة الشعب ..
وهو
ما ينبغي أن يتنبه له من يحاول النظام الماكر المجرم خداعهم ، وجرهم إلى مواجهة
شعبهم ، المطالب بالحرية والكرامة والعدالة ، لكل أبناء الشعب السوري ..
وتوجه الدكتور حجاب - انطلاقا من هذه
الحقيقة – إلى الدول والتنظيمات المؤيدة والداعمة للحكم الأسدي ، ومنها أنظمة
عربية ، تدعمه سرا ، ودول أخرى وتنظيمات تدعمه جهارا ، ولا تخفي ذلك .. توجهه إلى
هذه الدول مذكرا وناصحا ومؤكدا على عدد من الحقائق ، أمكن تلخيصها بالآتي :
أولا
: إن هذا الحكم الأسدي ساقط وزائل قريبا جدا دون أدنى شك ..
ثانيا
: استغرابه واستنكاره الشديدين لسياسة الدول الداعمة لهذا الحكم المجرم ، وفي
مقدمة هذه الدول : إيران وروسيا ، اللتان تقدمان له دعما غير محدود على مختلف
الأصعدة ، مما أسهم في تأخير زواله ، وتسبب في هذه الكوارث الفظيعة ، وحرب الإبادة
الشاملة ، التي يشنها هذا النظام المجرم على الشعب السوري بهدف القضاء على الثورة
.. والتي لن تزيد الثورة إلا اشتعالا وتوهجا حتى تحقق غايتها في إسقاطه.
ثالثا
: تأكيده لهذه الدول التي تدعم النظام الأسدي ، من أجل المحافظة على مصالحها ، أن
مصالحها هي مع الشعب السوري الباقي والمنتصر بعون الله ، وليس مع نظام حكم فاسد
مجرم ، تحتم زواله ، وقرب أفوله إلى غير رجعة .. وما على هذه الدول إلا أن تعيد
النظر في مواقفها ، وتنحاز إلى مصالحها الحقيقية ، وتقف مع صف الشعب ، وتؤيد قضيته
العادلة ، وتوفر لشعوبها هذا الدعم الضخم الذي تقدمه لهذا النظام ، على حساب
شعوبها ، وتوفر على الشعب السوري المزيد من الدماء والتضحيات والخراب والدمار
والتشريد ..
رابعا
: تذكيره للسيد حسن نصر الله ، أن ما تحدث عنه من دعم سورية ومساندتها ومؤازرتها للمقاومة
، في صد العدوان الصهيوني على لبنان ، لا يجوز له مطلقا أن ينسبه إلى بشار الأسد، لأن الشعب السوري الثائر
اليوم ، هو المقاوم الفعلي ، وهو الذي دعم المقاومة ضد العدو ، وهو الذي آوى وناصر
وأيد .. وأن على حسن نصر الله وجمهور حزبه أن يعود إلى الحق ، ويتخلى عن مساندة
نظام حكم مستبد مجرم قاتل مدمر ، بدعوى باطلة زائفة ، لأن الحق أحق أن يتبع، وأن
لا يدافع عن هذا النظام ، ويدعم إجرامه ، ويراهن مراهنة خاسرة على بقائه .. فمصلحة المقاومة هي مع الشعب السوري الحر
الأبي المقاوم الحق ، الباقي والمنتصر بعون الله ، وليس مع بشار الأسد القاتل
المدمر ، الزائل إلى غر رجعة.
خامسا
: تأكيده على الثقة بانتصار هذه الثورة المباركة العادلة ، ثورة الحرية والكرامة،
رغم كل القوى العالمية والإقليمية ، المتآمرة على الشعب السوري وثورته ، وغير
المبالية بما يقع على هذا الشعب من قتل وتدمير وإبادة وتشريد .. لأن هذه الثورة
امتلكت أمضى سلاح ، وهو السلاح الحقيقي الفعال والحاسم ، عندما أعلنت في بداية
انطلاقتها توكلها على الله تعالى وحده ، واعتمادها عليه عز وجل ، وهتفت في كل
مظاهراتها ونداءاتها : مالنا غيرك يا الله .. مالنا غيرك يا الله .. وكفى بالله
نصيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق