لقد أدهش
الشعب السوري العالم أجمع ببطولاته التي فاقت كل تصور ..وتضحياته التي تجاوزت كل
تخيل .. وبسالته .. وشجاعته .. وصبره .. وتصميمه .. وإصراره الذي تعدى كل حدود
الطاقة البشرية على مدار الزمان والعصور .. وأذهل البشرية جمعاء بتصديه للطاغوت
الأسدي ..والطاغوت المجوسي الفارسي ...والطاغوت النصيري القرمطي.. والطاغوت الشيعي
الصفوي ..والطاغوت الروسي القيصري ..والطاغوت الصيني الإشتراكي .. وطاغوت الدول
الشيوعية المهترئة ..وطاغوت الأحزاب القومية واليسارية والعلمانية المحنطة ..وأرعب
.. وأفزع الأعداء كلهم ..والدول القريبة والبعيدة ..والدول التي تُسمى الكبرى
والعظمى ..بتحديه الأسطوري للآلة العسكرية الهمجية ..ومواجهته للقذائف الصاروخية
والمدفعية ..وحمم الطائرات الجهنمية .. وتحمله الشديد للقتل والذبح... والجوع
والعطش ..واستخفافه بتهديم البيوت فوق رؤوس ساكنيها..وصبره وجلده للعيش في العراء
تحت لهيب الشمس الحارقة ..والبرد القارس ..ومن ثم تغلبه على كل هذه الشدائد .. وإلحاق
الهزائم تلو الهزائم بكل صفوف الأعداء المتكالبين عليه..وتحقيقه لإنتصارات عليهم
بوسائل بدائية بسيطة يعجز العقل البشري عن تخيلها أو توقعها أو تصورها ..
وحير
العالم بقيادته السياسية الضعيفة ..الهزيلة ..المتفرقة ..المبعثرة ..غير المكافئة
..وغير المواكبة ولا المتجانسة مع تضحيات واستبسالات وبطولات الشعب في أرض ميدان
المعركة..
مضى عام
ونيف على تشكيل المجلس الوطني السوري والمؤلف من أكثر من مائتين عضو .. ويشمل معظم
مكونات وشرائح المجتمع السوري .. وقسموه إلى ثلاث طبقات :هيئة عامة وأمانة عامة
ومجلس تنفيذي ، وكان الكل يقر ويعترف ويصرح بأن الأداء العملي للمجلس بكل طبقاته
لم يكن مرضيا ، ولم يكن متناسباً مع التضحيات الكبيرة التي قدمها الثوار على أرض
سوري..كما أنه لوحظ خلال عام كامل أن الذي كان يعمل فعلياَ هو المجلس التنفيذي وبعض أفراد من
الأمانة العامة المسندة إليهم بعض المهام المحددة كناحية إعلامية أو إغاثية أو
علاقات عامة أو ما شابهها ...بينما طبقة الهيئة العامة – حسب علمي – لم يكن لها أي
وظيفة إطلاقا .. وقد كان مخططا لها أن تستلم إدارة المكاتب في بعض أرجاء المعمورة ،
ولكن بسبب العوز المالي.. وبسبب ضعف التخطيط ..وفقر الجدية في العمل ..وإنشغال كل
شخص بشؤونه الخاصة.. والتركيز على البروزة الشخصية التافهة .. وغيرها من الأسباب
حالت دون تنفيذ ما كان مخططا له...
وبالرغم
من هذا الكم الهائل من العاطلين عن العمل في هيئة المجلس الموقرة .. إلا أنه مع
ذلك يريد زيادة عدد العاطلين إلى 400 -600 كائن حي بحجة سخيفة .. تافهة هي أن يضم
المجلس لكل مكونات الشعب السوري ...
يا ترى
ألا يمكن أن تتمثل كل شريحة بممثل واحد ؟؟؟
والسؤال
الكبير الذي أريد أن أوجهه للأحرار ..للثوار السوريين – سواء كانوا داخل المجلس
الوطني أو خارجه – هو :
ما هي
الفائدة المرجوة للثورة من تجميع كل هذا العدد الكبير الذي يزيد عن عدد مجلس النواب في أمريكا نفسها .. والذي لا يسمن ولا يغني من
جوع ؟؟؟
هل هو
تشريف ..وتفخيم ..وتبجيل ..وتعظيم .. وتكريم لهذا الكائن الحي أن يحمل لقب عضو
المجلس الوطني ؟؟؟
هل هو
ترضية ..ومجاملة ..لهذه الكائنات الزاحفة ..الراكضة ..اللاهثة وراء هذا اللقب
السلطاني ..القيصري ..الكسروي ؟؟؟
هل هو
تجميع .. وتعليب .. وتغليف للتنابل ..والكسالى ..والعاجزين المنتشرين في القارات
الخمس ؟؟؟
ما هو
عمل .. ما هي وظيفة .. ما هو دور هذا الكم الهائل من المستحاثات البشرية المبعثرة
المشتتة الموزعة في أركان العالم الأربع ؟؟؟
هل
يستطيع هؤلاء أن يخططوا .. ويشرعوا .. ويشرفوا على عمل الأمانة العامة والمكتب
التنفيذي ويحاسبوهما أشد الحساب وأدقه – كما يذكر القانوني الأساسي للمجلس - وهم
متواجدون في أقاصي الدنيا ؟؟؟
هراء في
هراء .. وترف قانوني .. وتنظيري .. وسياسي ..وفكري ..وثقافي خيالي .. وهمي ..
لذا ..
أطالب
المجلس الوطني .. والأحرار .. الشرفاء .. الثوار .. ولا أقول المعارضة لأن هذه
الكلمة لا تحمل معنى شريفا .. كريما دائما .. فقد يكون أهل المعارضة أحرارا ..وقد
يكونوا عبيدا .. وقد يكونوا شرفاء .. وقد يكونوا صعاليكا .. وقد يكونوا أعزة ..
وقد يكونوا أذلة .. أما الأحرار .. فهم أحرار على طول الخط .. ودائما وأبدا ..
وأينما كان موقعهم ...أطالبهم
جميعا بما يلي:
1- دعوة كل الأحرار .. الثوار السوريين المتواجدين في كل
مكان سواء داخل سورية أو خارجها ممن يهمهم أمر الثورة .. ولديهم كل الإستعداد
للتضحية في سبيلها .. دون تحديد لعدد أو أسماء .. وسواء كانوا داخل المجلس أو
خارجه - بواسطة وسائل الإعلام المختلفة - للإجتماع في مكان ما من الكرة الأرضية ..
مع تفضيلي أن يكون المكان في الأرض المحررة من سورية .. أو على الأقل في مخيمات
النازحين في تركيا .. ليكون إختبارا عمليا لهم ليمحص المخلصين والصادقين .. من
الكاذبين والمنافقين .. وإن كان لابد من أن يكون في قطر لأنها هي التي تشرف على
ذلك بالتعاون مع الجامعة العربية .. فليكن في قطر ..
2- ترشيح أو اختيار 30-40 شخص يمثلون كل أطياف وأنواع
وتشكيلات الحاضرين ليشغلوا منصب الأمانة العامة ..
3- بعد اختيار الأمانة العامة سواء بالإنتخاب أو التوافق
تقوم بإختيار أعضاء المجلس التنفيذي بنفس الطريقة .. إنتخاب أو توافق ..
4- وتلغى نهائيا طبقة الهيئة العامة لإنعدام جدواها ..
وإنعدام وظيفتها إلا البروزة الفارغة التافهة..
5- وبما أنه توجد نية لتشكيل حكومة مؤقتة .. فأصبح وجود
المجلس محدود الفائدة والفاعلية.. حيث أن الحكومة هي التي ستتولى إدارة شؤون
الشعب ..والإتصال بالجهات المعنية بتأييد الثورة ودعمها ...بدلا من المجلس أو
بالتعاون معه حسبما تقتضيه المصلحة.. مما يدعم ويؤكد نظرية تصغير العدد إلى 30-40
فقط ..
6- إلزام جميع أعضاء المجلس والحكومة بالتوقيع على الحرمان
من استلام أي منصب نيابي أو وزاري لمدة خمس سنوات في الفترة التالية للإستقلال
والتحرر ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق