بعد
أن فقد العالم مصداقيته في الوقوف مع مطالب الشعب السوري المحقة في ثورته ضد
النظام الغاشم ، ووقوفه السافر مع العصابة الأسدية في ابادته للشعب و للحضارة
السورية ، وبعد أن فقدت العبارات الدبلوماسية معناها أمام منظر الدماء المسال على
مدى تسعة عشر شهرا من عمر الثورة المباركة ، بقي على الدول التي رعت الارهاب
الأسدي أن تتنصل من مسؤوليتها عن جرائم الحرب التي يرتكبها جلاد سوريا ، بتحذير
ليس أدل على عهرها إلا العبارات التي جاءت فيه، ففي الأمس وجهت إيران ، "تحذيرا
ضمنيا لحليفتها سوريا من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيؤدى إلى خسارة الحكومة
السورية مشروعيتها بالكامل."
وردا
على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة،
أجاب وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي أنه "إذا ما تحققت هذه الفرضية، سيكون
ذلك نهاية كل شيء".
وأضاف
"إذا ما قام أي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، ستكون نهاية
صلاحية، شرعية هذه الحكومة".
وبذلك
يكون صالحي قد اكتسب عضوية نادي مجموعة الدول المنددة والمحذرة والتي لا تقبل
باستخدام "أسلحة الدمار الشامل، لأنه ضد الإنسانية، و لأنه أمر لا يمكن القبول
به بتاتا".
فهل
هذه الرأفة الايرانية على الشعب السوري جاءت متوافقة مع التوافق الدولي ، على منع
قتل الشعب السوري بالأسلحة الكيماوية ، وأن هناك طرق للقتل رحيمة كانت ايران قد
أرشدت عصابات القتل في سورية إليها خلال مسيرة الابادة والتي ظهر منها حتى هذه
اللحظة - القصف العشوائي- والذبح بالآلات
الحادة ، وحرق البيوت والمشافي بمن فيها ، وأخيرا استخدام براميل الموت المتنقل
والتي تحتكر ايران براءة اختراعها .
بالأمس
سمعنا العديد من المسئولين الغربيين يحذرون دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الأسلحة
الكيميائية ضد المعارضة أو من خطر وصول هذه الأسلحة إلى مجموعات متشددة.
ونبهت
أمريكا إلى أن أي محاولة لنقل الترسانة الكيماوية سوف يعرض العصابة الأسدية لعواقب
وخيمة ، لكن سرعان ما تراجعت الادارة الأمريكية ، عن تصريحاتها عندما تم اثبات
تحريك هذه الأسلحة ، ليخرج علينا وزير دفاعها ويقول بأن سورية أبلغته أنها نقلت
الأسلحة الكيماوية لمناطق أكثر أمناً ، وأنه لازالت العصابة الأسدية تسيطر على
المخزون الكيماوي حتى هذه اللحظة.
في
حين عصابات الأسد تقر بامتلاكها الأسلحة الكيميائية؛ وتهدد باستخدامها في حال حصول
تدخل عسكري غربي عليها، وأنها لن تستخدمها ضد الشعب السوري، ووصفت واشنطن حينها هذا
الاحتمال بأنه "خط أحمر".
اليوم
أدرك الشعب السوري كم هو محظوظ ، فالعالم كله لا يرغب بإبادته بالأسلحة الكيماوية
ويريده أن يموت بأسلحة رحيمة سمح للأسد وعصابته باستخدامها، لذلك وجدنا بالأمس الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي مون يدعو العصابة الأسدية إلى «الرأفة بشعبها وعدم استخدام الكيماوي»، خلال استقباله
وليد المعلم . وندد «بأشد العبارات»: «باستمرار أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان
في سوريا، والقصف الذي تقوم به الحكومة»، وقال بأن: «تراجع العنف يمكن أن يعيد الحكومة
لعملية سياسية»، معرباً عن «شعوره بالإحباط حيال استمرار تفاقم الوضع بعد 19 شهراً
من القمع والمعارك» .
أما
الحمل الوديع الوليد "المعلم" فقد نسي أن الثورة في سورية بدأت سلمية
واستمرت لأشهر عديدة تطالب بالإصلاح وأن الوثائق السرية المسربة التي تفصح عنها
قناة العربية الحدث ، تؤكد أن العصابة الأسدية هي من سعى إلى تحويل الثورة إلى
مسلحة، وأنه هو شخصيا مشارك في جرائم القتل والتفجير من خلال تغطيته السياسية لهذه
الأعمال.
وأنه لا وجود ابدا للعصابات الارهابية التي
مازال يتشدق بها ، وأنه هو شخصيا جزء من المسرحية التي مهدت للعمليات التفجيرية
التي قامت بها في القزاز وغيره ، ليعود ويطالب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك ويؤكد أن بلاده لاتزال «تؤمن بالحل السياسي للخروج من الأزمة»
. وقال «أدعو كل الأطراف والأطياف السياسية داخل سوريا وخارجها إلى حوار بناء تحت سقف
الوطن» ، في الوقت الذي يقتل فيه رئيسه الأبرياء بآلة الموت اليومي المتنقل . ويضيف
بأن «أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد الحوار البناء، وأدعو كل الدول الممثلة في المنظمة
الدولية إلى الضغط لإنهاء العنف في سوريا عبر وقف تسليح وتمويل وإيواء وتدريب المجموعات
الإرهابية المسلحة، » ليعود ويستفرد بالشعب من جديد.
معتبرا أن الأحداث في سورية «ترجمة عملية لمفهوم
الفوضى الخلاقة كما تخدم مصالح إسرائيل التوسعية» متناسيا أنه هو ومعلمه صنيعة
اسرائيل وأنه بإبادة سورية يقدم أكبر خدمة لإسرائيل والغرب .
وأن
الثقة التي يتكلم بها في المحفل الدولي انما اكتسبها من شرعية القتل الرحيم التي
منحها له العالم الغربي المنافق ، والذي لحقت به ايران في تصريحاتها الخلبية بعدما
أدركت أن كل ملياراتها وجنودها لن تثني الشعب السوري عن تحقيق مطالبه في الحرية
والعزة والكرامة.
الدكتور
حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق