بسم الله الرحمن
الرحيم
لحمد لله ناصر المجاهدين ، ومذل الظالمين، وصلى الله على نبينا
محمد قائد الغر الميامين ، وناصر الحق المبين ،وبعد:
فهذه
رسالة لكم يا ضباط جيشنا وعساكره الأحرار، فلقد بلغ السيل الزبا ،
واستحرَّ القتل بالمواطنين المدنيين من قبل هذه العصابة المجرمة
وأتباعها ، ولا بد من أن يراجع كل واحد
منكم موقفه ويختار الانضمام للشعب المظلوم أو البقاء
مع هؤلاء القتلة الطائفيين ، ولم يعد أبدا لأحد عذر وهو
يقاتل أهله وإخوانه في الدين والوطن ، وبخاصة وأن البديل قد توفر
من فضل الله وهو ألوية وكتائب الجيش الحر أيدهم الله،
ووالله إنها لأيام عظيمة تعيشها الثورة السورية
العظيمة لابد لكل أحد أن يزجَّ نفسه في لجتها مجاهدا
في سبيل الله بما يستطيع لتتحرر سوريا الحبيبة من رجس هؤلاء المجرمين
الحاقدين ،إنها أيام الله يا أبطال فعيشوها بعزة الجهاد
وراحة الضمير، ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا من حيَّ عن بينة .
وهنا
نوجه اليك يا أخي في الجيش السؤال التالي :
هل
سألت نفسك ما هو هدف قتالك لأهل بلدك ؟ وفي سبيل من ؟
مهمة
الجيش النظامي - كما علموكم - حماية الشعب والوطن ، فهل وجودك في هذا
الجيش يحقق هذا الهدف ؟
و
في سبيل من تقاتل ؟ فأنت تقاتل أبناء بلدك المظلومين رجالا ونساء
وشبابا وأطفالا ، والبلاء العظيم نزل بهم فقط لأنهم طالبوا
بالحرية والانعتاق من حكم آل الأسد الأشرار .
إنهم
استأثروا بالسلطة والثروة ، وقام حكمهم على أجهزة المخابرات المتوحشة
الدموية ، فهل يرضي ضميرك أن تكون مع الظالم ضد المظلوم ؟
فكيف
ترضى أن تعين الظالم على المظلوم ؟ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل كيف أنصره ظالما قال تحجزه عن الظلم
فإن ذلك نصره ) رواه البخاري.
إن
بقاءك في الجيش تعاون على الاثم والعدوان، والله تعالى يقول ) : وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (2) سورة المائدة
و
بقاؤك في الجيش نصرة لراية جاهلية مصير من قتل تحتها عذاب أليم يوم
الحساب ورسول الله يقول : ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات
ميتة جاهلية ،ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو لعصبية أو ينصر عصبية
فقتل فقتلة جاهلية ، ومن خرج على أمتي بسيفه يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من
مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه ) رواه مسلم
.
هل ترضى
أن تقاتل تحت راية ظالمة معاندة لله ورسوله والمؤمنين ؟
ألا تخشى أن تقتل فتموت ميتة أهل الضلال
والجاهلية والعياذ بالله ؟
وفي
سبيل من ؟ في سبيل القتلة المجرمين الذين انتهكوا جميع مقدساتنا ؛
ربنا ورسولنا وقرآننا ومساجدنا وأرواحنا وأموالنا وكرامتنا
.
ألا تغار على دينك ومقدساتك ؟
ثم
إن الله تعالى حرم على المسلم أن يوالي أعداء دينه وشريعته ، والولاء
معناه النصرة . قال سبحانه :
({لاَّ
يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ
مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ}
(28) سورة آل عمران
أي
لايجوز لمسلم أن ينصر الكافرين على المؤمنين ، وإن النظام
السوري لم يكفر كفر اعتقاد فقط وإنما يكره الناس على الكفر أيضا
ويؤلِّه المعتوه بشار، ولا يحاسب من يفعلون ذلك ممَّا يدل
على الموافقة ولو كانوا لا يوافقون لصدرت أوامر
مشدَّدة بمنع هذا التكفير، وعوقب من يفعل ذلك عقوبة
المرتدين ، وكذلك يمنع الصلاة في الجيش ويضيِّق على الصائمين والمتدينين .
وبما
أن توصيف النظام كما سبق كله ، وهو غير شرعي أصلا ، كان لا
بد من الخروج المسلَّح عليه لأن كفره كفر بواح ظاهر.
ففي
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ، وعلى أثرة
علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في
الله لومة لائم . وفي رواية وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا
عندكم من الله فيه برهان (متفق عليه) .
ثم كيف
تخرج لتقاتل أهل دينك ووطنك ؟ فتقتل المجاهدين الذين يضحُّون بأرواحهم
لإنقاذ البلد من ظلم الظالمين ، و تقتل المدنيين العزَّل
دون تمييز بين كبير وصغير ورجل وامرأة ، وأنت تعلم مصير
من يقتل مؤمنا متعمدا فهو في نار جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له
عذابا عظيما كما قال الله في كتابه الكريم ({وَمَن يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء
لكل ما
تقدم يحرم عليك البقاء في هذا الجيش المجرم بلا عذر شرعي .
بل إن
واجبك اخي العسكري من مختلف الرتب أن تنشق عن جيش
القتلة الطائفيين إن قدرت على ذلك ، وتنضم للقتال ضد هؤلاء الفجرة
الظالمين إنقاذا للشعب المظلوم ونصرة لدينك والمستضعفين كما
أمر الله بقوله : ({وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
(75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء
نعم
لابد أن تثور فيك دماء الايمان ونخوة الفارس الشهم لرد العدوان الأثيم عن
المدنيين الضعفاء الأبرياء الذين يقتلون بالأسلحة الثقيلة بكل خسة وحقد طائفي لا
يعرف الأخلاق والمروءة .
فإذا
كانت ظروفك لاتسمح بالقتال الى جانب الثوار ففكر بالهروب من
الجيش إلى مكان آخر ليرتاح ضميرك وتأخذ بأضعف
الايمان .
يبقى حكم
الإكراه الذي قد تحتج به ويمنعك من الانشقاق، فإذا كنت مكرها ولا
تستطيع الانشقاق ولا الهروب مع أنك تنوي ذلك ، وبقيت في الجيش فلا إثم
عليك ‘ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (عفي لأمتي عن الخطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه النسائي وغيره .
ولكن
بشرط ألا تتعمد قتل أحد من الثوار أو المدنيين الأبرياء لأن الشرع لا يسمح
لك بذلك ولو كنت مكرها، بل الواجب عليك إذا بقيت في الخدمة أن تتعاون
مع الثوار حسب رتبتك ومهمتك ما استطعت ، وقد ينفعهم وجودك في
الجيش أكثر من انشقاقك أو هروبك، وبذلك تنتقل الى دائرة الحق
والجهاد في سبيل الله بإذن الله وضميرك مرتاح للعاقبة
النصر أو الشهادة، فاستحضر هذه النية دائما وجدِّدها مادمت في
الجيش
وأما
أجر الشهيد الذي يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ، فقد
وردت آيات وأحاديث كثيرة في ذلك ، منها قوله تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) سورة آل عمران
وقال
سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ
إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي
سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} (154) سورة
البقرة
وقال
صلى الله عليه وسلم : ( تضمَّن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في
سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي
خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ، والذي نفس محمد بيده ما كلم يُكلم في
سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كُلِم، لونه لون دم، وريحه ريح مسك
والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سريَّة تغزو في سبيل
الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني
،والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو
فأقتل ) رواه مسلم واللفظ له .
وقال
: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء
غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) متفق
عليه عن أنس.
وعن أنس أن الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى
الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة، وكان قتل يوم بدر
أصابه سهم غرب – لا يعرف راميه - فإن كان في الجنة صبرت ،وإن كان غير ذلك اجتهدت
عليه في البكاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( يا أم حارثة إنها جنان في
الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) رواه البخاري .
نسأل
الله تعالى أن يعزَّ دينه، وينصر جنده ،إنه هو القوي
العزيز، والحمد لله رب العالمين.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق