لنتأمل القول المتداول خارجياً وعلى الصعيد الدولي , ولا نجد تصريح أو تعليق أو طرح رأي معين عن الأحداث يخلو منها, لضرورة المساعدة الخارجية في إيقاف التدمير والقتل والخراب الذي يخيم فوق الأراضي السورية والذي يتضمن توحيد المعارضة السورية , مع تطور لافت للنظر في التخلي عن فكرة التوحد , والانتقال لفكرة انشاء حكومة مؤقتة .
منذ تشكيل المجلس الوطني
وحتى الآن لم تتوحد المعارضة أو تصل لدرجة مقنعة للأطراف والتي تدعي أنها تقف إلى
جانب الشعب السوري وضد العصابات الاجرامية الحاكمة .فقد فشلت المعارضة السورية في
الامتحان ولم تستطع تقديم مشروع داعم للطرح أعلاه.
والسؤال هنا مالحل ؟
فلو اقتنعت المعارضة
بأحزابها وتكتلاتها , بأن الثورة السورية هي ضد التفرد بالحكم , وأن الذي سوف يحكم
في المستقبل لن يكون إلا مشروعه المعتمد , فالشعب سوف يفاضل بين المشاريع المطروحة
وسيختار بما يناسب تطلعاته في المستقبل .
لكانت توحدت المعارضة تحت
سقف واحد لقيادة المرحلة الانتقالية , بعد اسقاط النظام الحاكم, ولا مجال لعدم
ثقة الفرقاء ببعضهم البعض , فالعمل المستقبلي حسب المشروع السياسي المقدم هو
الشهادة الحقيقية والتي ستؤهل هذا الحزب أو ذك للحصول على قيادة مرحلية للوطن .
فبدلاً من اعتماد هذه الأحزاب التوحد حول الكيفية للتخلص من النظام , وقفت حجر
عثرة أمام الثورة وتعمل أطرافها فقط على
الكيفية الفعالة لاستلام السلطة . فلا المعارضة استطاعت تقديم الأساس الواقعي ,
وبالتالي رفضت الأطراف المؤيدة للثورة السورية تقديم الدعم الكافي , خوفاً من
الفوضى والصراع على السلطة وتفتت المجتمع السياسي والمدني . فتهاوت أوراق أحزاب
المعارضة الواحدة تلو الأخرى واتجهت لدعم ماتراه يؤيد مشروع استراتيجية الحزب أو
التكتل , لتبتعد عن الثورة وتبتعد عن المؤيدين لها , ولم تحقق حلمها بعد في اسقاط
النظام .
ماالحل ؟
قبل تقديم أي حل علينا أن
نفكر ببعض الجوانب المهمة والتي ستظهر على الساحة السورية في حال نجحت الثورة
ومنها :
1-
بعد نجاح الثورة , والجناح الذي يسعى لاستلام السلطة
بمشروع لن يكون واضح المعالم سوى ,السيطرة على مقاليد الأمور والتسلط .
2-
سيستلم هذا الفريق والذي دعم الثورة بقوة... كرسي الحكم ,
وهنا على هذا الفريق أو هذا الحزب عليه أن يفكربالآتي:
3-
إذا لم آخذ بعين الاعتبار وضع البلاد بعد نجاح الثورة
والحالة المزرية والتي سيكون عليها حال الوطن والمواطن , فسوف يقع على عاتقي كل
الفشل الذي سيطاردني في سدة الحكم , وسيعقب ذلك خراب بعد خراب , لأن النضج الثوري
مازال وليداً , وسيكون هناك صراع كبير من الأطراف المختلفة ستحارب مشروعي وطرحي
النموذجي , وسيكون أمامي حلين :الأول الاستمرار في الفشل , والتحول للديكتاتورية
على النمط السابق , أو السقوط شعبياً وبالتالي سيكون هناك تكتلات أخرى تحل محلها .
4-
وحتماً عندها سيقول لنفسه , كيف لي أن أحكم وطنا مدمراً؟
أهو الجنون بحد ذاته , وهل سينفع الندم بعد الآن ؟
5-
سنفكر في الحل قليلاً , وهو نصيحة مقدمة للجميع
في المرحلة الحالية والتي ستعقبها بعد نجاح الثورة , لايمكن لأي تكتل أو
حزب أن يتحمل على عاتقه قيادة المرحلة القادمة لبلدمدمر بالكامل ,لأن الفشل
سيلاحقه وستنعكس آثاره على الجميع حتماً .
إن المنقذ الآن لنا جميعا ولما تبقى من الوطن هو تشكيل حكومة اختصاص (تكنو
قراط ), من أناس يشهد لهم بالخبرة والمعرفة والاستقلالية التامة , وليس من الصعب
اختيار شخصيات لها باع طويل في مجال اختصاصها .
فلو تشكلت هذه الحكومة التكنو قراط , لوجدت دعماً داخلياً وخارجياً , وفي
نفس الوقت الشخص المكلف بالحقيبة الوزارية سيعمل ضمن اختصاصه للاصلاح والتقدم ,
وقيادة المرحلة ماقبل انتصار الثورة وبعدها , حتى يتيح الفرصة لظهور مؤسسات
المجتمع المدني والصراع على تقديم المشروع السياسي الأفضل لكل توجه , واعطاء
الفرصة لكل فريق لاظهار نفسه على الساحة السورية . ففشل شخص في الحكومة التكنوقراط
سيتحملها لوحده , ويمكن استبداله بالأفضل , ولن يكون هناك تبعية الفشل لحزب معين أو
تكتل ما .
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق