وهو بعيد
عن البيت سمع صوت انفجار قوي هز المكان , أعقبه انفجار في السماء , الناس تنظر
للأعلى وعيونها على الطيار المجرم وهو يهبط
في مظلته
وصل
الأرض تجمع الناس حوله شدوا وثاقه , أرادوا إعدامه في نفس المكان
ركض
الفتى محمود مع الراكضين باتجاه الدخان المتصاعد
علم أن
الدخان يتصاعد من بيته , زادت سرعته ووصل للمكان لم يجد سوى نار مشتعلة والدخان
يتصاعد منها وعشرة هياكل آدمية قد احترقت
والديه
وأخواته الخمسة وإخوانه الثلاثة الباقين
نظر في
لأفق ونظر للآخرين جمدت عيناه لم يقل كلمة واحدة لم يصرخ أبداً
مجموعة
من الأفراد يجرون الطيار جراً من رقبته بحبل لف حولها إلى نفس المكان الذي فقد
محمود عائلته وبيته قبل لحظات
قال
أحدهم يابني محمود هذا هو الذي قتل عائلتك ودمر بيتك فخذ حقك منه الآن
وأراد أن
يعطيه المسدس ليطلق عليه النار
ولكن
اعترض بعض الذين يحسبون أنفسهم من الوجهاء
منهم من
قال هو عبد مأمور
ومنهم من
قال لنتركه عندنا لعله يكون طريقاً للصلح والحل ووقف نزيف الدماء وبعضهم قال
نبادله فيه بعضاً من أسرانا
وقال شاب
لنقطع رأسه ونعلقه فوق رماد بيت محمود
ثم أردف
قائلاً :
لايوجد
في الحياة عبداً مأموراً والكل ينتمي لجنس اسمه الانسان فمن انحرف عن وجوده كإنسان
حر فلن يستحق الحياة , فالعقل قد سلمه لمعبوده فحتماً سيطغى بطغى ربه , ويعدل بعدل
ربه , فهو طفيلي قاتل مدمر فالخلاص منه خير من بقائه
ثم أعطى
المسدس لمحمود وقال خذ بثأرك يابني
أربعة عشرة
رصاصة انطلقت دفعة واحدة لتفجر رأس الطيار المجرم
وكأن هول
الصدمة أطلقت الحكمة على لسان محمود فقال بعدها
لايمكن
للحياة في هذا المكان أن تستقيم مالم يتم القصاص
العادل من المجرمين
ونظر
لصاحب المسدس وقال ياعم :
خذني معك
لنقتص من كل خائن
فلن يحل
السلام على هذه الأرض إن بقي على ثراها الطاهر... مجرم خنزير
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق