ابتداء نقول: ومن باب حسن النية، في جميع السوريين
الثائرين .. والمعترضين .. والمعارضين.. والرافضين للنظام الطاغوتي الأسدي ..
الإيراني !!!
أن الدافع .. والمحرك الأساسي ، لسعي أي واحد منهم
نحو الحل السلمي ، مع نظام الأسد.. هو حرقتهم على الضحايا البريئة ، التي تتساقط
كل يوم .. ولوعتهم على الدماء الغزيرة ، التي تجري كالأنهار المتدفقة على أرض
الشام كل لحظة .. وحبهم لبلدهم .. ولشعبهم المسكين ، الذي تكالبت عليه .. كل قوى
الأرض من أقصاها إلى أقصاها .. لمنعه من التحرر من العبودية .. والطغيان ..
وإبقائه سجين الذل .. ورهين القهر والهوان !!!
نعم .. نستطيع أن نقول بالصوت العالي .. أن النية
الظاهرية لهذا الفريق اللاهث .. الراكض .. المهرول إلى هذه الجهة أو تلك ، للتوسط
لديها ، لإنجاز حل سلمي مع الأسد .. أن نيته سليمة .. وهدفه نبيل .. وقصده شريف
!!!
ولكن !!!
هل هذه النوايا الطيبة .. والدوافع الإنسانية ..
والمشاعر الصادقة .. والعواطف الدافئة .. كافية لوحدها ، أن تشفع له هذه التحركات
المتخبطة .. المضطربة .. العشوائية .. الحائرة .. العبثية ؟؟؟!!!
ألم يتعظ .. ويعتبر من التجارب .. والمبادرات ..
والطروحات السابقة خلال أربع سنوات عجاف ؟؟؟!!!
كم مرة .. ومرة ، توسل هذا الفريق الطيب .. إلى
الطاغية الأسد ، كي يوقف القتال ، أيام الأعياد ؟؟؟!!!
وكم مرة .. ومرة ، توسلوا إليه بإسم الإنسانية ..
والوطنية وأخواتهما ، أن يطلق سراح السجينات على الأقل ، مقابل بدء الحوار معه
مباشرة ، للتوصل إلى حل وسطي ؟؟؟!!!
ولكنه أبى .. وطغى .. واستكبر .. وهدد .. وتوعد ..
إما أن يبقى هو .. أو يفنى البشر !!!
إن الصدق .. والإخلاص .. وحسن النية .. وطهر الطوية
.. هي عناصر مهمة .. وضرورية للنجاح ، في أي عمل .. أو مسعى يقوم به الإنسان ..
ولكنها غير كافية لوحدها .. لتحقيق النجاح ، فلابد لها من عناصر أخرى ، أكثر أهمية
.. وأكثر ضرورة ، ألا وهي معرفة :
طبيعة العدو .. وخصائصه .. وطريقة تفكيره .. وأهدافه
القريبة .. والبعيدة !!!
إن طبيعة العدو الأسدي ، وحلفائه من الشيعة هي :
نفس طبيعة الوحش الكاسر .. الهائج .. الثائر ..
الشارد .. الحائر لا يدري إلى أين يسير .. يخبط
هنا .. ويقفز هناك .. كي يبقى ممسكاً بالضحية بين مخالبه .. وأنيابه حتى
يفترسها .. أو يخمد أنفاسها !!!
وهي نفس طبيعة المجنون .. الأبله .. الأرعن .. الطائش
.. الأحمق .. لا يهتدي سبيلاً .. ولا يعرف له طريقاً !!!
وكذلك هي نفس طبيعة الحمار الحرون .. البليد ..
الجامد .. المتجمد !!!
وهي أيضاً نفس طبيعة اليهود .. الجبناء .. الخبثاء
.. الأغبياء .. بالتمام .. والكمال !!!
والتي وصفها الله تعالى في كتابه الكريم :
مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُوا۟
ٱلتَّوْرَىٰةَ .. ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا .. كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ .. يَحْمِلُ
أَسْفَارًۢا الجمعة آية 5
إنهم جميعاً يعتقدون .. ويؤمنون أنهم أقلية صغيرة ..
ضمن بحر زاخر .. هادر .. متلاطم الأملاج من المسلمين ، الذين إذا صحوا ..
واستيقظوا .. وأفاقوا من نومهم .. سيبتلعهم هذا البحر الهائج .. الثائر ويجعلهم
كالعصف المأكول !!!
إنهم يعلمون أن هذا البحر ، الذي يظهر عليه الآن
أنه : ساكن .. هادئ ، وادع ، يستطيع بين الفينة والأخرى ، أن يُخرج أعداداً وافرة
.. غزيرة من الحيتان الضخمة .. والأسماك الكبيرة .. ذات اللون الأسود .. الحالك ..
المرعب .. المخيف ، فقتنص بعضاً منهم .. وتبتلع البعض الآخر !!!
إنهم موقنون ، اليقين الكامل ، أنه إذا ما ازداد
خروج هذه الحيتان .. والأسماك الضخمة ، وهي تحمل الرايات السوداء ، فسيتحول البحر
الهادئ ، إلى بركان ثائر ، يطلق الحمما .. ويقذف الشهبا ، ويملأ قلوبهم بالرهبة ..
والخوف .. والذعر ، ويشعرهم بأن أجلهم قد اقترب، وأنهم مأكلون كالعصف المأكول !!!
هذا الإعتقاد الجازم .. واليقين الكامل .. المسكون
في قرارة نفوسهم ، يؤكد لهم :
أنه بمجرد انبثاق ، هذه الحيتان من أعماق البحر
الهادئ .. سيستدعي تكاثرها .. وتوالدها بسرعة رهيبة ، ويعمل على تسريع نضوج ..
ونمو الأسماك الصغيرة ، وتحولها إلى حيتان ضخمة.. مخيفة .. مرعبة .. ويستدعي أيضاً
، تقاطر حيتان أخرى من أطراف البحار الأخرى ، وتلاحمها مع الحيتان الكبيرة !!!
كل هذه
الأحداث المتوالية ، بعضها وراء البعض الآخر ، تعلن لهم الإنذار التالي :
أن صحوة المسلمين ، قد أوشكت على الظهور .. وهذا هو
الإرهاب الكبير لهم .. والخطر المستطير.. الذي لا يجوز التساهل معه إطلاقاً !!!
لأنه إذا
ترك ينتشر .. ويتوسع .. ويتمدد .. عن طريق إعطاء .. ولو جرعة صغيرة من الحرية.. أو
السماح ولو بشكل جزئي في الإنتقاد ، والتعبير عن الرأي المخالف لهم .. أو تساهل
بسيط، في التحرر من الأجهزة الإستخباراتية .. المسيطرة سيطرة كاملة ، على مفاصل
الحكم !!!
فهذا يعني
: أنه الفناء الكامل لهم !!!
فأنى لهم أن يقبلوا بالحل السلمي .. حتى ولو كان في
أدنى درجاته ، مما يتطلع له ، أدنى إنسان ،
فيه ولو شئ قليل جداً ، من الكرامة .. والعزة .. والوطنية .. والإنسانية ؟؟؟!!!
وأنى لهذا الفريق الساذج .. المغفل .. الطيب ..
البسيط .. المتهالك على الحل السلمي ، مع العصابة الإيرانية .. الشيعية ..
النصيرية .. الأسدية .. أن يفلح ؟؟؟!!!
الخميس 20 محرم 1436
13 تشرين الثاني 2014
د. موفق مصطفى السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق