الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-11-12

مصداقية التحالف ضد الارهاب تحدده الوقائع على الأرض – بقلم: د.عبدالغني حمدو

يقال في المثل إذا عرف السبب بطل العجب
فسوريا لم يكن فيها إرهاب إلا إرهاب الأسد وعصاباته وإجرامه
ومئات الآلاف من الذين قتلوا أو شردوا أو سجنوا وفقدوا في السجون  في زمن حافظ الأسد كانوا يشكلون طيفاً واحداً تقريباً من السنة ومطعمين بعدد بسيط من الأقليات  
ثم جاء بعده بشار ليكون أشد إجراماً من أبيه المجرم فدمر سوريا كلها
فلو كان التحالف يمتلك المصداقية في التوجه لمحاربة الإرهاب لكان اتبع طريقاً مختصرا منذ بداية الثورة السورية في تأييده للثورة وبقوة ولكن التحالف سار عكس ذلك حتى يجد المبرر لوجود الارهاب
دولة البغدادي والنصرة هما الفصيلان الرئيسيان المصنفان على قائمة الارهاب والتحالف موجه ضدهما حسب زعمهم


بينما إرهاب الأسد وإرهاب المليشيات الشيعية الموالية له وحزب ابليس في لبنان لاعلاقة لهم بالإرهاب ..!! منظمات سياسية فقط
حزب العمال الكردستاني كانت تعتبره أمريكا منظمة إرهابية وعند أحداث عين العرب أصبح منظمة غير ارهابية
نحن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى
فجبهة النصرة وخلافة البغدادي هي سنية مسلمة بامتياز شعارهما واضح كل حي على الأرض إن لم يكن معهم فهو ضدهم (الولاء والبراء) ويستحق القتل أو الجزية
الميليشيات الشيعية ينظر إليها أنها ليست إرهابية والموالية للأسد وغيره أو لإيران
النتيجة من العرض المبسط أعلاه
خلال الحراك الثوري العربي والذي فاجأ دول التحالف كان لابد من تصنيف الثوار على أساس أولاً طائفي كما في مصر عندما شيطنوا الاخوان المسلمين بإعلامهم وأسقطوا الديمقراطية فيها
في سوريا الحرب فيها على أساس طائفي أيضاً فلو نظر لكل من يمارس الإرهاب في سوريا بقليل من العدل يضع عصابات الأسد ومواليه في المرتبة الأولى ( فالفتنة أكبر من القتل ) فهم السبب في هذه الحرب الطائفية والمذهبية , ولكن السقوط الأخلاقي لتلك القوى شايعت المليشيات الشيعية , وعندها المبرر أمام شعوبها في أن هذه الفئات ليست ضد الغرب وإنما هي موجهة فقط ضد المسلمين , وبالتالي فالمنطق الأخلاقي الساقط عندهم يقول نميل لطرف لايشكل خطراً على مصالحنا وفي نفس الوقت نظهر العدو الآخر بأنه أشد إجراماً من الآخر
إن الأحداث في سوريا يجب أن لا تعتمد على الصراع الطائفي فقط ولكن يجب أن تمتد للصراع القومي , فتم تمهيد الأرضية الخصبة لنشوء صراع جديد بين عربي وكردي , يتزعمه ويغزيه مجموعة من الذين باعوا أنفسهم لاسرائيل ويعتبرون أنفسهم مثقفين مع ارتباط حزب العمال الكردستاني بروسيا وإسرائيل , والذي سيكون تمهيداً لانتقال الصراع الطائفي والعرقي إلى تركيا
لن تجد رابحاً في هذه المعارك المتعددة الجوانب , إلا مسعريها من الخارج و(قوادها )وليس قاداتها لهم الفائدة الوقتية حتى اكتمال المهمة ويتم تحصيل منه ماأعطي أضعافاً مضاعفة
فمصانع السلاح لن تكسد منتجاتها والاستعداد لاعادة البناء وعولمة الشركات جاهزة للبناء
سمح الائتلاف لجبهة النصرة بالتوسع والامتداد بعد أن كانت مواقعها مختلطة مع كتائب الثوار ذات التشكيلات المختلفة , كما سمحت لدولة البغدادي من قبل
والآن جبهة النصرة تسير على خطى دولة البغدادي  والتي تدمر قواته وتضعف رويداً رويداً , وكذلك صار من السهل على التحالف ضرب جبهة النصرة بعدما سيطر ت قواتها على جبل الزاوية
العصابات الأسدية والموالية لها تباد وتبيد
كذلك الشعب السوري وثواره يقتلون ويقتلون والتدمير لم يستثني شيئاً
وهاهم الأكراد يساقون لمحرقة لايعلم إلا الله نتائجها المدمرة
والسؤال
هل سيصل من تبقى من الشعب السوري أو غيره معرفة اتقان اللعبة ويحولها لصالحه ؟
أم سيبقى الحال على ماهو عليه ويُستبدل الشعب السوري (بين مقتول ومشرد ومتسول في بقاع الأرض ) بشعوب أخرى كالحاصل الآن في المناطق الخاضعة لسيطرة القوى الثورية تركها أهلها واحتلها الغرباء
والحال نفسه في المناطق الخاضعة لسيطرة عصابات الأسد تركها أهلها وسيطر عليها الغرباء (بين مقتول ومشرد ومتسول في بقاع الأرض )

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق