الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2014-11-30

مفهوم الحل السلمي للأزمة السورية بين الحقيقة والخيال - بقلم: د. عبد الغني حمدو

هناك قوتان رئيسيتان إن اتفقتا على الحل السلمي عندها يمكن الوصول إليه وسيحقق نسبة من النجاح لبعض الوقت ولكن لن يدوم طويلا

القوتان هما القوى الداخلية (قوات الأسد والداعمين له من جهة , والقوى الثورية المضادة بكافة تشكيلاتها )
والقوى الخارجية (أمريكا وروسيا وتركيا )
فالقوى المساندة للأسد وعصاباته لايمكن أن تطرح أي مبادرة سلام حقيقية إلا عندما تصل لنتيجة أن نظام الأسد قد شارف على النهاية  وأصبح وجوده من عدم وجوده سواء , ويقاس ذلك عندما تتقدم القوى الثورية المضادة له لإنهاء حكمه ويعجز عن التصدي لها


فالقوى الخارجية أمريكا وروسيا يمكنهما اجبار الأسد إن ارادا ذلك ولكن لن يتم الأمر إلا عندما يصل لمرحلة السقوط , وهذه الحالة  المستمرة منذ أربع سنوات والتي لم يحسم الصراع فيها لأي جانب ,  فإن الحل السلمي في لايمكن تحقيقه  من الناحية العملية , وسيستمر القتل والتدمير طالما بقي الحال كما هو عليه , ولن يستطيع أحد من أطراف الصراع حسم المعركة لصالحه .
فلو افترضنا أن قناعة القوى الخارجية قد تغيرت لصالح الحل السلمي ولها مؤيدين  في الداخل والخارج من القوى الثورية ومن المعارضة , فهل تستطيع هذه القناعة أن تعتمد الخيار السلمي وتستطيع تحقيقه مع وجود قوى  مؤثرة في الداخل لاتأتمر بالقوى الخارجية أو أن تأثيرها عليها محدوداً كجبهة النصرة أوالدولة الاسلامية
إن السعي لأي حل سلمي في الوقت الراهن ليس إلا مضيعة للوقت وسراب يباع في جنيف وموسكو وواشنطن
أما القوى الخارجية إن ارادت تحقيق الحل السلمي وبجدية مطلقة يمكنها فعل ذلك  من خلال سلوك طريقين اثنين لاثالث لهما , والطريقان هما اسقاط نظام الأسد كنتيجة ولكن تختلف ادوات التنفيذ
الأول : هو دعم كتائب الثوار في حلب وتمكينهم من السيطرة عليها يقابلها في الجنوب دعم ثوار الجنوب وتمكينهم من السيطر ة كمرحلة أولى على محافظة درعا والقنيطرة ووصولهم لريف دمشق والتقاء ثوار الغوطة مع ثوار درعا ,عندها يكون طرح الحل السلمي وارد
الطريق الثاني القضاء على بشار الأسد من خلال المقربين إليه ,ومن داخل الطائفة  وبدعم خارجي عندها سيكون طرح الحل السلمي وارداً أيضاً , ولو أسقطنا هذه الحالة على علم الاحتمالات لوجدنا نسبة وقوعها ستكون قريبة من الصفر إن لم تكن صفراً , ولكن مع القتل المستمر وتململ المقربين من بشار الأسد ومن السيطرة الايرانية شبه المطلقة  فلن يكون من المستحيل على القوى الخارجية تفعيل هذا الاختيار أو انجاحه.

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق