دروس مريرة وأمثولة تاريخية بطعم العلقم هذه
التي يجب ان نستوعبها مما يجري الان – ربما - من هذه الحرب الأثيمة
يجب أن نتوقف عن التمييز بين القتلة والمجرمين
على هويتهم. فالقاتل ....هو هو مدان مهما تكن هويته،
لم يعد هناك مناسبة للبحث عن مذهب القاتل ودينه
كما لم يعد هناك من داعي لذلك الفرز فالقاتل لا دين له ولا مذهب ولا ينتمي الى انسانيتنا
بل لعلي أدعو على مذهب طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ......على النفس
من وقع الحسام المهند
هنا لا بد لنا ان نقول للغافلين الصامتين كحجر
أن تكون إدانتنا للقاتل القريب أشد من إدانتنا للقاتل البعيد. ليس ذلك على سبيل التهاون
مع القتلة المستوردين من خارج الحدود للدفاع عن مشروع طائفي اقليمي قذر يستعمل دماء
ابناءنا كورقة سياسية لتطويع المنطقة واذلال شعب عصي على الذل والهوان والتطويع كما
قد يحاول أن يتصيد البعض بل لأننا لا نتوقع من العدو البعيد إلا القتل. والتعذيب والتمثيل،
بجثث ابنائنا وأنه قد كتب علينا أن يقاتلنا ونقاتله.. بينما هؤلاء الذين يلتحفون عباءتنا،
ويعيشون معنا تحت سقف واحد ،ويقتسمون معنا خبزنا المغمس بالذل والمهانة ويختطفون من
الأكفاء رواتبهم وأرزاقهم ثم بعد ذلك يتفاخرون بامتطاء دباباتنا وسيارات اشتريناها
بعرق الجياع ثم يذبحوننا بعتادنا الوطني هم العدو الخفي الذي لن ننتصر على العدو البعيد
ما لم ننتصر عليهم.
هذه هي المعادلة المقلوبة التي يجب علينا ان
نعيد ترتيبها واعادة صياغتها
إذن لماذا لم تجد الجريمة التي تُرتكب بحق
شعبنا طريقها إلى الرأي العام العربي والإسلامي والإنساني مع كثرة الضحايا، وفظاعة
الجريمة وامتداد الزمن؟!
لن أقبل أن أجيب على التساؤل على طريقة ابن
علي ومبارك والقذافي وبشار الأسد بأنها المؤامرة المدبرة ضد الشعب السوري والتواطؤ
المبيت على أبنائه..
ولن أتغافل في الوقت نفسه عن هجمة أجهزة النظام
المعاكسة والمال الحرام الذي يدفعه إلى شبيحته الإعلاميين على أكثر من مستوى. كل هؤلاء
النابحين يقبضون من قوتنا اليومي ما يكنزونه ويأكلون السحت حتى تتكرش ذقونهم
كل ذلك ليدافعوا عن القتل والتنكيل ويصبغون
لون الفاجعة بألوان زاهية لتزويق شكل القمامة ووجه الخنازير ومنحها وجه المظلومية والذي
يقاتل ضد مؤامرة كونية متخيلة في سلسلة بائسة من أكاذيب لا تنتهي حتى باتوا هم انفسهم
يصدقونها فكل مقال بمغلف أبيض مكتنز. وكل مقابلة على فضائية بمعيار يعد فيها الكم ويقاس
الحجم مع أو ضد. ولا يمكنني أن أُغفل في السياق مؤتمرات واتحادات ونقابات تتحكم فيها
نخب احترفت التزوير وكذا مراكز الدراسات المرتبطة بالولي الفقيه مدادا أو ولاء، والتي
ترى في دم الشعب السوري إدراكا لثأر مفترض من ابو بكر والفاروق ومعاوية ) كما يردد
الرواديد واللاطمين على وجوه قبيحة كل يوم على قنوات الفضاء الطائفية البائسة
حزنا كاذبا على الحسين ومظلوميته التي نفذوها
هم قبل 1400 سنة ليخلقوا منا اعداء واستعمال مقتل الحسين ورقة بائسة لتنفيذ مأكلة وخطة
شوفينية معروفة
دون ان يعترفوا ان حماة قبل ثلاثين سنة حولوها
الى كربلاء ...
واليوم يعيدون تنفيذ كربلاء جديدة في حمص الذبيحة
وكل طفل من اطفالنا .....حسين ...يذوي ويذبح
والظمأ يقتله بجانب العاصي، قبل رصاصهم االغادر
اي شعبي :
اغضب ...فان الله لم يخلق عبادا أذلاء ..
تمرد ...فان الارض تنحني لغضب الأبرياء
...
أرضنا ..لم تنجب من أولادها إلا ..النجباء
...
اغضب ....فأنك ان ركعت يوما ....
ستظل ...أبدا تمرغ وجهك بتراب أحذية الغرباء
...
محمد صالح عويد ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق