العرب
على عهدهم باقون في مستنقع الخنوع والذل وتماشـيا مع إملاءات الشرق والغرب كلاً على
شـرعته لا بل وتبعيته . تخرج منهم في بعض الأحيان طفرات أو خروج عن المألوف تكاد لا
تذكر إلا للتاريخ كما حصل في قمة السـودان في قمة اللاءات الثلاث وفي موقف هم نادمون
عليه مع ليبيا ضد ألقذافي وبعد غياب طويل تأتي قمة بغداد نصرة للحكم الطائفي في العراق
وإعلان إعدام جماعي للشعب السـوري قمة التخاذل وتكريس الطائفية ولكي نضع النقاط على
الحروف على مبدأ المثل الشعبي القائل (رغيف
كامل لا تقسـم ومقسوم لا تأكل ومن بعدها فلتأكل حتى تشـبع) خرج البيان الختامي للقمة
المختزلة لا للتدخل العسكري لا للتسليح ونحن مع حق الشعب السوري في تحقيق الحرية
واختيار حكامه
فهل يختزل الشـعب السـوري بالنظام وأتباعه وطائفيته وإجرامه هذا هو المهم
لرسـم خارطة جديدة في المنطقة تكون إيران المتحكم فيها والمهيمن عليها
وبجهل أو عمى من الأنظمة العربية في صمتهم اليوم
على ما يجري وغدا سـيدفعون ثمنه في بلدانهم إن اسـتقامت لدولة الفرس ما تصبوا إليه
بمجرد بقاء نظام الأسد ووجود حزب الله بسـلاحه في لبنان والخلايا النائمة الموصوفة
بالصفويين في جميع الدول الخليجية والعربية وكما نلاحظ اليوم في عودة ملف موسـى الصدر
يطفوا على الوجه وفي نفس الوقت الآلاف من المسـلمين يقتلون ولا أحد يهتم بهم في الوقت
الذي تستغل هذه الدولة الفارسـية المقيتة الدين الإسـلامي عباءة وحصان طروادة في التسـلل
إلى المؤتمر الإسـلامي واليوم تسـتغل حكومة المالكي أو الحكم الصفوي في العراق للدخول
إلى المجامعة العربية وهي عضو في الأمم المتحدة كدولة ضمن منظومة المجتمع الدولي لتحقيق
إمكانية التدخل في الشأن العربي والإقليمي كدولة عظمى وبمسـاندة العرب وإسـرائيل التي
لا تريد إسقاط نظام الأسـد في سـورية وتدعي العداء لإيران كما هو الحال في أُكذوبة
تحرير لبنان ورضيت إسرائيل بموقف المهزوم لتحقق عدة أهداف مشـتركة مع إيران منها شـق
صفوف الفلسـطينيين بدعم فريق على حسـاب الآخر بدعوى دعم الحركات الإسـلامية مما أعطاهم
الحق في التدخل في قرارهم وكادوا أن ينزلقوا في الشـأن السـوري لولا بعض العقلاء من
حماس حتى ضمن الحركة في حماس حصل شـبه انشـقاق لولا فضل الله وحتى لا نطيل ونبقى في
ما يهم الثورة السـورية والشـعب السـوري وموقف القمة التي امتازت بقرار انهزامي واضح
وفاضح بداً من عقد القمة في العراق في ظل حكومة موالية لإيران وتغييب السـنة في المشـهد
العراقي وعدم طرح مصير السـنة في العراق وهيمنة ودعم واضح للنظام في سـورية رغم المراوغة
من النظام السـوري بأنه لن يلتزم بقرار الجامعة العربية وهذا مفبرك ومتفق عليه بين
أطراف اللعبة التي باتت واضحة المعالم في الوقت الذي يؤدي إلى قبول العراق في الصف
العربي بهذا الوضع وهذه الحكومة هو هزيمة للعرب أمام إيران وانتصار للنظام السـوري
وحتى تعطي المجتمع الدولي ذريعة جديدة لعدم التدخل في تسـليح الثورة السـورية ولتمنح
المتخاذلين العرب فرصة للهروب من نصرة الشـعب السـوري وعلى هذا يتوجب على الثورة السـورية
تعديل خططها ورفض أي مسـاومة أو تسـوية مع النظام السـوري ورفع الصوت بأن الثورة قادرة
على إشعال المنطقة بالتنسيق مع المقاومة العراقية وبعض الأحرار في لبنان وهذا ما يخشـى
منه الغرب لضمان تدفق النفط العربي حتى لو كان ثمنه هذا الكم الهائل من الدم السـوري
الذي يراق ليدفع ثمن رفاهية الغرب وإعطاء الرخصة للاستعمار القديم الجديد من دولة فارس
في هيمنة تضمن لأمريكا ابتزاز العرب ودول الخليج وتحقيق أهداف إسـرائيل في إضعاف دول
الطوق وعدم وحدة القرار العربي وقد شـاهدنا
بناء القاعدة الإيرانية البحرية في طرطوس بالإضافة
إلى القاعدة الروسـية أليس هذا بتدخل خارجي وانتقاص في للسـيادة السـورية وحتى لم يتطرأ
أحد لتنبيه العراق حول مسـألة إرسال المقاتلين من مليشـيات شـيعية متطرفة وهي لم تدان
من قبل أمريكا فلماذا لا يطلب المجلس الوطني السـوري من أمريكا إدراج مليشـيا الصدر
على لائحة المنظمات الإرهابية ولكن كيف وهم حلفاء إسـرائيل من الباطن ومباركون من الشـيطان
الأكبر علي خامنئي . وهنا يجب أن نقف موقف يسـتوجب التفكير مليا وقراءة ما بين السـطور
إلى لعبة المجتمع الدولي في إرسال كوفي عنان وحتى لا نخدع بظواهر الأمور في الغير معلن
من مبادرة عنان ولكي لا يدفع الشـعب السـوري الثمن من خلال اتفاقات غير معلنة أو من
تحت الطاولة فمن الواضح هم يريدون سـحب البسـاط من تحت أقدام الثورة السـورية بمسـلسل
اليمن وترك سـورية ضمن دوامة الصراع بين الشـعب والنظام وهذا ضمان أكبر لإسرائيل وفرصة
سـانحة لإيران باللعب في تغيير طائفي ضمن سـورية كما نشـاهد اليوم في مدينة حمص من
جلب سـكان غير سـكان بابا عمر وسـتكرر هذه العملية في مناطق أخرى ولهذا يعطى النظام
الفرصة قبل دخول دابي جديد بصورة مراقبين كوفي عنان وليفرض النظام السـوري أمر واقع
إما في اسـتفتاء مزعوم أو من خلال مقابلات تجريها قنوات إعلام غربية يعد لشـرائها أو مخترقة وللاسـتفادة
من الحملات الانتخابية في أمريكا وأوربا وباسـتشارات روسـية وإيرانية ومسـاعدة صينية
إسـرائيلية في غياب نشـاط المجلس الوطني إعلاميا وانحسـار دوره في شـرح بعض القضايا
عن ممرات أمنة ومنطقة عازلة وعدد القتلى وغير ذلك أعتقد أن هذه هي قضية جوهرية يجب
أن لا تغيب في تكرار ذكرها لأن النظام يعمل على هذا ويسـتفيد من إعلانه الموافقة على
مبادرة عنان والذي ظن الكثير أنه مرغم عليها وفي الحقيقة هو يريدها لكسـب الوقت حتى
يتم تغيير الواقع على الأرض من خلال تغيير ديمغرافي طائفي في بعض المناطق وضرب الجيش الحر وفرض سـيطرته على مناطق أخرى لهذا السـبب
فقط أبدى الموافقة ويدخل كالشـيطان في التفاصيل المملة والطويلة لكسـب المزيد من الوقت
وهذا يتم من خلال التغطية الروسـية ومباركة عربية في صفقة تخص البحرين أحد أقوى الخلايا
النائمة لإيران بعد الحوثيين في اليمن وهذا الموضوع ليس بعيدا عن الثورة السـورية لأن
الثورة السـورية ليسـت مثل بقية الثورات فهي تقاوم تيارات إقليمية ودولية أراد النظام
السـوري تدويلها لهذا السـبب والعمل السـياسي القاصر في ما تسـمى المعارضة السـورية
فهي وقعت في شـرك دعوى توحيد المعارضة مما جعل المجلس يبتعد عن المحور الأساسي لقضية
الشـعب السـوري وهنا نلاحظ كلما أحرز النظام السـوري تقدما سـياسـيا يظهر علينا هيثم
مناع على الفضائيات ويعلو صوته في الوقت الذي يجب أن يحدث هذا للمجلس الوطني بأن يرتفع صوته ويهدد بإشـعال المنطقة
في حال المسـاومة على بقاء النظام والاستفادة من هتافات الشـباب على الأرض بان الشـعب
يريد وسـيحدث انزلا قات لا يحمد عقباها كما يجب تصعيد وتيرة العمليات للجيش الحر واسـتهداف
منابع الدعم الاقتصادي للنظام السـوري والعمل على اتفاق مع المعارضة العراقية وتحريك
الممتعضين من اللبنانيين ولو بصورة اعلامية لإرباك المجتمع الدولي وإضعاف الموقف الروسـي
بحيث هو يعمل على فكرة بقاء النظام كضمانة للأقليات والاستقرار فعلينا أن نقنع العالم
بعكس هذا وهو الصحيح في أن بقاء النظام سـيشعل المنطقة بالكامل لأن الشـعب السـوري
لن يقبل مسـلسـل اليمن ولن يرضى إلا بإسـقاط هذا النظام بكل رموزه وان الخلافات العراقية
سـينجم عنها ذلك من خلال تهميش والاضطهاد للسـنة
في العراق . وتبقى الجامعة العربية منبع التخاذل ويجب تغيير هذه المؤسـسة ووصول
الربيع اليها حتى ترقى إلى مسـتوى الشـعوب ولتخرج الهتافات في الشـارع السـوري منددة
في الموقف العربي والدولي وبشـعارات قوية لا لتغير سـكان بابا عمر والخالدية لا لمخطط
إيران لا لكوفي عنان إن لم تكون بنود المبادرة صريحة وواضحة وتتضمن رحيل هذا النظام
والنصر للشـعب السـوري بإذن الله والله معنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق