في
بلادي عيدُ أمي واجمُ ليس فيها ضاحكٌ أو باسمُ
في بلادي أمهَاتٌ تَشتهي
قولَ "أمي" فبنُوها اُعْدِموا
في بِلادي أمَّهاتٌ لَم تَجد
مَن يُناديها ومَن يَسْترحمُ
إنّ عيدَ الأمّ فينا يَشتكي
باكيًا؛ يا قومُ إني مَاتمُ
يا إلهي مَن سِواكَ الْيَومَ لي
ما لِطِفلٍ في رحابي مَغْنمُ
يا نِساء الأرض هيّا قُلنَ لي
هل تَرينَ الطّفلَ منّي يُحْرَمُ؟
هل ترَيْنَ الأمَّ يُرْمى طفْلُهَا
في لظًى منْها يَفرُّ الضَّيغَمُ؟
يا نِساءَ الأرضِ مهْلاً إنه
كلّ أمٍّ في شآمِي تأْلَمُ
عيْدُكنّ اليومَ يَحْلو إنّما
عيْدُنا مُرٌ وفيهِ الْعلْقمُ
عيدُكنّ اليومَ يزهُو مُشْرقًا
في بلادِ الشامِ عيدٌ مُظْلِمُ
يا نِساءَ الْعُربِ هل مِن صرخةٍ خولَةٌ
تُصغِي لَها أو فاطمُ
صرخةٍ في وجهِ عاتٍ غاشمٍ
لا يُراعي حُرمةً، لا يفهمُ
لا يُبالي كيف يَرمي سهمَهُ
مُسْرفا في رمْيِه، لا يَسْأَمُ
كلُّ أمّ في بلادي جاءهَا
سهمُ غدّارٍ علَيْها يَنْقُمُ
غاظه منها شبَابٌ خُلّصٌ
أنْجَبتْهم، صادقيْن فأقْدموا
لم يَهابوا منْ صواريخِ الْعِدا
بل أعَادوها إليْهِم ترجمُ
كيف تبْدو بسمةٌ من مُرضعٍ لم
تُقَبّلْ طفلَها أو تَلْثُمُ
أبعَدوه عُنوةً عن صدرها
ثمّ أخْفَوه وقالُوا: مُجرمُ
أيُّ عيد يُستَطابُ اليومَ في
شامِنا والأمّ فِيْها تُكْلَمُ؟
أي عيدٍ فيه نحيَا سعْدَه
ونرى فيه الأمومةَ تُعْدَمُ؟
أينَ مَن يُعطي الأُمومةَ حقَّها
أيْنَ مَن للأمِّ فينا يُكْرمُ؟
الأربعاء في 28/ربيع الآخر/ 1433 الموافق
ل 21/آذار/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق