يذكرني هذا العنوان , بفيلم هندي
شاهدته في السبعينيات من القرن الماضي (الشرك أو الشبكة ) , لامرأة مات زوجها
وتسكن وحيدة في قصر كبير , ومع صفير الرياح والرعد والبرق , وارتجاج البيت
والموسيقى التصورية المرعبة , والتي تظهر ملامح هذا الرعب على الزوجة , يطرق الباب
بقوة , وبطرقات متتالية ومتسارعة , وتتفاجأ عند فتح الباب بكلب كبير جداً يقفز في
وجهها , وتصرخ هي, ونصرخ نحن معها . وبعدها صرنا نضحك على أنفسنا فهو فيلم لاغير.
المهم في الطرح أعلاه , لنستخرج
منه حكمة أوتحذيراً , قد نحصل منه على فائدة ما , تصب في صالح الثورة السورية
وتحقيق أهدافها الحقيقية والكاملة وغير المنقوصة
.
أولاً : الشبكة الممتدة على بقاع
الكرة الأرضية , والمتمثلة بالمعارضة الخارجية , فقد تم تجميع هذه الشبكة وأصبحت
جاهزة لرميها في محيط صيدها التي أعدت له.
ثانياً : إن من قام بجمع هذه
الشبكة هي الدول القوية , والمتمثلة في أمريكا وبتوجيه من إسرائيل واللوبي
الصهيوني في أوروبا وامريكا وروسيا.
ثالثاً : الثوار في الداخل هم كحال
المرأة تلك ...في بيت كبير يسمى سوريا , تعصف بهذا البيت كل أنواع الرياح الشرقية
والغربية , الرياح التصاعدية والتنازلية , في انتظار خير ما ..قادماً من الخارج ,
والحصيلة حتى الآن لاشيء .
رابعاً : الدول التي أعلنت عن
نفسها من أنها صديقة للشعب السوري , ومن المواقف الصريحة لبعضها في دعم الثوار
مادياً وعسكرياً , طأطأت حتى يتم رمي الشبكة .
خامساً :عصابات البطة والبطة نفسها
, ومع المهل المعطاة لها ,بحيث يعتقد أن هذا البطش والاجرام سينقله لموقف أقوى ,
يقابله ضعف الثورة , بحيث يكون الطرف
الأقوى في الحوار, وكسب المعركة السياسية , فإن لم تكن لصالحه مائة بالمائة , فعلى
الأقل يكسب الخمسين بالمائة منها ولو لمرحلة مؤقتة.
نستطيع القول مما سبق أن دول
العالم متجهة لحل سلمي تكون ركائز هذا الحل هو خطة عنان , يقابلها كيان المعارضة
السورية الموحد , كطرف محاور , بعد أن رفضت أمريكا تسليح المعارضة .
وهنا نجد جاهزية الطرفين للحوار
تحت مظلة المجتمع الدولي , والوصول بذلك لنتيجة يرضى عنها المجتمع الدولي , حتى
لاتتطور الأزمة لحدود أبعد من ذلك .
الطرف المهم في القضية حتى الآن لم
نتطرق إليه , هذا الطرف هو الجيش الحر والمساندين له في الداخل والثوار السلميين
والممثلين في المظاهرات السلمية .
يسعى العالم الغربي والشرقي لاضعاف
هؤلاء على أيدي عصابات البطة , في الدعم المقدم للعصابات المجرمة الأسدية وفي
المهل المعطاة لها .
نستخلص مما سبق أن الصيد المعد
لهذه الشبكة هو الثورة وعناصرها الفاعلة على الأرض , والملقاة من قبل عنان وخطته
للاكتفاء في الوقت الحالي بوقف المجازر المرتكبة من قبل الجيش المجرم المسمى
بالجيش البطي , وسيشترك في سحب الشبكة دول كثيرة , ومنها الدول العربية , ومعها
المعارضة الموحدة , شاءت أم أبت كونها معلقة في الهواء المتصارع والقادم من كافة
الاتجاهات .
ولكن مهما تعددت الحلول , فالواقع
يشير إلى أن الحل القادم , لم يعد مناسباً ,بقاء بشار في الحكم , فقد انهارت كل
السواتر التي كان يتخفي وراءها , والعمل جاري على استبداله وسيتوضح الأمر لاحقاً ,
في سيناريوهات معدة سلفاً ومنها انقلاب عسكري موال لموسكو وطهران ذو صبغة باطنية
تستمر لبعض الوقت لامتصاص الزخم الثوري السوري .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق