استطاعت الحكومة الإيرانية الطائفية أن تسخر
طاقاتها المادية والإعلامية الهائلة لنشر عقائد دينها بين عدد كبير من المسلمين، وغرست
بعض عملائها في عدد أخر من الدول، كلبنان والعراق، وكان أسوأ هؤلاء العملاء وأكثرهم
وقاحة هو حسن نصر الله، هذا الذي وقف مرة ليقول: إن الجيش اللبناني جيش خائن، و إن ولاءه لإيران، و إن زعيمه هو الهالك الخميني!.
وتصوروا لو أن شيخا من شيوخ أهل السنة وقف
في طهران ليقول إن جيش الجمهورية الإيرانية جيشٌ خائنٌ، وإن ولاءه لمصر أو للسعودية
وليس لإيران، و إن زعيمه هو مرشد الإخوان في
مصر مثلا؟ ماذا يحصل له في عاصمة تكاد تكون الوحيدة بين عواصم العالم التي لا يوجد
فيها مسجد لأهل السنة؟
لم
يكتف المتآمر حسن بهذه التصريحات الفجة التي
تعكس قمة الرعونة والغرور والعمالة، بل جسدها إلى واقع عملي، فرأينا تدخله السافر في
شؤون الحكومة اللبنانية بل وحصاره لبعض أحياء بيروت السنية في سنة 2008 وإطلاق عصاباته
لعبارات سب وشتم تتضمن استكبارا طائفيا مقيتا. رأينا كيف يُسقط هذا الحزب الطائفي حكومات
لبنانية ليحقق كلام رئيسه الذي يعد لبنان جزءا من جمهورية إيران الصفوية، ثم يخرج ليتفاخر
بكل صفاقة وجه بزعزته لأمنها وسفكه لدماء أبنائها!.
في هذا المناخ المشُوب بالإرهاب وعدم التورع
عن تخوين كل حر يرفض هيمنة ما يسمى بحزب الله حتى شابهت حالة منتقديه حالة منتقدي إسرائيل،
فكل من ينتقد إسرائيل من الغربيين يتهم بمعاداته للسامية، وكذلك كل من يرفض جرائم حزب
الله وعمالته الواضحة البينة لإيران وتدخله بكل وقاحة في شؤون لبنان السيادية، يتهمه
الجهلة السذج بوقوفه في وجه المقاومة وعمالته لإسرائيل!، نعم في هذا المناخ انبرى شاب
جريء لم يتجاوز الثلاثين من عمره ليقول كلمة الحق في هذا الحزب الإرهابي ورئيسه العميل،
غير آبه بالمخاطر الجمة لهذا الموقف.
شاب درس العلوم السياسية وأدرك خطط جمهورية
إيران التوسعية في المنطقة عبر عملائها في لبنان والعراق وسوريا، فصدع بكلمة الحق،
فأخرس أذنابها وحارقي البخور لها في كل مواجهاته معهم. إنه الكاتب البطل صالح المشنوق
حفظه الله، وأبعد عنه شر الأشرار.
لقد أيد صالح المشنوق حكم المحكمة الدولية
التي اتهمت حزب الله بالوقوف وراء مقتل رفيق الحريري، رحمه الله. وفي الواقع يعرف كل
من درس عقائد الرافضة وسبر غورهم حجم الحقد الذي يعتمل في قلوبهم ضد أهل السنة. لقد
رأوا في رفيق الحريري خطرا كبيرا قد يعيق أو يعطل مشاريعهم التوسعية ومؤامراتهم ضد
مسلمي المنطقة كلها، وهو ثري جدا، وله علاقات وطيدة مع رؤساء دول كثيرة، وخاصة عدوتهم
اللدودة السعودية التي منحته جنسيتها، لاجرم أن يستهدفه هؤلاء اللئام.
تكلم صالح المشنوق في زمن فضل فيه الكثيرون
الصمت المخزي إزاء جرائم بشار أسد ضد أحرار سوريا، ولم يخش عصاباته التي تسرح وتمرح
في لبنان و لم يثنه وجود العشرات من المتعاطفين معه المنضوين زورا وبهتنانا تحت راية
القومية العربية، أو ما يسمى بحزب البعث العربي.
يعي البطل صالح المشنوق جيدا شراسة الأعداء
الذين يواجههم، لكن المسألة بالنسبة له مسألة مبدأ. هى قضية صراع بين الحق والباطل،
صراع بين محبي العدل والسلام ، وحلفاء الظلم والإرهاب، فلله دره.
ليس في لبنان كثيرون من أمثال صالح المشنوق،
فقد تعرض هذا البلد الجميل المتعدد الأعراق والديانات لسنوات كثيرة لاستبداد نظام بشار
القمعي، ومن قبله استبداد أبيه الهالك حافظ وإرهاب عملائهما من أمثال حسن نصر الله،
بيد أن الحق لا يقاس بكثرة الاتباع أو بقلة
عددهم، وقديما قال الفارس الشجاع عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما:
"ما أفلح ذو باطل ولو خرج
من جبينه القمر، وما خاب ذو حق ولو اجتمع عليه أهل الأرض."
في الختام ندعو العلي القدير أن يحمي الأستاذ
صالح المشنوق من مجرمي إيران ومجرمي حكومة سوريا وما يسمى بحزب الله، وأن يرينا في
الظالمين يوما أسود كيوم عاد وثمود، وأن يعجل بنصر الشعب السوري على الإرهابي بشار
وزمرته، وندعوه كذلك أن يحمي لبنان من مؤامرات إيران وعميلها الطائفي الحاقد حسن نصر
الله، إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
سالم بن عمار
Suhyb11@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق