الشيخ/ محمد فاروق البطل (حفظه الله تعالى) |
تعتبر ( رابطة العلماء السوريين ) أكبر تجمع
علمائي في بلاد الشام، و يشغل رئاستها فضيلة الشيخ المفسر محمد علي الصابوني، وتضم في عضويتها المئات من رجالات
الشريعة و الأئمة و الدعاة . و في هذه الجولة مع أمينها العام الأستاذ الشيخ د . محمد
فاروق البطل، نستطلع جزءا من معالمها و حراكها التنويري على الحلبة العلمية والعملاتية
في سورية و خارجها
س1 / ما هو الجديد في مسار ( رابطة
العلماء السوريين ) العتيدة، تنظيميا و فكريا و إنتاجيا ؟
ج
ـ الجديد في مسار الرابطة: أنها بعد أن استكملت بنيتها التنظيمية والقانونية والمؤسساتية،
وبحمد الله اضحت الرابطة منظمة من منظمات المجتمع المدني السوري المعارضة، وانطلقت
تعبئ صفوف العلماء في دعم ثورة سورية المباركة فدعت إلى مؤتمر العلماء المسلمين في
نصرة الشعب السوري، ثم تبنت الدعوة إلى الملتقى الإسلامي السوري التأسيسي الذي جمع ولأول مرة أطياف العمل الإسلامي السوري نصرة
للشعب السوري، هذا الملتقى وُصِف بأنه خطوة تاريخية غير مسبوقة وأنه الحلم الذي تحقق
بعد طول انتظار ... هذا الملتقى التأسيسي تطور فعقد لقاه الأول قبل شهر أو يزيد واتجه
إلى العمل المؤسساتي لدعم الثورة السورية ومدها بكل أسباب النجاح
وثمة طموحات كثيرة في خطة الرابطة سنتحدث عنها
في وقت الإنجاز إن شاء الله، وتحدثاً بنعمة الله أقول : إن الرابطة أضحت محل الثقة
والأمل من مئات العلماء السوريين في داخل سورية وخارجها، ولذلك فإن طلبات الانتساب
للرابطة من العلماء السوريين ومن حملة الشهادات الشرعية العليا تأتي يومياً للأمانة
العامة التي تبتُّ في قبولها بعد التأكد من توفر شروط العضوية الواردة في النظام.
وللعلم فإن للرابطة مؤسسات منتخبة، ولكل مؤسسة
صلاحياتها كذلك فإن للعضوية شروطها .
وأعضاء الرابطة منتشرون في أنحاء العالم، وحيث
وجد جمع منهم انتخبوا إدارة فرع بإشراف الأمانة العامة.
هذا في المجال التنظيمي.
أما في المجال الفكري، فللرابطة موقع علمي
الإلكتروني يشرف عليه العالم المحقق الشيخ مجد مكي، وقد أعطى الأخ أبو أحمد مجد هذا
الموقع وقته كله، وفكره كله، واهتمامه كله، بل كذلك فإنه قد أعطاه آثار صِلاته العلمية
مع مختلف علماء العالم الإسلامي.
وهو في صدد إصدار مجلد باسم الرابطة يضم معظم
من مضى إلى ربه من علماء سورية الأبرار.
كذلك فإن للرابطة مجلة علمية اسمها : بشائر
الإسلام، صدر منها حتى الآن تسعة أعداد، وهي مجلة منشورة .
يحررها عدد من أساتذة الجامعات في اليمن وغيرهم
ومن أعضاء رابطة العلماء السوريين، تنشر إلى الآن اليكترونياً في الموقع ونرجو أن نمكن
من طباعتها مستقبلاً بإذن الله.
وفي المجال الإعلامي: ينطلق صوت أعضاء الرابطة
عبر مختلف القنوات الفضائية في التعبير عن أهداف الثورة السورية والعمل على دعمها وتأييدها
في العمل كذلك على فضح النظام السوري الهمجي القاتل الظالم.
س2 / جاء في نظام الرابطة : الدعوة
إلى الإسلام و إحياء رسالة المسجد و دور العلماء . و عندما اندلعت ثورة سورية مطلع
الربيع الماضي، تبنت الرابطة ذلك الحراك و منحته المرجعية الفقهية الضرورية، ألا يعتبر
ذلك تحولا عن الأهداف المعلنة في نظامكم الداخلي ؟
جواباً على هذا السؤال أرجو من الأخ الكريم أمرين
اثنين:
1 ـ أرجو منك قراءة نظام الرابطة مجدداً في
نسخته المعدلة بتاريخ 25/5/2009.
2 ـ وأرجو كنك أن تقرأ أهداف الرابطة في المادة
5ص3 من النظام حيث ذُكرت عشرة أهداف منها: تبني هموم الأمة وقضاياها... وأي هم أثقل
في ميزان الله وميزان الرابطة، من مواكبة أحداث الثورة السورية العظيمة، وتبني أهدافها
العادلة في الحرية والعدالة والكرامة ومحاربة ما ينزل بها من ظلم و فساد واستبداد،
والتخلص من تسلط الأقلية الطائفية على الكثرة الكائرة من شعبنا.
علماً أن الرابطة أصدرت أكثر من بيان في دعم
مختلف القضايا العربية والإسلامية وفي استنكار كل ظلم وكل جور يقع على أي شعب عربي
أو شعب إسلامي.
لكن تبقى القضية السورية هي القضية الأهم لأن
علماء سورية هم المسؤولون عنها أولاً فهي همهم الأساسي، لذلك فإن الرابطة واكبت الثورة
السورية منذ أول يوم، تبنت أهداف الثورة السورية
وشعاراتها، وعملت جهدها على نصرة هذه الثورة وتأييدها بكل الوسائل المتاحة فكرياً وروحياً،
وإعلامياً ومادياً، وعبأت طاقات العلماء في كل مكان للوقوف وراء شعبنا المجاهد الثائر
المصابر .
بل إنها حثت كل روابط العلماء الشقيقة على
مشاركتها في هذا الواجب .
وإذن لا يصح بحال أن يقال : عندما اندلعت ثورة
سورية مطلع الربيع الماضي تبنت الرابطة ذلك الحراك!! الرابطة مع شعبها السوري من قبل الثورة ومن بعدها
. خاصة وأن معظم أعضاء الرابطة مهاجرون وممن نالهم ظلم هذا النظام وجوره واضطهاده.
س3 / لماذا تقتصرون في الرابطة
على أهل السنة و الجماعة، و بذات الوقت تنتمون لاتحاد علماء المسلمين الذي يضم مختلف
الأطياف المذهبية و فرق أهل القبلة، فهل تشرحون لنا رؤيتكم في ذلك ؟
تأسست الرابطة في دار الهجرة عام 1426هـ ـ2006م
ومن الإخوة العلماء المهاجرين، ومن ثم فقد كانت الرابطة محظورة، ويعتقل كل من ينتمي
إليها، وبالتالي لم نشأ أن نحرج أحداً من الداخل أو من الخارج، بدعوته للانتساب إلى
الرابطة لا من علماء السنة ولا من غيرهم.
والآن وبعد قيام الثورة السورية المباركة،
وانكسار جدار الخوف، أقبل العلماء على الانتساب للرابطة، ونحن نرحب بانتساب كل أخ شرعي
تنطبق عليه شروط العضوية الواردة في النظام دون أي تفريق أو تمييز بين مذهب وآخر.
ولابد أن نؤكد أننا في الرابطة وحسب أحكام
النظام ملتزمون بعقيدة أهل السنة والجماعة، ملتزمون بكتاب الله تبارك وتعالى، وما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في
السنة النبوية الشريفة والأحاديث الصحيحة.
س4 / أسهمت الرابطة في مؤتمر علماء
المسلمين لنصرة الشعب السوري الذي عقد أواسط تموز يوليو 2011 م، ثم أقمتم الملتقى الإسلامي
السوري الأول في اسطنبول بتاريخ 15 / 1 / 2012 م الذي نجح بتوحيد مختلف التيارات الدينية
و الدعوية لأول مرة منذ عقود، فما هي فلسفتكم في تنظيم مثل هذه المنتديات و المؤتمرات؟
نعم...نحمد الله سبحانه الذي وفق الرابطة إلى
الدعوة إلى مؤتمر علماء المسلمين لنصرة الشعب السوري بالتعاون مع الأخ الحبيب الدكتور
الشيخ ياسر المسدي حفظه الله تعالى كذلك فإننا نحمد الله سبحانه الذي وفق الرابطة إلى
دعوة مختلف أطياف العمل الإسلامي في سورية إلى حضور الملتقى الإسلامي السوري التأسيسي،
ثم الدعوة إلى حضور الملتقى الإسلامي الأول، حقاً لقد كان هذا توفيقاً من الله، ثم
إنه كان إحدى بركات الثورة السورية المباركة، وإنني لأعتقد أن عقد مثل هذه اللقاءات
قبل قيام هذه الثورة لم يكن أمراً يسيراً، لكنه فضل الله أولاً وبركة الثورة، وإلهاماتها
وآثارها العظيمة ثانياً . أقول كان هذا غير ممكن فعلا ً لأن السادة العلماء كان لهم
انتماءاتهم ومدارسهم واجتهاداتهم، وكثير منها لم تكن في سياق واحد لكن لم يكن المطلوب
هو توحيد هذه التيارات، ولكن كان المطلوب هو
: توحيد القلوب والأفكار والأهداف وإيجاد قواسم مشتركة للتعاون في طاعة الله ودعم الثورة
السورية، وقد التقى الإخوة بحمد الله على ميثاق مشترك، نأمل تطويره بالتوافق، كما اتفق
الإخوة على تشكيل مؤسساته لهذا الملتقى كالمكتب التنفيذي، ومجلس الشورى إضافة للهيئة
العمومية. والعمل جار على تحديد صلاحيات هذه المؤسسات وآلية التعاون بينها من خلال
نظام داخلي للمتقى يضبط كل ذلك ويقعده.
س5 / أطلق النظام السوري في 3
/ 7 / 2011 م قناة فضائية دينية، وفي الدستور الجديد تنص المادة الثالثة على أن الإسلام
هو دين رئيس الجمهورية و أن الفقه الإسلامي يعتبر مصدرا رئيسيا للتشريع، فكيف تقومون
في رابطة العلماء هذا ( الغزل ) من نظام البعث العلماني ؟
المجرب
لا يجرب كما يقال وقد مارس هذا النظام الباطني منذ نصف قرن أسلوب الكذب والمراوغة والإعلام
المخادع الذي يظهر شيئاً، ويمارس في الواقع شيئاً آخر، فالوحدة التي أطلقوها شعاراً
مارسوا فيها سياسة تمزيق الأمة من أقصاها، إلى أقصاها وأسلموا قيادها لإيران وفرضوا
مصالحها وخططها واستراتيجيتها على الأمة، بل فرضوا على أذرعتها العسكرية كالحرس الثوري،
وحزب الله، وميلشيات الصدر وكلها تهدّد وتتوعد شيعته بإيران، ومن قبل ذلك مزقوا سورية
وتسلطت طائفة.
والحرية التي أطلقوها شعاراً كذلك، مارسوا
من خلالها أسوأ ألوان الاستبداد والقهر والاضطهاد، واستباحوا كل الحرمات، وانتهكوا
كل الثوابت والمقدسات، و أطلقوا يد أجهزة الأمن تستبيح الأرواح والأعراض والأموال،
بل بلغ بهم السوء أنهم أعفَوْا رجال الأمن من حق المساءلة القضائية عما يمكن أن يرتكبوه من جرائم القتل والتعذيب والعدوان، وأؤكد أنه ليس
هناك من شبر في أرض سورية، مدنها وأريافها وضواحيها وأحيائها إلا وقد زُرِع فيها ورجال
أمن متوحشون . ولقد جعلوا منها سرطاناً خبيثاً يتمدد في أوصال الأمة ومختلف مناحي حياتها
. قبل حكم البعث وحكمه المتسلط كان في سوريا جهازان أمنيان: جهاز أمن عسكري تابع لوزارة
الدفاع لتعقب الجواسيس، وجهاز أمن مدني تابع لوزارة الداخلية ( مباحث) لتعقب المجرمين،
بينما اليوم يوجد ما لا يقل عن ثلاثين جهاز أمن بفروعها المتعددة، والمنتشرة في كل مدينة وقضاء وناحية وقرية
وحي، وآخر ما تفكر به هذه الأجهزة هو تعقب جواسيس إسرائيل، لأن هدفها الأول والأخير
هو حماية النظام وبسط جبروته، وفرض سيطرته.
والإشتراكية التي أطلقوها شعاراً ما رسوا من
خلالها كل ألوان السرقة واللصوصية والإفساد، ونشروا إقطاعيات جديدة، وطبقات رأسمالية
جديدة، وسحقوا الطبقة الفقيرة، وألغوا الطبقة المتوسطة، وزادوا من ثروات الطبقة الرأسمالية،
وكلنا اطلعنا على التقارير الدولية التي أحصت نسباً كبيرة منش عبنا تعيش تحت خطر الفقر،
من شعبنا التي تعيش تحت خط الفقر، وما نشهده اليوم من ثورة شعبنا السوري البطل بعماله
وفلاحين وشبابه وطلابه، ومدنه وقراه، إنما هو شاهد على شدة معانة هذا الشعب في كل نواحي
التي تحالفت مع السلطة.
س6 / هل كانت لكم مشاركة في مؤتمر
تجريم الطائفية الذي عقد في ( القاهرة 14 / 10 / 1432 ه ) وهل تؤيدون ما صدر عنه من
قرارات، سيما بخصوص الموقف الديني و الوطني الصحيح من الأقليات المذهبية و العرقية
و الكتابية في سورية ؟
نعم... لقد كانت مشاركتنا فاعلة في هذا المؤتمر
وقد مثَّل الرابطة في هذا المؤتمر الأخ الشيخ مجد مكي حفظه الله تعالى، وهو عضو في
الأمانة العامة ومشرف على موقع الرابطة، كما شارك الأخ الكريم الدكتور الشيخ منير غضبان
عضو الأمانة العامة السابق في الرابطة، وألقيا
كلمتين هامتين، ووقعا على وثيقة المؤتمر، وقد نشرت قرارات المؤتمر في موقع الرابطة
على الرابط التالي : http://www.islamsyria.com/article.php?action=details&AID=2036 ومن ثم فالرابطة تؤيد هذه القرارات وتلتزم بها وقد
نشرت الرابطة أكثر من بيان في هذا الشأن لتؤكد موقفها المبدئي والشرعي القاضي باحترام
كافة الطوائف والأقليات والمذاهب.
س7 / كيف تقومون موقف الإسلام
الرسمي في سورية مثل وزير الأوقاف و مفتي الجمهورية، و حتى موقف الدكتور محمد سعيد
رمضان البوطي، من التمترس وراء النظام و تبرير جرائمه و انتهاكاته و تبني حلوله الأمنية
؟
إنها مواقف سيئة ومخجلة ـ ولا شك ـ وتعطي الصورة
السيئة عن شخصية العالم المسؤول الذي يجب أن يحمل رسالة الإسلام في محاربة الظلم والفساد،
وأن يصطف إلى جانب الشعب في تطلعاته نحو العدالة والحرية والكرامة وقد قال صلى الله
عليه وسلم : (إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم إنك ظالم فقد تودع منها) (سيد الشهداء
حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فنهاه فقتله). بدل ذلك إنهم ـ وبكل أسف ـ وقفوا بكل صفاقة
مع الظالم القاتل الملحد المستبد، وأعطَوْه المبررات المنافقة حتى يرتكب المزيد من
القتل والظلم والاستبداد وإذا كان موقف المفتي والوزير مفهوماً لما عُهد عنهما من كذب
ونفاق وتعبد للسلطة والمنصب منذ أن نشآ لكن من غير المفهوم أن يقف عالم كالبوطي ليحاريهما
في هذا الموقف الشائن، والذي يوقع على بياض لكل ما يرتبه النظام من جرائم، يعطيه الفتوى
والمبرر والمسوّغ.
س8 / تعرض موقعكم الرسمي (الإسلام
في سورية) الذي يشرف عليه الشيخ مجد مكي، للعديد من محاولات القرصنة و الاستيلاء و
اعتقال المراسلين و ملاحقتهم، فهل تلقون بعض الضوء على هذا الجانب من المعاناة في رسالتكم؟
صدق الله القائل [يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ
عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ] {المنافقون:4}
. النظام الذي بعَّث الإعلام والتعليم و...و... لا يمكن أن يسمح بنافذة ضوء تشع على
سورية الحبيبة، ولا بساحة إعلامية حرة مفتوحة لشعبنا الحر الأبي، حاول الأخ الحبيب
الشيخ مجد جهده أن لا يتعرض الموقع للحجب أو الإغلاق أو القرصنة أملاً في تواصل العلماء
السوريين في كل مكان في الداخل والخارج من خلال هذه النافذة الإعلامية، فكان مقتصراً
على الشؤون العلمية البحتة، وكان لنا مراسل علمي ينقل لنا الأنشطة العلمية في الداخل
من محاضرات وخطب جمعة ولقاءات علمية، لكن السلطة الباغية الملحدة حجبت الموقع، واعتقلت
المراسل، وحكموه بتسع سنوات سجن، فك الله أسره وفرج عنه، وعن كل الإخوة المعتقلين.
س9 / رابطة العلماء السوريين
( المعبرة عن تطلعات الأمة الإسلامية و المدافعة عن حقوقها ) هل هي كما ورد في تعريفكم
أو أنها تقتصر بضغط الواقع على الشأن السوري و مستجداته ؟
هذا
ما طمح إليه الإخوة المؤسسون للرابطة، وواضعوا هذا النظام قبل ست سنوات، ونحن جادون
في تحقيق هذا الطموح، ومَن يتصفح موقع الرابطة، ويقرأ بياناتها، يلاحظ مواكبة القائمين
على الرابطة للأحداث التي تمر بالأمة، يؤيدون الخير الذي ينالها ويشجبون ويستنكرون
ما يمر بها من مآس وكوارث وعدوان، والرابطة تتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وكافة روابط العلماء الشقيقة في تحقيق هذا الطموح.
س10 / هل لكم تمثيل رسمي في المجلس
الوطني السوري ؟ و كيف تقرؤون أداءه سياسيا و إعلاميا و منجزات شعبية مستحقة ؟
نعم هناك أعضاء من الرابطة في المكتب التنفيذي
في الأمانة العامة و الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري لكن ليس هناك من يمثل الرابطة
كمؤسسة وكمنظمة من منظمات المجتمع المدني السوري المعارضة.
أعتقد شخصياً أن المجلس يبذل جهده المستطاع،
ولا يجوز أن نغفل في عملية التقويم العقبات التي تقوم في وجهه ومصالح الدول المتصارعة
على مناطق النفوذ، وفي مقدمتها مصلحة إسرائيل ومن
وراءها في حماية هذا النظام، والإبقاء عليه كضمانة لبقاء إسرائيل، وضمان حدودها،
وخاصة بعد أن أثبت النظام السوري الوفاء لاسرائيل بذلك خلال نصف قرن تقريباً، كبند
من بنود الصفقة التي وقعها، حافظ أسد سراً مع إسرائيل عام 1967م والذي ضمنت له إسرائيل
بقاء رئاسة الجمهورية السورية فيه وفي أولاده حصراً في مقابل تسليمه جبهة الجولان والانسحاب
منها.
س11 / ما رأيكم بدور كلية الشريعة
في دمشق التي أسسها د . مصطفى السباعي - رحمه الله - من حيث الحفاظ على الهوية و الحضور
الفكري و الإشعاعي طيلة عقود الظلام و الديكتاتورية ؟
يؤسفني أنني لست مطلعاً على التطورات الجديدة
التي أدخلها النظام على مناهج كلية الشريعة في جامعة دمشق، لكنني أتوقع من النظام البعثي
العلماني الذي طغى على الحياة العلمية والثقافية والاكاديمية والإعلامية وغيرها...
وقد طرح هذا النظام منذ الثمانينات في القرن الماضي سياسة تبعيث التعليم والثقافة والإعلام
وتأكيداً لتوقعي هذا فقد أقدم النظام البعثي أكثر من مرة محاولاً استهداف كلية الشريعة،
منها محاولته المتكررة لنقل تابعية كلية الشريعة من وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق
إلى وزارة الأوقاف لأهداف خبيثة معروفة لكنه باء بالفشل والحمد لله.
س12 / قدمتم للمكتبة العربية موسوعة
( أبطال الإسلام ) و لأن التربية الجهادية ضرورة من ضروريات التربية الجادة، كيف يمكن
بتقديركم ممارسة هذا النوع من التربية بضوابطه الصائبة البعيدة عن التطرف و الغلو،
من خلال خبرتكم الطويلة في التدريس الجامعي ؟
أحمد الله سبحانه الذي مكنني من إصدار هذا
الكتاب بمجلداته الخمسة، والذي أسميته (أبطال الإسلام في موكب النبوة الخالد) وهو الآن
في طريقه إلى الطبعة الثانية بعد أن نفدت الطبعة الأولى، أو كادت، وأقول بكل الحمد والشكر لله تعالى أن هذا الكتاب لم يكن
مجرد ترجمة للصحابة الذين كتبت عنهم، وإنما أسقطتُ من خلال الترجمة كل ما اكتسبتُه
في حياتي من خبرات فكرية وتربوية ودعوية وسياسية وتنظيمية واجتماعية وغيرها... وأعتقد
أن هذا الكتاب يمكن أن يكون مرجعاً للتربية الجهادية، خاصة وأنني عاصرت الثورة السورية
في الثمانينات وتبينت إيجابياتها وسلبياتها، وكنت كثيراً ما أؤكد على ضرورة استيعاب
فقه الجهاد وأحكامه قبل حمل السلاح . وكنت أردد قولي : إذا كان (درهم من المال يحتاج
إلى قنطار من العقل) فكيف حال من يحمل السلاح؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق