في خضم الأحداثِ المتسارعة في مسيرة
الثورة السوريّة، ثورة الحريّة و الكرامة التي انطلقتْ قبل عام تتصاعد
وتيرة آلة القتل و الإجرام من قبل النظام الأسديّ البغيض، وآلته العسكريّة الهوجاء
على الشعب الأعزل، لتتكشف أمام العالم أجمع حقائق مذهلة، ويتبدّى للعالمِ كله
حقيقة ما يجري في سوريّة لتتكشف معها حُجُبٌ وستورٌ كانَ النظامُ يتخفى وراءها، و
تنقشعُ طلاءاتٌ متميِّزة كانَ النظامُ الأسديُّ يطلي بها صورتَه القبيحة ليُخفي
بها أفعالهُ الشنيعة ويواري فيها أعماله البشعة، لنقفَ بجلاء على ممارساتٍ
وانتهاكاتٍ فاقتْ في بشاعتها كل وصفٍ، وتجاوزتْ في إجرامها كلّ حد، وتعدَّت في
تماديها كل المقاييس، ليُبصر العالمَ أجمع مذابحَ و مجازر يندى لها جبينُ
الإنسانيّة في وقتٍ يتشدّق العالم فيه بحقوقِ الإنسانْ!!!
أية حقوقٍ و البلادُ تُدمّر؟!!و الأرواحُ
تُزهقْ ؟؟!والأعراضُ تنتهكْ ؟؟و الحقوقُ كلها في خبرِ كانْ!!!؟؟.
لينظر العالمُ بذهولٍ إلى ما يجري و يدورُ
في بلادِ الشام والنظام يبطش، ويعتقل، ويقتل، ويفتك، ويقصف ويدمر، عياناً بياناً
جهاراً نهاراً ..........ولا رادع له لأعماله!!؟؟ ولا مانع له من سوء أفعاله؟؟!!.
لنبصر وتبصر الدنيا بأسرها كيف يكون القتل
الجماعي و إبادة أحياءٍ والقصف العشوائي على الآمنين ؟!!
و لنرى بالتصوير كيفَ يكونُ الذبح ٍبدم
باردٍ للأطفال و النساء والرضع ومجلس الآمن في سباتٍ عميق؟!!.
و لنشاهد كيفَ تُهَدَّمُ المدنُ
و الأحياء و البيوتُ فوق رؤوس ساكنيها والأمم المتحدة تتفرج!!!؟؟
و العالم كله شرقاً و غرباً يتشدّقُ
و يتفلسفُ ويجتمع ويتناقش!!! ؟؟
و المجازرُ تدور رحاها لتطحن عشراتِ
الألوفْ من أبناء سورية الحبيبة ...
و الأمم المتحدة كأعمى لبسَ
نظارةًسوداء!! و الجامعة العربية عاجزةٌ عرجاء؟!!
وأمينها العربي غير الأمين
يجيد ربطة العنق وأداء الأدوار والتمثيلْ.
عامٌ كامل مرّ على ثورتنا المباركة، ثورةُ
العزّةِ و الكرامة و الشعبُ السوري يدفعُ مهرَ الحرية وَالكرامةِ من نفوسِ فلذاتهِ
و أرواح أبنائه صانعاً الملاحم و البطولاتِ التي قلّ نظيرها على مرّ التاريخ.
سنةٌ كاملة مرَّت على ثورتنا و هيَ تروي
حبها أرض الشام بدماء الألوفِ من أبنائها و فَلَذاتها، ناهيكَ عن أكثر من مئة ألفٍ
من المعتقلينْ الذين يتعرضون في السجون لأقسى أنواع الإيذاء و التعذيب و الترهيبْ،
ناهيك عن عشرات الألوف من الجرحى والمفقودين؟؟!!!.
ليتجلّى للعالم كله حقيقةُ نظامٍ بوليسيٍّ
بغيض حكم سورية عقوداً بالحديد والنار، وتتبدَّى بطولات أجهزته
الأمنيّة السَّفَّاحة على المواطنين و الآمنين العزَّل!!.
هذا النظام الذي ظلّ جاثماً على رقاب أهل
الشام طيلة أربعين عاماً ويزيد بين الأب و الابن حيثُ ارتهنت سورية كلها لعصابة آل
الأسد ومافياه و شبيحته وزبانيته أدخلت فيها البلاد نفقٍاً مظلماً عاشت فيه عقوداً
من التخلُّف ,وعادت عقوداًً أخرى إلى للوراء ناهيك عن التدمير الممنهج
للقيم والمبادئ والأخلاق.
عامٌ كاملٌ مرّ على بدء الثورة المباركة و
لا تزال الجراح و الآلام تتصاعد و لا يزال نهر الدماء جارياَ حاصداً المئات من
الأنفس الزاكية والأرواح الزكية على مذبح الحرية يومياً لتُروِّي الأرض المباركة
أرض الشام وتسقي شجرة الكرامة فيها،وتهدي أنفس أنفاسها إليها ولو بعشرات الألوف
فداءً وتضحية من أجل الحرية والكرامة .أجل .... و الأملُ معقودٌ
...و البشائرُ تتوالى ...و الآفاقُ مشرقة بقادمٍ أجمل...
لأن الصعابَ تتوارى أمام العزائم
والتصميم،..
والعقبات تتهاوى بسواعد أولي العزم
والهمم،
والتحديات تتعداها ثورتنا بالتضحيات والمثابرة
و الدروب الوعرة يجتازها الطامحون للمعالي والقمم
بعون الله،
و الأيام تجيب طالبيها وتتكيف طوع بنان
أهل الهمم و العزائم لترسم لهم ما يريدون بإذن الله،
وما كان الله ليضيع أيمانكم
وأعمالكم أبداً والله ....وكأنني بعد عام من ثورتنا المباركة أراها تقف على فوهة
بركان قاب قوسٍ أن ينفجر في وجوه أهل الطغيان والبغي،وقد اشتعل فتيله وتفجَّر ما بداخله
وتصاعدت أبخرته والبشائر كما قلت تتوالى...
ولألاء النصر يتبدى في الآفاق بقوس الجمال
...قوس الحرية والكرامة بإذن الله ....وإن غداً لناظره قريب
د.محمد إياد
العكار
22/4/1433هـ - 13/3/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق