الشعب
السوري مقهور مضطهد منذ خمسين سنة، ها و لله الحمد الأغلبية منه رفعت رأسها
و انتفضت فهي في ثورة عارمة منذ أكثر من سنة، حالة ثورة أي فوضى، إن شاء الله
خلاقة بناءة. ومن المنطقي أن تكمن في المجتمع، آراء كثيرة و أفكار متعددة
بعدد مثقفيه و شبابه، تتقارب أحياناً و تتنافر أخرى، تتمخض عنها من
حين لآخر اتجاهات و تيارات لأهداف مختلفة، فهذا أمر طبيعي سليم، يدل
على وعي شعبي مثقف يحترم نفسه أي يحترم حرية الآخر ومن هذه الحرية تنبثق كرامة و
حرية الفرد ثم المجتمع. فلا حرية بلا احترام لحرية الأخر، هناك من يسميها ديمقراطية
عندما يحكم الشعب نفسه بنفسه بفكره، بإرادته، إذاً ليس هناك ديمقراطية دون حرية و احترام.
فمن
يطلب من الشعب السوري أن يوحد معارضته في حالته الثورية هذه بلون واحد و اتجاه
واحد، فهو إما ساذج، جاهل بعلوم السياسة و الاجتماع و الدين و إما له مآرب
أخرى سيئة أم حسنة النية، حسب دوافعه ووضعه التاريخي و السياسي و الوطني
إن كان سوريا أو غير، يبغي تمرير مشروعه الخاص دون احترام للآخر.
مثلاً:
جماعة الإخوان و[ أمل أن لا يرى البعض في ذلك طعن أو خيانة لهم، بل نصيحة و الدين
النصيحة] من الطبيعي ومن حقها ان تتقدم بتيارها الديني كأي معارضة كانت
لاحقة بقطار الثورة الشعبية مثلها مثل غيرها. أم أن تحتكر إرادة الشعب بإسم
الدين منتهزة العواطف و المشاعر الدينية لتحقيق مآرب سياسية خاصة، سرية أو علانية،
حتى و لو كانت مشروعة ففي ذلك قلة احترام للثورة واستخفاف بإرادة الشعب و لا
يليق بحركة دينية.
كذلك عندما تستخدم الناس عند الحاجة ثم تلفظهم لدى
قضاء هذه الحاجة كما حصل أخيراً مع السيد برهان غليون و غيره سابقاً [علماً
أني لست مع أو ضد أي كان و ليس لي لله الحمد أي أطماع و مصلحة سوى نصرة ثورة
الشعب السوري فقط]
مثل
أخر: هناك من يقر بواجبه و يجد في ذاته الكفاءة و المعرفة و الخبرة
بشامل العلوم، السياسية و القضاء و القانون و الاجتماع والدين مما
يؤهله لخط دستور للوطن و يتقدم به بكل جرأة للنقاش و التصويت، فمنذ
حزيران الماضي حتى اليوم هذا الدستور الثالث الذي أسمع عنه، الرابع لو أضفنا دستور
المجرم بشار. أي كل شهرين دستور، يعني جمهورية جديدة أم ملكية و الله أعلم
ربما أمارة. أليس في هذا غرور و استخفاف وقلة احترام لهذا الشعب
العظيم و ثورته بشهدائها و آسراها ؟
حالتنا
اليوم للآسف بعيدة جد البعد عن الوضع الديمقراطي العادي، حيث صناديق الاقتراع أقرت
بأغلبية تحكم ومعارضة مؤلفة من عدة تيارات ومجموعات مواجهة، مناقضة لها.
ففي
كل ديمقراطيات العالم معارضة موحدة هي وهم زائف بل مستحيل قبل تحقيق بناء
الدولة، لا تحصل إلا بإرادة الله عز وجل عندما يؤلف ما بين القلوب، أما الذي
يؤلف بين قلوب السوريين اليوم هو الحد من ظلم الظالم و الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر بضحد بيت الشيطان بيت الأسد وزمرته و هذا لن يحصل بمعارضة و لو
فرضناها موحدة بل بجبهة إنقاذ شعبي، ثوري متكاتفة لنصرة الحق و زهق الباطل، خندق
يلحق به كل ذو شرف و ضمير، ذو كرامة، جدير بالحرية.
فاروق
الأيوبي
الأخ الكريم الأستاذ/ فاروق حفظكم الله تعالى
ردحذفلم يحتكر الإخوان في يوم من الأيام إرادة الشعب، ولم يفرضوا رؤاهم على أحد، بل أعلن الإخوان منذ انطلاق الثورة المباركة أنهم تبعا لهذا الحراك الدائر وأنهم سائرون على وقعه يتتبعون خطواته ولا يُـملون على أحد شيئا.
وأما المشاعر الدينية فلا حاجة للسوريين لأحد يحركها، لأن شعبنا متدين بفطرته، وأغلب الثوار بدأ حراكه من المسجد دون أن يطلب ذلك منه.
أما بالنسبة للمآرب السياسية والخاصة فلتعلم أخي الكريم أن هذه الجماعة هي مؤسسة تربوية دعوية يهمها الإصلاح والنهوض بالمجتمع إلى الخير، وهم حريصون على وسطية يعم خيرها على جميع أطياف المجتمع بكل مكوناتهم.
أخي الكريم ضحى الإخوان بأموالهم وأنفسهم في الثمانينات من القرن الماضي، ودفعوا الغالي والرخيص، لايبتغون من ذلك جزاء ولا شكورا إلا إرضاء الله عز وجل
وأخيرا أنا أحترم رأيك وأرجو ألا يفسد الخلاف الود الذي بيننا
لك احترامي
وماذا حصل بين جماعة الإخوان وبرهان غليون يا أستاذ؟.. هل لك أن تخبرنا؟.. كل الذي نعلمه يقيناً أن الطرفين على وفاقٍ وصداقةٍ وحسن تعاون.. فمن أين أتيت بهذه التهمة المفبركة يا أستاذ أيوبي؟.. ولماذا هذا التحامل الذي لا أساس له على الإخوان؟..أرجو أن تكون منطقياً بعيداً عن القيل والقال وعن الإشاعات، فأنت رجل مثقف ولا يليق بك أن تقع في حبائل المغرضين والمفترين. تحياتي
ردحذف