بسم
الله الرحمن الرحيم
من أجل وطن حر، وحياة حرة كريمة لكل
مواطن.. وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سورية، حيث يولد الفجر من رحم المعاناة
والألم، على يد أبناء سورية الأبطال، رجالاً ونساءً، شباباً وأطفالاً وشيوخاً، في
ثورة وطنية عامة، يشارك فيها شعبنا بكلّ مكوّناته، من أجل السوريين جميعا.. فإننا
في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، منطلقين من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، القائمة
على الحرية والعدل والتسامح والانفتاح.. نتقدّم بهذا العهد والميثاق، إلى أبناء
شعبنا جميعاً، ملتزمين به نصاً وروحاً، عهداً يصون الحقوق، وميثاقاً يبدد المخاوف،
ويبعث على الطمأنينة والثقة والرضا.
يمثل هذا العهد
والميثاق رؤية وطنية، وقواسم مشتركة، تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سورية،
وتتقدم بها أساساً لعقد اجتماعيّ جديد، يؤسّس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة، بين مكوّنات
المجتمع السوريّ، بكلّ أطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية.
1 – دولة مدنية
حديثة، تقوم على دستور مدنيّ، منبثق عن إرادة أبناء الشعب السوريّ، قائم على
توافقية وطنية، تضعه جمعية تأسيسية منتخَبة انتخاباً حراً نزيها، يحمي الحقوقَ
الأساسية للأفراد والجماعات، من أيّ تعسّفٍ أو تجاوز، ويضمن التمثيلَ العادل لكلّ
مكوّنات المجتمع.
2 - دولة ديمقراطية تعددية تداولية،
وفق أرقى ما وصل إليه الفكر الإنسانيّ الحديث، ذات نظام حكم جمهوريّ نيابيّ، يختار
فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه، عبر صناديق الاقتراع، في انتخاباتٍ حرة نزيهة
شفافة.
3 – دولة مواطنة ومساواة، يتساوى
فيها المواطنون جميعاً، على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، تقوم
على مبدأ المواطنة التي هي مناط الحقوق والواجبات، يحقّ لأيّ مواطنٍ فيها الوصول
إلى أعلى المناصب، استناداً إلى قاعدتي الانتخاب أو الكفاءة. كما يتساوى فيها الرجالُ
والنساء، في الكرامة الإنسانية، والأهلية، وتتمتع فيها المرأة بحقوقها الكاملة.
4 - دولة تلتزم بحقوق الإنسان -
كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية - من الكرامة والمساواة، وحرية
التفكير والتعبير، وحرية الاعتقاد والعبادة، وحرية الإعلام، والمشاركة السياسية،
وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للعيش الكريم. لا
يضامُ فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته، ولا يضيّقُ عليه في خاصّ أو عامّ من
أمره.. دولة ترفضُ التمييز، وتمنعُ التعذيبَ وتجرّمه.
5 - دولة تقوم
على الحوار والمشاركة، لا الاستئثار والإقصاء والمغالبة، يتشاركُ جميع أبنائها على
قدم المساواة، في بنائها وحمايتها، والتمتّع بثروتها وخيراتها، ويلتزمون باحترام حقوق
سائر مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية، وخصوصية هذه المكوّنات، بكل أبعادها
الحضارية والثقافية والاجتماعية، وبحقّ التعبير عن هذه الخصوصية، معتبرين هذا
التنوعَ عاملَ إثراء، وامتداداً لتاريخ طويل من العيش المشترك، في إطار من التسامح
الإنسانيّ الكريم.
6 - دولة يكون
فيها الشعبُ سيدَ نفسه، وصاحبَ قراره، يختارُ طريقه، ويقرّرُ مستقبله، دون وصاية
من حاكم مستبدّ، أو حزب واحد، أو مجموعة متسلطة.
7 - دولة تحترمُ المؤسسات، وتقومُ
على فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، يكونُ المسئولون فيها في خدمة
الشعب. وتكونُ صلاحياتُهم وآلياتُ محاسبتهم محدّدةً في الدستور. وتكونُ القواتُ
المسلحة وأجهزةُ الأمن فيها لحماية الوطن والشعب، وليس لحماية سلطة أو نظام، ولا
تتدخّلُ في التنافس السياسيّ بين الأحزاب والقوى الوطنية.
8 - دولة تنبذُ الإرهابَ وتحاربُه،
وتحترمُ العهودَ والمواثيقَ والمعاهداتِ والاتفاقياتِ الدولية، وتكونُ عاملَ أمن واستقرار،
في محيطها الإقليميّ والدوليّ. وتقيمُ أفضلَ العلاقات الندّية مع أشقائها، وفي
مقدمتهم الجارة لبنان، التي عانى شعبُها - كما عانى الشعب السوريّ - من ويلات نظام
الفساد والاستبداد، وتعملُ على تحقيق مصالح شعبها الإستراتيجية، وعلى استرجاع
أرضها المحتلة، بكافة الوسائل المشروعة، وتدعمُ الحقوقَ المشروعة للشعب الفلسطينيّ
الشقيق.
9 - دولة العدالة وسيادة القانون،
لا مكانَ فيها للأحقاد، ولا مجالَ فيها لثأر أو انتقام.. حتى أولئك الذين تلوثت
أيديهم بدماء الشعب، من أيّ فئة كانوا، فإنّ من حقهم الحصولَ على محاكمات عادلة،
أمامَ القضاء النزيه الحرّ المستقل.
10 - دولة تعاون وألفة ومحبة، بين
أبناء الأسرة السورية الكبيرة، في ظلّ مصالحة وطنية شاملة. تسقطُ فيها كلّ الذرائع
الزائفة، التي اعتمدها نظامُ الفساد والاستبداد، لتخويف أبناء الوطن الواحد بعضهم
من بعض، لإطالة أمَدِ حكمه، وإدامة تحكّمه برقاب الجميع.
هذه هي رؤيتنا
وتطلعاتنا لغدنا المنشود، وهذا عهدُنا وميثاقُنا أمامَ الله، وأمامَ شعبنا، وأمامَ
الناس أجمعين. رؤية نؤكّدُها اليوم، بعد تاريخٍ حافلٍ في العمل الوطنيّ لعدة عقود،
منذُ تأسيس الجماعة، على يد الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله عام 1945. كنا قد عرضنا
ملامحَها بوضوح وجلاء، في ميثاق الشرف الوطنيّ عام 2001، وفي مشروعنا السياسيّ عام
2004، وفي الأوراق الرسمية المعتمدة من قِبَل الجماعة، بشأن مختلف القضايا المجتمعية
والوطنية.
وهذه قلوبُنا
مفتوحة، وأيدينا ممدودةٌ إلى جميع إخوتنا وشركائنا في وطننا الحبيب، ليأخذ مكانه
اللائقَ بين المجتمعات الإنسانية المتحضّرة. (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب).
25 آذار (مارس)
2012 جماعة الإخوان المسلمين في سورية
الجماعة الإسلامية" ثمنت وثيقة "الإخوان" في سوريا
ردحذفالثلاثاء, 27 مارس 2012
ثمن المكتب السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان، في بيان أصدره اثر اجتماعه الأسبوعي،"الوثيقة السياسية التي أصدرها الإخوان المسلمون في سوريا"، مؤكدا "أنها تعبر عن حقيقة وجوهر دعوة الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي منذ أربعينات القرن الماضي، وهي تقوم على الحوار والانفتاح وتعتبر الحرية أسمى القيم التي منحها الله للإنسان، وتترك حرية المعتقد لكل فرد بينه وبين خالقه، وتكفل للجميع ممارسة هذه القناعات دون أن تطغى فئة على أخرى.
وثيقة اخوان سوريا
ردحذفالسفير- ساطع نور الدين-الأربعاء, 28 مارس 2012
إنهم صادقون فقط، لأن سوريا لا تحتمل غير الصدق، ولأن شعبها لا يقبل بأقل من دولة مدنية تعددية ديموقراطية، تختلف عن مصر التي أنجبتها الثورة، وتنافس تونس التي أنتجتها «النهضة».
لم تكن حركة «الاخوان المسلمين» في سوريا تقدّم في برنامجها الذي أعلنته من اسطنبول تنازلاً للرأي العام السوري والعربي والعالمي، بل كانت تسلم بحقيقة سورية رسمتها انتفاضة العام الماضي وهي أن أحداً، فرداً كان او طائفة او حزبا او جماعة، لم يعد يستطيع ان يحكم الشعب السوري وحده، وبناء على شرعية او فكرة او وظيفة مستمدة من القرن الماضي، او من القرون الغابرة. الإعلان عن البرنامج قد يكون جزءاً من التحضير لمؤتمر المعارضة السورية ثم لمؤتمر أصدقاء سوريا، لكن الوحدة الداخلية «للإخوان» السوريين حدث بحد ذاته، كما ان التزامهم المسبق بالعناوين الجوهرية لمطالب الثورة العربية الكبرى، خطوة مهمة على طريق التغيير المنشود في سوريا، وعلى أمل ان تكون الكلفة، الباهظة حتى الآن، هي الحد الأقصى الذي يفترض أن يدفعه الشعب السوري الشقيق. كان لا بد من تبديد الخوف المقيم لدى شرائح واسعة من السوريين من ذلك التنظيم الاسلامي الذي يتقدم نحو الصفوف الأمامية، لكن الخطوة كان يمكن ان تشكل اختراقاً للوعي السوري العام، لو انها أرفقت بتجديد المراجعة التي سبق للحركة نفسها أن أجرتها قبل ست سنوات لتجربة الثمانينيات، ولو أنها توجت باعتذار عن الأخطاء التي ارتكبت في تلك المرحلة المثيرة للجدل والقلق.
مع ذلك، فإن اندماج «إخوان» سوريا في ذلك الخطاب السياسي العام الذي يتردد على لسان رفاقهم المصريين والتونسيين واليمنيين، تميز بليبراليته السورية الخاصة، التي تفرض الإقرار الصريح بحق الولاية للمسيحي وللمرأة، والاعتراف الواضح بالآخر مهما كانت هويته السياسية او الطائفية او القومية.. وإن كانت لا تبدد الشكوك في أن الحركة الاسلامية السورية الأقوى تمارس التقية على غرار شقيقاتها العربيات... لن تكون سوريا استثناء لهذه الظاهرة السلفية الواسعة الانتشار والتي باتت جماعة الاخوان الدرع الواقية وربما الوحيدة من خطرها الداهم..
الامانة العامة لـ14 آذار: وثيقة الاخوان المسلمين تاريخية واستثنائية
ردحذفالاثنين, 26 مارس 2012
اعلنت الأمانة العامة لقوى 14 آذار انها تلقت بارتياح كبير وتقدير عالٍ الوثيقة الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، بتاريخ 25 آذار 2012، تحت عنوان "عهد وميثاق"، بوصفها اقتراحاً "لعقد اجتماعي جديد، يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري، بكل اطيافه الدينية والمذهبية والعرقية، وتياراته الفكرية والسياسية".
وأكدت إن هذه الوثيقة التاريخية، في وقتها ومضمونها، تشكل إضافة أساسية ونوعية لوعود "الربيع العربي"، لا سيما في سوريا التي تربطنا بشعبها أواصرُ أخوَّةٍ ومصلحةٍ مشتركة. ذلك أنّ ما يضع سوريا على طريق المعاصَرَة والديمقراطية والتطوّر الآمن يشكل إحدى الضمانات الكبرى لصيغة عيشنا اللبناني وتطوّره الآمن، مثلما يشكل البلدان – في ظل تطوّر كهذا – رافعةً أساسية لمشرق العيش معاً في إطار عروبة العيش معاً والسلام العادل والدائم في هذه المنطقة من العالم.
وتنبع الأهمية الاستثنائية لهذه الوثيقة الرائدة – على غرار وثيقة الأزهر – من كونها واضحة الانحياز لحقوق الانسان، ذات الصفة العالمية، "كما أقرّتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية"، من دون أيّ تهويلٍ أيديولوجي أو تذرُّعٍ بالخصوصيات، ومن دون أيّ تحفُّظٍ عما "وصل إليه الفكر الانساني الحديث". وهي بذلك إنما تُتَفِّهُ تلك الدعوى التي استخدمها النظام السوري في الداخل والخارج، بزعمه أن الحركة الاسلامية في سوريا معادية للدموقراطية. والحال أن الواقع ومنطوقَ هذه الوثيقة يبيّنان أن "العلمانية" التي يدعيها نظام حزب البعث السوري والأُسرة الحاكمة هي الأشدُّ عداءً للديموقراطية.
وتقترح الوثيقة أساساً صالحاً، بل متيناً، لعقدٍ اجتماعي جديد في سوريا، يتميّز بحداثةٍ لا جدال فيها، كما يشكل مساهمةً معتبرة في حراك "الربيع العربي" من أجل عالم عربي جديد، ديموقراطي وتعدّدي، وفي مقدّمة ما يبشر به "الربيع العربي" وتدعو اليه الوثيقة، إقامة الدولة المدنية، حيث تُصان حقوق الانسان، ويتمّ تداول السلطة، ولا يُمنع أي مواطن – أكان رجلاً أو امرأة – من الوصول الى أعلى المناصب في الدولة بالطرق الديموقراطية، على قاعدتي الانتخاب والكفاءة، فضلاً عن المحافظة على السلم الأهلي ونبذ الإرهاب واحترام القانون الدولي. هذا ونأمل أن تتوصّل المعارضة السورية، بكل أطيافها وقواها، في القريب العاجل، إلى الإتفاق على "إعلان دستوري" يجسّد مبادىء العقد الاجتماعي الجديد، ويبعث الاطمئنان في نفوس جميع السوريين.
ومن هنا أهمية الدعوة التي أطلقتها الوثيقة الى "مصالحة وطنية شاملة"، من شأنها أن تضع حداً لسياسة التقسيم المنهجي التي اتّبعها النظام السوري على مدى عقود للإستقواء على شعبه، لإطالة مدى حكمه، وإدامة تحكّمه برقاب الجميع.
ونوهت الأمانة العامة لقوى 14 آذار بالتفات وثيقة الاخوان المسلمين الى ضرورة إقامة "أفضل العلاقات الندّية مع الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم لبنان الذي عانى شعبه – كما عانى الشعب السوري – من ويلات نظام الفساد والاستبداد"؛ وهو التوجّه ذاته الذي أثلج صدورنا وقرأناه في رسالة "المجلس الوطني السوري" الى الشعب اللبناني في 25-1-2012.
وثيقة "الإخوان المسلمين" تحدٍ لـ"حزب الله
ردحذفالاثنين, 26 مارس 2012
علّق النائب السابق سمير فرنجيّة على الوثيقة الصادرة عن جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، معتبرًا أنّها "كشفت مدى حداثة "الإخوان المسلمين" في سوريا وتلتقي مع بيان "تيّار المستقبل" ووثيقة شيخ الأزهر أحمد الطيّب"، مشيرًا إلى وجوب "أن تطمئن هذه الوثيقة كل الناس".
وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، شدّد فرنجية على أنّ الوثيقة "أكثر حداثة من كل الكلام الذي نسمعه في لبنان ومتطوّر أكثر"، لافتًا إلى أنّها تشكّل تحد لـ"حزب الله" لأنّها تستدعي منه خطوة مماثلة".