الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-05

مذبحة بابا عمرو وجرائمه المركبة - بقلم: م. محمد حسن فقيه


شنت قوات الأسد وعصاباته هجوما تدميريا  على حي بابا عمرو في مدينة حمص العدية قلب الثورة وعاصمتها، استخدمت فيها قوات الأسد كل ما تملك من أسلحة ثقيلة  فتاكة، فقصفت هذا الحي البطل المصابر بالدبابات ودكت مبانيه ومنشآته بالمدافع وراجمات الصواريخ والطائرات، وهدمت البيوت فوق رؤوس المواطنين العزل من نساء وشيوخ وأطفال، وضربت حولهم حصارا منيعا  حرمتهم بسببه من  الماء والغذاء والدواء، ولم تسمح لقوات مدنية دولية أو جهات طبية أو جمعيات إغاثية  للتدخل ومساعدة المواطنين، وكل هذا يحدث أمام سمع العالم وبصره دون أن يحرك ساكنا غير الشجب والاستنكار في تصريحات سياسية 


علنية، مترافقا مع عجز وتخاذل ظاهر لمنظمات المجتمع الدولي والدول العظمى  في سابقة 
خطيرة في العصر الحديث، مما يضع الكثير من الإشارات وعلامات استفهام خطيرة لما يحدث في سوريا، قد تكون بعض الدول العظمى ضليعة في هذه المؤامرة في الخفاء ضد الشعب السوري، وليس المقصود بها تلك الدول التي استخدمت الفيتو ضد دماء الشعب السوري وحريته وكرامته فهذه دول فاقدة للأخلاق فضلا عن انها بلا كرامة أصلا، كما أنها تخنق شعوبها وتصادر حريتهم وإنسانيتهم، هذه الدول الدكتاتورية المستبدة قد تعرّت من أخلاقها وانسانيتها وارتدت لبوس المجرمين والقتلة وشاركت في سفح دم الشعب السوري في بابا عمرو وحمص وجميع أرجاء ونواحي سورية.

إن ما حدث في بابا عمرو هي مجزرة أليمة ومذبحة مروعة حدثت من حكومة طاغية مستبد ضد شعبه الأعزل، قد لا تفوقها مجزرة أخرى في العصر الحديث سوى مجزرة حماة التي ارتكبها من ثلاثين عاما المجرم السفاح حافظ والد المجرم الحالي بشار وعمه رفعت، ووالده الطاغية الأكبر الذي أسس للدولة الطائفية وأرسى دعائم الدكتاتورية والاستبداد وسن سنة التوريث في دولة بنظام جمهوري، وأفشى الفساد ونهب خيرات الأمة ومقدراتها لتودع باسمه واسم أولاده وحاشيته في البنوك الأجنبية.

إن ماحدث في مجزرة بابا عمرو هي جرائم مركبة  بكل المقاييس والمعايير وذلك لما يلي :

*  عصابات مجرمة تحت اسم دولة تقتل مواطنيها العزل بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ والطائرات، كان الأصل في الأمر أن توجه هذه الأسلحة التي تم شراؤها من أموال هذا الشعب التي قتل بها إلى العدو المحتل لتحرير الأراضي المغتصبة، إلا أن تلك الأسلحة صدأت والشعب ما زال ينتظر الوقت المناسب لحق الرد على الاعتداءات والعربدة الصهيونية، فإذا بالرد على العدو الصهيوني المحتل  يستبدل بالمجازر والمذابح ضد الشعب الأعزل  في بابا عمرو وغيرها.
* الأمم المتحدة بنمظماتها ومؤسساتها ترقب المشهد ولا تتخذ قرارا لوقف المجزرة وقتل المدنيين العزل، في مؤامرة خسيسة يديرها ويشترك فيها أطراف دولية وعالمية، يظهر بعضها أمام الإعلام باسم الصديق والمتعاطف مع قضايا الشعب السوري !.

* منظمات الإغاثة تسمع وتشاهد فصول المجزرة الأليمة ولا تتمكن من إدخال الخبز والماء للمدنيين المحاصرين، فضلا عن محاولة إجلائهم خلال معبر آمن  خارج دائرة الحصار المنيع والقصف الممنهج الغاشم.

* منظمة الصليب الأحمر وهي ترابط حول بابا عمرو لم تتمكن من دخول الحي المنكوب لإدخال مواد طبية لإسعاف ومعالجة الجرحى والمصابين، بسبب مواقف عصابات النظام الإجرامية لإكمال مذبحتها الفظيعة، ومن ثم محو وتغطية آثار الدماء والأشلاء التي ملأت شوارع بابا عمرو وسالت في شوارعها وصبغت جدرانها، ولعدم توفر الضغط الدولي الكافي على عصابات الأسد للرضوخ إلى أدنى المتطلبات  الإنسانية.

* ما يسمى الهلال الأحمر السوري... لم يتمكن من فعل شيء للمدنيين السوريين، وهذا أمر بدهي لأنه جزء من العصابة المجرمة التي تنفذ المجزرة، وله تاريخ مشين أسود وذكريات كالحة أليمة مع المعارضين والمتظاهرين والمواطنين الشرفاء الأحرار... والحرائر، وقيامه بغطاء لعصابات النظام المجرمة لتسهل لها تنفيذ أعمال إجرامية خسيسة، من اعتقال وقتل وخطف في حق المعارضين.

* ردات فعل المجتمع الدولي ومنظماته وتصريحات المسؤولين كانت متخاذلة ولا ترقى الى الحد الأدنى، فلم تتمكن من وقف المجزرة وإيقاف العنف وحقن الدماء، فضلا عن إدانة النظام والتدخل الدولي بالقوة لإيقاف المجزرة كما فعل في أماكن أخرى عندما تعرض لأقل من هذه الوحشية والعنف من القمع والعسف لما يحدث في بابا عمرو وسورية اليوم من مجازر ومذابح وانتهاكات.    

* تنفيذ عصابات الأسد وشبيحته مذابح ومجازر طائفية حاقدة ضد المدنيين الفارين من نيران القصف حين أمسكت بالمئات خارج بابا عمرو، فقتلت عشرات الشباب والرجال وخطفت الأطفال واغتصبت النساء في مذبحة أليمة يندى لها جبين الانسانية خزيا وعارا، لما فيها من لؤم وحقد طائفي أسود مشين لم تهبط إلى دركاته عصابات الموساد والشاباك ضد الفلسطينيين في مذابح دير ياسين وكفر قاسم وغيرها.

* تنفيذ أعمال انتقامية بعد دخول الحي بعد أن دمر فوق ساكنيه، فقامت عصابات الاسد بكل الأعمال المشينة من الحقد والإجرام فاقتحموا ماتبقى من بقايا أحجار وخرسانات معلقة بالحديد فكسروا ونهبوا، ثم قاموا بإعدام الشباب والأطفال في الحي أمام أهليهم وذويهم بسادية فاقت وحشية مصاصي الدماء.

* مع كل هذه المذابح والجرائم المركبة اعتبرت عصابات الأسد وملحقاتها، أنها حققت نصرا ضد العدو المحتل، كأنها اقتحمت الجولان الذي يئن من وطأة بني صهيون من قرابة نصف قرن فحررته من رجسهم... ووصلت مشارف القدس لتحريرها.

وأخيرا : فإن السوريين الشرفاء والأحرار لن يتراجعوا قيد أنملة عن ثورتهم المباركة مهما فعل هذا النظام من قمع وجرائم ومجازر، فقد أقسموا على المضي إلى نهاية الطريق، وقد رددوها في جميع مظاهراتهم ( الموت... ولا المذلة ) ورفعوها على شعاراتهم ( ننتصر أو نموت ) ... ولو تخلى عنهم العالم بأسره، فقد ربطوا ثورتهم بحبل الله المتين وركنه المكين وقالوها : ( لن نركع إلا لله ) وجأروا بها مدوية : ( ما لنا غيرك يا الله )، كما أنهم لن ينسوا قطرة  دم واحدة من دماء الشهداء والأحرار حتى يأخذوا بحقها ويقتصوا من القتلة والمجرمين والمشاركين... كانوا من كانوا.... وأينما كانوا.

م. محمد حسن فقيه
3 / 3 / 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق