الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-03-02

بابا عمرو في عيوننا وكل منطقة ثائرة في سوريا هي باباعمرو – بقلم: د. عبد الغني حمدو


إن ما شهدته بابا عمرو خلال الشهر الماضي وما قبله لتنوء الجبال من حمله، فكيف بالانسان والذي إن امتنع عن الماء يوما انهار، وعن الطعام أيام مات في ظروف السلم والأمان.


إن ماجرى في بابا عمرو يذكرني بقول الصحابة الكرام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد المسلمون من معركة مؤته، فالتف أهل المدينة حولهم  وأخذوا يتهجمون عليهم ويقولون لهم الفرارون، ولكن الرسول الكريم قال هؤلاء ليسوا الفرارون هؤلاء هم الكرارون، وخالد بن الوليد وقتها استلم الراية وسحب جيشه من المعركة بطريقة زكية وخدعة حربية أنقذ فيها ثلاثة آلاف ويزيد من الصحابة الكرام، ولم تنته قوات المسلمين وبعدها غزت معظم العالم القديم لتنشر حضارتها فيه.


إن الثورة في سورية هي ليست حرباً بين جيشين، هي ثورة شعبية سلمية، ومن شدة بطش النظام وجد حق الدفاع عن النفس، والمسلحين أسلحتهم بسيطة جداً لاتقارن مع أسلحة العدو، لا بالعدة ولا بالعدد ولا بالدعم الخارجي، وجيشنا الحر البطل هو قوة ضعيفة عندما لايكون هنالك حراك شعبي مساند له، وبالتالي فالمظاهرات السلمية هي سند للجيش الحر كما الجيش الحر سند للثورة.

أهلنا في بابا عمرو سطروا بطولات قل في التاريخ مثيلها، لاطعام ولا ماء ولا وسائل تدفئة، والدمار متواصل من شهر ويزيد، وكل من يلوم الجيش الحر في بابا عمرو فهو متخاذل كائناً من كان، بغض النظر عن نيته.

إن المجرمين سيستغلون معركة بابا عمرو معنوياً لادخال اليأس في نفوس بقية المناطق الثائرة، وعلينا أن نع الأمر هذا، فحمص كلها ثائرة مدينتها وريفها، ووبقية المناطق.

نحن نعلم علم اليقين أنه لايمكن للجيش الحر أن يحتفظ بأي منطقة احتفاظاً كاملاً نتيجة لقلة إمكانياته المادية والعسكرية، وتمكن قوات المجرم من دخول بابا عمرو هو معروف مهما غالط الانسان نفسه، وإن الاحتفاظ ببعض المناطق ومن ثم الانسحاب منها يهلك العدو، ويدمر معداته ويفني معنويات جيشه.

نحن نحزن على الشهداء ونرجو من الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة، ولكن هل فكر أي شخص منتقدٍ لكتيبة الفاروق البطلة أو الجيش الحر الذي يقاتل في حمص، كيف لمقاتل أن يقاتل بدون طعام وعتاد قليل وآلاف الضحايا بين قتيل وجريح ؟

حياكم الله ياأبطالنا في بابا عمرو، فوالله صبركم وشجاعتكم ستفتخر فيها الأجيال لمئات السنين

لقد عودنا ثوارنا الأبطال على التركيز على منطقة تلو منطقة فكانت في درعا البطلة وفي ريف دمشق الأصيل، وفي الرستن وجبل الزاوية،وحماة، وجرى فيها ما جرى لبابا عمرو، والسؤال:
هل انتهت الثورة وخمدت أم زادت اشتعالاً ؟

هنا السؤال وهنا الجواب، إن هذا الشعب الحر الثائر العظيم لن يجلس حانياً راسه بعد الآن بعد أن عرف طعم الحرية، وعدوكم ضعيف جداً وسترون بإصراركم وعزائمك الفولاذية، ستقطع دابر هؤلاء الظالمين المجرمين، ولا يمكن لأي ثورة ان تنته بمعركة واحدة، إلا مع الخائنين كما فعلها حافظ الأسد عندما سلم الجولان في الـ 67
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق