الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-07

الضبر ضبر الشهباء … والطعن طعن الفيحاء – بقلم: د.محمد وليد حياني


كثيرا ما أتخيل بانوراما معـركة القادسية ماثلة أمام ناظري بكل تفاصيلها, لكن اللقطة التي تستهويني منها اليوم, عندما كان القائد الملهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يدير المعـركة من فوق سطح بيته لمرض أقعـده عـن امتطاء فرسه, ويرى فرسه البلقاء تشق صفوف الفرس المجوس جيئة وذهابا وعليها فارس يضرب بسيفه ويطعن برمحه يمنة ويسرة, فيقول قولته المشهورة: الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن … لولا أنهما محبوسان في داري.


وأستلهم من ذلك لأقول لمن يشارك في صناعة الثورة المباركة ويؤازرهـا أويسوق لها ويدعمها سواء على مستوى القيادة أو الصف الذي يواجه آلة وبطش النظام الأسدي الغاشم، سيما بعد تأخـر حلب الشهباء بشكل خاص ودمشق الفيحاء بشكل عام عن النزول إلى ساحة المعركة بكامل عددهما ومددهما وقوتهما ومركزهما، رغم أنهما تشكلان نصف المجتمع السوري تقريبا.

أقول الضبر ضبر الشهباء عاصمة الشمال الثقافية والحضارية والاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية،فهي الفرس العربية الأصيلة التي قارعـت ظلم وبطش وطغيان نظام الأسد الأب لعامين كاملين وهي محاصرة من قبل قواته،والتي كان يطال ريفها وربف إدلب آنذاك سوء العـذاب والاعتقال والتصفيات الميدانية,  ولم تشتك الشهباء ولم تعتب على أخواتها، في حين كانت المعركة من حي إلى حي ومن بيت إلى بيت….

فمن ذلك الفارس الذي لايكره الطعان ولايمل النزال يعتلي صهوة المجد ليطعن نظام الأسد الابن ونظامه المتهالك في الفيحاء ؟؟؟ فالطعـن في الشام والضرب في الشام والانقلاب في الشام،والحسم في الشام وتسلم واستلام السلطة في الشام. وأعود لأقـول لأولئك الذين يريدون أن يغطوا شمس هذه الحقيقة بغربال أو يعتريهم التلبيس والتدليس في اختصار مشهد الثورة السورية المباركة على ساحة بعينها أو ساحات متفرقة من الوطن الحبيب الضبر ضبر الشهباء والطعـن طعـن الفيحاء, وهذا لايعني – لاسمح الله - أن نغـمط أحدا حقه وسبقه من شرف الثورة المباركة ونبلها وبهائها، وهذا لايمنع أيضا أن ننحني إجلالا وإكبارا بكل جوانحنا وجوارحنا لما قدمته درعا الأبية التي فجرت الثورة . ولحقتها أخواتها في البيضاء وبانياس واللاذذقية وحماة وإدلب ودير الزور والبوكمال وريف دمشق وحلب, ولتختطف بعدها حمص العدية الأضواء نحوها لتكون عروس الثورات السورية والانتفاضات المباركة دون منازع والتي يحاك لها اليوم ماحيك ويحاك لأختها حماة المجزرة المستمرة.

فمزيدا من الدعم والإسناد وتسليط الأضواء واستنهاض الهمم والقوى لكي تقوم الأختان الكبيرتان بدورهما المنشود على صعـيد الثورة السورية المباركة لتغسل بعدها المدن السورية بكل أطيافها وأريافها عار هذا النظام وتحالفاته الصفـوية المجوسية وليعتلي منابر بني أمية أبناء سورية الأبرار بعـون من الله ونصر منه وتوفيق, ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
د.محمد وليد حياني

هناك تعليق واحد:

  1. أرجو أن يتسارع عدو الشهباء، وأن تمتشق الفيحاء سيفها، بعد أن قدم ريفهما الغالي والرخيص في سبيل الله، وأن نرى مصارع الفاسدين قريبا بإذن الله تعالى.

    ردحذف