الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-19

البيت الذي باركنا حوله، و بلاد الشام زلزلت - بقلم: فاروق الأيوبي


العراق من الكوارث إلى طريق التقسيم، سوريا  تحت إرهاب دولة في ثورة مقلقة، مصر لدى انتصار ثورتها جزئيا تتأرجح بين مجلس  عسكري ينخر به الفساد أم العمالة و أحرار أمة، و الصهاينة كالجرذ يسرحن و يمرحن في فلسطين و الأردن، هذا اللبنان لم يزل على فوهة بركان والكل ملفوف بكفن سايكس بيكو.

لماذا ؟ وكيف ؟ آلت أحوالنا لهذه التبعية المزرية لهذا الانحطاط الحضاري و الثقافي المشين، رغم ديننا العظيم و ثرواتنا الضخمة التي غدت نقمة علينا عوضاً أن  تكون نعمة. و شبابنا الذي  يمت حسرتاً على أرضه أو أسفاً في بلاد الغربة إ ن لم يمت على طريق الهجرة  ...


لماذا ؟ وكيف وصلنا لهذا الانحدار المخذي لنا و لأحفادنا، فتسلطت علينا و تحكمت بنا أرزالنا فغدونا فريسة الأمم تحت وطأة أشرس الأعداء حيث صاروا هم ولاة  أمورنا و مديري ثرواتنا ؟؟

   ألأننا ظلمنا أنفسنا ؟ فلم نخلص لا لدين كما فعل الأولين و اللاحقين و لا لوطن مثل الألمان و اليابانيين. الدين و الوطن هم عقل و قلب يفرضا العمل  الجاد  بعزم حزم  ، بإخلاص و تضحية  و وفاء بالعهد ،أما نحن فأصبحنا  متواكلين كسالى مزبزبين بين شبه دين بلا يقين و عمل قليل بكلام كثير و شبه وطن بلا هدف مشترك يؤلف ما بين القلوب، كالقصر غدونا نطمع بالوطن ليحمينا دون أن نحميه و بالغريب ليطعمنا ، متوسلين، متلهفين ليد العون حتى من الشيطان الرجيم أو العدو اللعين... فضاع منا الدين الثمين و الوطن الكريم و الإحترام المتبادل بيننا،  هذه أمتنا غدت وهم خيال للأمم وحلم مضى.

قرون فاتت  و بلاد الشام من خراب إلى ضباب ومن من ضباب إلى خراب. مما أدى لانعكاس مفهوم  الوحدانية، سلبياً على  الفرد ، فأما ليسقط في الشرك والتطرف ،مفكراً و كأنه بمكانة الرب الواحد الأحد في جيبه مفتاح الجنة و  مفتاح النار، له و لعا ءلته  كل السلطات و الملك  فهو  السلطة المادية و الروحية و  العلمانية المطلقة  ذو الفكر المدني الوحيد بقدرته الحياة و الموت، الزعيم الواحد المتفرد بدويلة، بأسرة، أو بأمارة، لا يرى و لا يحترم  سوى ذاته و نفسيته المعقدة   بالتناقضات، فتفاقمت عليه الهموم و الأوهام حتى هيئ له ،أن عقله دستور و قلمه قرآن  و قلبه قصيدة رثاء ،فأستباح لنفسه ، لأهله و لوطنه الهون حتى الفناء...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق