الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-22

الثورة السورية والوجه الآخر للعالم – بقلم: د. حسان الحموي

كلنا يذكر تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما، عندما دعا الرئيس المصري أن يرحل بعد أيام قليلة من اندلاع المظاهرات المصرية، و كلكم تذكرون عندما سُئلت وزيرة خارجيته في اليوم التالي قالت أن عليه أن يرحل اليوم يعني أمس، عندها استبشر الثوار في سوريا خيرا وزعموا أن العالم تغير وسوف يقف مع ثورات الربيع العربي، وتوكلوا على الله خير التوكل وباشروا ثورتهم المجيدة، وبدأت التصريحات المتراخية من هنا وهناك، وانكشف الوجه الأخر للعالم .


لقد أدرك الثوار على الأرض أنه لا يوجد أحد في هذا العالم مستعد للتدخل ودعم الثورة السورية، ولا حتى بطلقة، أو برغيف خبز، أو بحبة دواء ...، عندها أطلقوا على جمعتهم ( يا الله ما النا غيرك يا الله ) وأصبحت شعاراتهم كلها بعيدة عن الاستجداء للغرب الحقير والأمريكي النذل، ناهيك عن أعداء الشعب السوري ابتداءاً من ايران الى الصين وانتهاء بروسيا.

نعم بعد أن عرف العالم بأسره أن العدو الحقيقي للكيان الغاصب هو الشعب السوري، و أن الخطر الحقيقي على الكيان الصهيوني يكمن في احرار سوريا، الذين يخوضون اليوم أعظم معركة في تاريخ البشرية، لأنهم يواجهون الطاغية بإجرامه، ويواجهون الانسانية بعهرها، ويواجهون البشرية بتخاذلها، ويواجهون المنظمات الانسانية الدولية بتقاعسها، ويواجهون العروبة بولاءاتها، فالعالم  لن يستطيع مساعدة هذا الشعب الجبار في معركته التحررية من هذا الطاغية الفاشي.

لقد تكالبت الأمم على سوريا الشعب واندفعوا يزودون عن الأسد وعصابته بكل ما اوتوا من خسة ونذالة، منهم من يساعده علنا ومنهم من يساعده سرا، وكلهم متفقون على اسقاط ارادة الشعب الثائر، حتى أن المنظمات الدولية ذات الصفة الانسانية والعمل الاغاثي في الحروب، لم تستطع حتى هذه اللحظة من ادخال رغيف خبز للجائعين من ابناء الشعب السوري.

فهل الانسانية اليوم تتبرأ من تسميتها، وتكشر عن أنيابها للشعب السوري؟، هل الحكومات الغربية والأمريكية والروسية والصينية بهذه الحقارة؟، هل تبعية هذه الحكومات للصهيونية العالمية تجعلهم لا يشعرون بالمأساة الحاصلة في سورية؟.  لقد فشل الصليب الأحمر حتى هذه اللحظة في إدخال أية معونة إلى حمص، أين وعودهم؟؟؟، اين هيئة الإنقاذ التي أقيم لها مؤتمر خاص في القاهرة؟، اين المجلس الوطني ؟؟؟، أين الدول التي تدعي أنها صديقة للشعب السوري؟؟؟ .

 إنّ أبلغ تعبير عن هذا الواقع هو ما صدر عن مراسل بريطاني عندما قال: لقد تخلى المجتمع الدولي عن هذا الشعب بحقارة لم نعهدها من قبل في أي حرب كانت.
لكن الذي يقول: هيهات منا الذلة، لن يستطيع العالم مهما تخاذل عن نصرته؛ أن يكسر ارادته في النصر، وسوف تثبت الأيام ذلك .

و الخاسر الأكبر في هذه المعركة هي الانسانية بأكملها، لأنها فشلت في اثبات القيم التي تتشدق بها .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق