الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-15

إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة – بقلم: محمد صالح عويد


إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح، إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها، وهؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد،

قدمت طويلا لأقول :
الجميع يقرأ ما يجري في سوريا ويرى أن ما يجري ناجم عن عدمية مفرطة في التفكير وغياب مذهل للعقل السياسي والعقلانية في أي وجه من وجوه الحياة السياسية والاجتماعة. الجميع يتململ ويرى أن النظام قد جن جنونه وفقد كل المعايير الأخلاقية والعقلية للسلوك البشري.

في سوريا يا سادتي: نظام الجهل هو الذي يحكم، وهو نظام يعادي كل أشكال المعرفة والعقل والعقلانية والضمير والقيم الأخلاقية.

من يقرأ أبسط الأحداث في سوريا يعرف أن النظام السياسي في سوريا وصل إلى درجة لا تصدق من غياب للعقلانية وتغييب للقيم الأخلاقية والإنسانية.

انظروا إليه ورغم أعلى مراحل الفشل والغباء اليه وهو يوغل بالتحريض الطائفي البغيض ويستعمل الدبابات وصواريخ غراد وأخرى مشعة غريبة بقدرتها التدميرية للحوار مع الشعب.

ولا زال مصرا على ان الحكم يقوم فقط على مشروعية السلاح الأعمى والغادر الموجه الى صدور أطفالنا، رغم يقينه ان الشعب لن يستكين ولن يتنازل عن حقوقه حتى لو استعمل شبيحة وقتلة، عابرة للقارات.

تأملوا معي مستوى الحكمة في إدارة أجمل الأوطان يعادون المفكرين فلاحقوا عصام العطار واغتالوا زوجته بالمانيا.

يعادون الشعراء الذين لا يأكلون من فتات موائدهم فلاحقوا نزار قباني في غياهب الغربة واغتالوا بلقيس.

حاولوا خنق الأدب والفن والمسرح حتى مات سعدالله ونوس بحسرة وطن حر

يقاومون كل نبيه واعٍ لأزمات الاقتصاد فاقفلوا باب الانفرادية على عارف دليلة سنين لأنه ندد بالفساد وقدم خططا للنهوض بالوطن

يا سادتي: من يحكم في سوريا يا سيدي: مجموعة من الضباط الأمنيين الذي حصلوا على شهادة الثانوية الأدبية في الستينات من القرن الماضي وأغلبهم لا يجيد القراءة والكتابة، بل أغلبهم من الرعاع والوصوليين والانتهازيين الذين لم يقرؤوا كتابا يوما في التاريخ أو السياسة أو الأدب والأخلاق

ولم يستمعوا لأمسية شاعر او روائي او تابعوا عرض مسرحي او استمعوا لعرض موسيقي اورالي يهذب نفوسهم القبيحة ...لم يذهبوا قط لافتتاح معرض فنان بل بحثوا عن هؤلاء وأودعوهم سجون الصمت المرعب كي يغتالوا حلم وطموح وطن ،وجيلين متتابعين .....

كلهم جهلة أميون لا يعرفون من الحياة غير القوة والعنف والإكراه والتسلط. فكيف يمكن لهؤلاء أن يستخدموا لغة العقل والمنطق والبيان.

هؤلاء يا سيدي لا يعرفون أبجديات التسامح كلهم قتلة ومجرمون وسفاكون وسفاحون. فهل تنتظر منهم القدرة على التفكير حتى تقول لنا كيف يفكرون؟ هؤلاء يا سيدي يستحقون الشفقة في نهاية الأمر لأنهم فقدوا نعمة العقل والمعرفة والتفكير الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للبشر. لو فكر الأسد مرة واحدة لأعلن تنحيه ألف مرة قبل أن يمعن في القتل ؟ لو فكر الأسد مرة واحدة لما أمعن في زج طائفته في الجحيم وورطها فيما لم ترغب فيه يوما؟

محمد صالح عويد ...

هناك تعليق واحد:

  1. سلمت يداك ...سيد محمد ..سورية تعاني من مرضٍ عضال..تحتاج لتشفى منه كل ما في هذه الدنيا من أخيار ..وكل ما بهذه الدنيا من صلواتٍ ..حتى ينجا الجسد والروح السوريين.

    ردحذف