الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-22

الدور الأمريكي الشيطاني في تشويه الثورة السورية – بقلم: أحمد النعيمي


بعد يوم واحد من إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق يوم الاثنين السادس من شباط الماضي، قام السفير بنشر صور على موقع "الفيس بوك" حملت عنوان "تصاعد العمليات الأمينة في حمص" مؤرخة بنفس التاريخ الذي أغلقت به السفارة، وأظهرت الصور علامات تشير إلى مدن محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية، وفي تعليق لفورد على هذه الصور، قال:" اسمع روايات عن مواليد جدد في حمص يموتون في المستشفيات حيث قطعت الكهرباء، وعندما نرى الصور المزعجة التي تقدم دليلاً على استخدام النظام السوري لقذائف الهاون والمدفعية ضد الأحياء السكنية، نصبح أكثر قلقاً بشان النتيجة المفجعة للمدنيين"، مضيفاً:" من الغريب بالنسبة لي أن يحاول أي شخص المساواة بين أعمال الجيش السوري وجماعات المعارضة المسلحة، لأن الحكومة السورية تبادر دائماً بالهجمات على المناطق المدنية، وتستخدم أثقل أسلحتها"، بينما كانت رواية النظام الأسدي المجرم بأن أعمال العنف من تدبير إرهابيين مدعومين من الخارج، وإنما ما يجري في سوريا مؤامرة تستهدف أنظمة الصمود والمقاومة.


ولم تكد رواية السفير الأمريكي والتي أكد من خلالها وبالصور أن الأسد المجرم هو الذي يقوم بأعمال العنف ضد المدنيين، ويرد بقصف المدن السورية بأثقل الأسلحة، في حال تمكن الجيش الحر من منعه من قتل المتظاهرين، حتى جاء تصريح أمريكي جديد يفند ما نقله السفير الأمريكي، ويحمل القاعدة التفجيرات التي حصلت في سوريا، في حديث لمدير الاستخبارات الأمريكية "جيمس كلابر" الذي أكد بأن الأسد لن يغادر منصبه مستبعداً حدوث انقلاب داخل الجيش، وذلك في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الخميس السادس عشر من شباط الماضي، موضحا ًبأن المعارضة السورية غير موحدة ولا يوجد لها قيادة مركزية تمكنها من القيادة والسيطرة، وملمحاً إلى أن جماعات المعارضة السورية مخترقة من قبل القاعدة، وأن هذه الجماعات قد لا تكون على علم بوجودهم بينهم، وذهب إلى ابعد من هذا مؤكداً أن تفجيرات حلب ودمشق تحمل بصمات القاعدة، وقد سبق هذا التصريح بيوم تصريح آخر للأمين العام لحلف شمال الأطلسي "اندرس فوغ راسموسين" يوم الأربعاء الخامس عشر من شباط في أذربيجان قوله بأن: " الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا بأي شكل من الأشكال".

ثم دخلت أمريكا في رواية تأكيد الأسد بأن هناك إرهابيين في سوريا مدعومين من الخارج، بإعلان عسكريين أمريكان إدخالهم طائرات تجسس بدون طيران في المجال الجوي السوري لمراقبة هجمات الجيش السوري ضد قوات المعارضة والمدنيين على حد سواء، بينما ثبت من الصور التي نشرها فورد بان الاقمار الصناعية كفيلة بالقيام بهذا التصوير، ولكنهم بدلاً من فضح ما يجري داخل سوريا من اجرام اسدي، جنحوا إلى تشويه الثورة السورية المباركة، والتأكيد على ان أمريكا تقف خلفها.

وهي نفس القصة القديمة المتجددة، والمؤامرة الأمريكية الساعية إلى منع سقوط حليفهم – ابن بائع الجولان– وتشويه الثورة السورية، والتأكيد على رواية المجرم الأسد، كما حدث في زيارة السفير الأمريكي من قبل لمدينة حماة، وإعلانه عدم وجود مسلحين في المدينة، ثم عادت بعدها الإدارة الأمريكية إلى دعوة المسلحين إلى عدم تسليم أنفسهم وأسلحتهم للأسد بعد إصداره عفوا عن هؤلاء المسلحين المزعومين، واليوم القصة نفسها تتكرر، السفير الأمريكي يؤكد أن من يقف خلف أعمال العنف في سوريا هو الجيش الأسدي المجرم، وبالصور الفضائية، ثم تعود أمريكا وعلى لسان رئيس استخباراتها لتبرئ ساحة الأسد، وتؤكد روايته في وجود إرهابيين يقفون خلف العنف الجاري في سوريا، بل والتأكيد بان الأسد لن يسقط، فأي فرق بين تأكيد روسيا وإيران على عدم سقوط الأسد، وبين تأكيد أمريكا!؟
ثم جاء التأكيد على هذه الرواية الأمريكية بتصريح رئيس الأركان المشتركة للجيوش الأمريكية الجنرال "مارتن دمبسي" في تصريح لشبكة "CNN" قوله: " هناك مؤشرات على أن القاعدة مشاركة وأنها مهتمة بدعم المعارضة، وحتى تكون لدينا رؤية أوضح بكثير عن هؤلاء المعارضين وطبيعتهم، اعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تسليحهم" مضيفاً:" إن التدخل في سوريا سيكون أمرا صعباً، لأن عدة عناصر دولية تلعب دوراً كبيراً فيها مثل تركيا وروسيا وإيران".

وهذه شهادة فخر من المجرمون الأمريكان دون أن يدركوا هذا، بأن هذه الثورة وممثليها لم يضعوا أنفسهم تحت رغبة الغرب، رغم محاولتهم تشويه هذه الثورة المباركة، وشهادة ذل وعار على خيانة المجرم الأسد حارس الحدود، الذي يدافع بكل جهده لحماية الدولة اليهودية المسخ، وهو ما دفع الحكومة الأسدية إلى أن تعلن بكل وقاحة، كما جاء في صحيفة الوطن السورية تعليقاً على حديث دمبسي بأنه:" ألقى ماء بارداً على المطالبين بالتدخل العسكري ضد سوريا".

احمد النعيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق