الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-14

لا شيء يعلو فوق صوت الرصاص....!!! – بقلم: د. عبد القادر فتاحي


مضى على ثورة شعبنا السلمية المباركة أحد عشر شهراَ، وشعبنا يخرج يومياً في مظاهراته السلمية واعتصاماته وإضراباته المدنية...... يواجه الرصاص الحي وقذائف المدافع والدبابات والطيران الحربي بل وحتى الزوارق الحربية بأغصان الزيتون والصدور العارية، وهو يأمل أن ينال حريته وعزته وكرامته بأقل الخسائر، ويجنب البلاد مخاطر الحروب والتمزق وتفكك الدولة والمجتمع وانهيار الاقتصاد..... ولكن دون جدوى...!!


أمام شعبنا العظيم يقف نظام طائفي مجرم حقير.... جمَّع حوله أسوأ ما في سورية من حثالات من كافة الطوائف من سنة ودروز ونصارى وعلى رأسهم الطائفة العلوية التي احتلت كل ساحات الحياة في البلد من جيش وأمن وسائر المفاصل الحساسة في الداخلية والخارجية وبقية الوزارات، وهي لا تشكل أكثر من 10% من سكان سورية.....

جعل هؤلاء المجرمين أنفسهم سادةً وباقي الشعب عبيداً ليس لهم إلا أن يحمدوا آلهتهم التي منت عليهم بالعيش والتنفس والطعام والشراب..... أغلق العالم عيونه وسدَّ آذانه كي لا يرى ولا يسمع....!! بل وسد أنفه كي لايشم رائحة الموت التي تفوح من كل أرجاء سورية.....!!

ولكن تضحيات الشعب السوري التي فاقت الخيال، وأيقظت الأموات من قبورها، أجبرت العالم المتحضر...!! على النهوض والبحث عن حل لما سموه الأزمة السورية....... ولكن كل تحركات المجتمع العربي والدولي لم ترق ولو إلى جزء يسير من طموحات الشعب الثائر....

لقد أدرك الشعب السوري المعادلات الصعبة التي تحكم بلده... وأن إسرائيل والقوى الدولية شرقاً وغرباً لا تريد رحيل هذا النظام الفاجر.... وأن شيعة إيران الصفويين يدعمونه بالمال والسلاح والمعدات الفنية..... والدول العربية تقف عاجزة أمام فجور هذا النظام....

والشعب السوري أعلنها منذ البداية خالصة لله " هي لله "--- " مالنا غيرك ياالله " وغيرها من الشعارات التي تدل على أصالة هذا الشعب وتدينه العميق..... وهي شعارات نبتت من أجواء المعاناة المصحوبة بالقتل والتدمير والحصار والتنكيل والفظائع التي يرتكبها النظام المجرم صباح مساء......

لقد اتضح لشعبنا العظيم ومنذ وقت مبكر أن هذا النظام المجرم لا يمكن اقتلاعه إلا بالقوة، وأنه لايفل الحديد إلا الحديد، وأنه ماحك جلدك مثل ظفرك، وأنه لايقلع أشواكك إلا أنت!!... أنت أيها الشعب المجاهد الثائر....... وبدأت الانشقاقات عن جيش النظام تتسارع من الجنود الشرفاء من أبناء شعبنا الأبي الذين وجدوا أن أخلاقهم ودينهم وضمائرهم تأبى عليهم إلاّ أن يقفوا مع الشعب الثائر.... وتكون الجيش الحر وانضم إليه المجاهدين الأحرار من أبناء الشعب السوري الأبي...... ووصلت الأمور إلى منعطف حاسم أبيض وأسود ولا منطقة رمادية بينهما.

يحذّر الكثيرون من الجهاد والكفاح المسلح لإسقاط هذا النظام المجرم.... يخافون من كثرة الشهداء والضحايا.... من دمار البلد والجيش ومؤسسات الدولة.... وانتشار الفوضى والخراب.........  لكن بالله عليكم كيف نتخلص من نظام مجرم لا يهمه لو دمر سورية كلها  ليبقى في الحكم؟؟؟ ألم يفعل ذلك في حماة قبل ثلاثين عاما؟؟ ألم يدمر مدينة حماة ويقتل 50000 ألفاً من أهلها ويغيّب 50000 آخرين مابين معتقل ومجهول المصير؟؟ ألم يشرد مئات الآلاف من السوريين الشرفاء في أرجاء الأرض؟؟...... ما الحل وأين المخرج؟؟؟؟؟؟؟

كل مايريده النظام أن نرجع عبيداً له نسبح بحمده ونشكره ونسجد له.... وتنتهي الأمور ويتوقف الموت والدمار......!!

ولكن أترضى ياشعبنا المجاهد المصابر أن تعود إلى الذل والهوان؟ وأنت الذي أعلنتها مدويّة صدّاحة ملأت الآفاق "" الموت ولا المذلة ""--- "" عالجنة رايحين شهداء بالملايين "" أترضى أن يصادر هذا النظام المجرم من جديد حريتنا وكرامتنا ويدمر مابقي من أخلاقنا وديننا ويجعل البلد وأهله رهينة للشيعة الروافض واليهود وقوى الشرق والغرب؟؟؟

إني أجس نبض الشارع وأسمع زئير الأسود، وأبصر رايات التحدي والصمود والإباء.... أشم رائحة الجنة تفوح من وراء قعقعة السلاح.... نحن قلب ينبض معاَ وسواعد تتحرك سويةً نحو هدف واحد...... بناء سورية الجديدة...... فوق أنقاض هذا النظام المجرم الأفاك....!!

لماذا ماهو حلال لهم حرام على غيرهم؟؟ هاهو العراق الجريح تآمر عليه ثالوث الشر من النصارى الإنجيليين واليهود والفرس الصفويين.... وجاءوا بنظرية الفوضى الخلاّقة!!... دمروا العراق وفككوا كل مفاصل الدولة العراقية من جيش وأمن... ووزارات ومؤسسات... وسلموا البلاد لقمة سائغة للفرس الصفويين... ليبنوا عراقا ديمقراطيا جديدا كما يقولون ولكنه لايمتّ بصلة إلى أمة العرب والمسلمين.... وهذا ما فعلوه أيضا في أفغانستان.... أوليس هذا الذي حدث في ليبيا؟ لقد دمر الثوار كل مؤسسات ومنظمات القذافي وبدأوا بناء الدولة الليبية الحرة الجديدة....... ونرجو لهم التوفيق والسداد والتأييد من رب العباد.....
فليكن...!! نحن لسنا نشازأً عن غيرنا من البشر، نحن نريد أن نتبنى نظرية الفوضى الخلاّقة!!

لانريد هذا الجيش المجرم الآثم، سندمره وليذهب إلى الجحيم.....
لا نريد هذه الأجهزة الأمنية السبعة عشر التي ما وجدت إلا لإذلال وسحق الشعب السوري، سنحطمها ونلاحق كل مجرم فيها....

لا نريد أجهزة الدولة السورية المجرمة، فكلها أوكار للشر والفساد والانحطاط من الخارجية وسفاراتها العفنة والداخلية ومؤسساتها النجسة، ووزارة التربية والتعليم التي ماأنشئت إلا لتدمير الأخلاق وتجهيل البشر، وغيرها وغيرها............... سنهدمها ونبنيها من جديد.....

نريد أن نبني بلداً جديدا لا يركع إلا لله، ينتشر فيه السلام والوئام والعدالة والمساواة بين كل أبنائه.... النظام يريد أن يبقى على أشلائنا ودمائنا وجماجمنا.... لايرعى فينا إلا ولا ذمة... ولو احترقت سورية بأكملها...!!

نحن نريد حريتنا وعزتنا وكرامتنا، وإن كان هذا الأمر لايتم إلا بتدمير أركان هذا الدولة......فليكن!! كل مؤسسات هذه الدولة هي النظام نفسه.... ولا يمكن هدم هذا النظام إلا بهدم أركان الدولة كلها وبنائها من جديد.

إنا منصورون بإذن الله تعالى، وسيسخر الله لهذا الشعب من يشاء  لينصره من أهل الأرض أو أهل السماء............وهاقد جاء تأييد العرب لدعم ثورة الشعب السوري بكل الوسائل المتاحة، وهاهي الحمعية العمومية للأمم المتحدة تتهيأ لإدانة النظام، وجماعة أصدقاء سورية من دول العالم تتجهز لنصرة الشعب السوري........

وحتى لو توقفت هذه المنظمات والدول، بل وتوقفت الدنيا كلها عن دعمنا فإننا سنحمل السلاح، وندافع عن أنفسنا بكل مانستطيع.... هذا حقنا أعطاه لنا رب العباد، وكفلته شرائع الأرض والسماء، وما النصر والتوفيق إلا من عند الله........ فحي على الجهاد....... حي على السلاح.......... وما ترك قوم قطّ الجهاد إلا ذلوا....... وليقل عنا العالم عنا ما يقول....!

نحن شعب عزيز كريم يطلب حريته وكرامته، ولايرجو النصر والعزة والتمكين إلا من العزيز الجبار..... قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحج 39-40 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق