الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-08

بعد فتوى "الجوزو" لبنان هي البداية - بقلم: أحمد النعيمي


منذ أيام تنبأ الشيخ "صبحي الطفيلي" الأمين السابق لحزب الله في مقابلة مع قناة "mtv" اللبنانية بأن الطوفان آت من سوريا إلى لبنان وأن "حزب الله" سيدفع ثمن استعمال السلاح في بيروت، والذي تسبب بفتنة في بيروت، مضيفاً أن لبنان:"جسم مهيأ جداً ونحن نشحن من الداخل منذ سنوات بشحن طائفي ومذهبي، ولا زلنا مهووسون وسكارى ولا نرى أمامنا ولو لعدة دقائق.. هذه الحدود مفتوحة وأتمنى أن لا يتشنج أي إنسان فهذا الأمر خطير جداً وعلينا أن نفكر ملياً جداً.. إذا استطعنا في هذه الأيام أن نعيد النظر في كثير من الأمور قد ننقذ بلدنا وإلا فبلدنا سيحترق أكثر مما تحترق سوريا.. الحدود حول لبنان مفتوحة وسيتدفق منها ملايين الرجال والسلاح والشارع السني للأسف محتقن ولا سلاح حزب الله أو غيره سيقف في وجه هذا الأمر" وكشف الطفيلي عن حقيقة تخوف حزب الله وطرق بحثهم عن الحل في حال انتقلت النار إلى لبنان، بقوله:"هناك حديث في الشارع الشيعي ولدى كثيرين من المقربين من قيادة حزب الله بأنهم سيضطرون إلى التحالف مع الإسرائيليين.. وهذه ألعن النتائج، إذا كانت السياسة ستوصلك إلى أن تفكر بالتحالف مع الإسرائيلي فيجب إعادة النظر بهذه السياسة وجريمة إذا أكملت بها وانتهت بك إلى التحالف مع العدو الإسرائيلي"


وبعد هذا اللقاء والنتائج التي تمخض عنها اجتماع المنظومة الدولية وعدم دعوتها الأسد للتنحي والسماح لروسيا بمواصلة إرسال الأسلحة إلى المجرم الأسد، مكتفية بالعودة بالملف السوري إلى المربع الأول، ودعوة الأسد إلى تنفيذ بنود قرار الجامعة العربية؛ تمادى المجرم الأسد – الذي أعطى الضوء الأخضر لقمع الثورة السورية–  في غيه، فقتل يوم الجمعة الماضي، وفي مدينة حمص لوحدها أكثر من أربعمائة شهيد، ثم واصل ارتكاب جرائمه بعد أن استخدمت روسيا والصين الفيتو  ليقتل في الأيام الأربعة الماضية أكثر من ثلاثمائة شهيد وسط حصار شديد لمدينة حمص وريف دمشق وادلب وحماة وبقية المدن السورية، ودك مدينة حمص بالصواريخ، وقصفها المتواصل ليل نهار، الأمر الذي دفع أهلها إلى الاحتماء بالأقبية هرباً من القذائف المصبوبة عليهم منذ أربعة أيام متواصلة.

وكان متوقعاً كذلك أن يكون إعطاء الضوء الأخضر للأسد من قبل المنظومة الدولية قد نزل على حزب الله برداً وسلاماً، بعد أن كان قد اسقط في أيديهم، وباتوا يترقبون سقوط حليفهم الأسد، ويخططون للتحالف مع اليهود في حال سقط، فخرجوا يصرحون من جديد بأنهم مستمرون بدعمهم للأسد،وأنهم لن يدعوه يسقط أبداً مهما كانت التضحيات، والبارحة يتحدث "نصر الله" وبكل صفاقة وبدون خجل بأن إيران تقوم بدعمه بكل شيء، كما هي تدعم النظام الأسدي بالمال والسلاح والرجال، ووصل عدد الحرس الثوري الذين دخلوا سوريا منذ انطلاق الثورة السورية إلى ما يقارب الخمسة عشر ألف جندي إيراني، وذلك وفق ما نشره موقع "الصحافيين الخضر" في تقرير جاء فيه:" إن ما يتم الحديث عنه اليوم بخصوص تدخل فيلق القدس كان قد بدأ قبل تسعة أشهر حيث أشرنا إليه في تقرير لخبرائنا بتاريخ 17 مايو 2011م وكشفنا عن انتقال مقر تابع للحرس الثوري إلى سوريا" مضيفاً بأن الحرس الثوري الإيراني أرسل إلى سوريا في الأيام الماضية : " مجموعة مكونة من 65 شخصا ً بأربعة طائرات محملة بالعتاد والأسلحة إلى دمشق وتعد تلك المرة الثانية في خلال شهر التي يتم فيها إرسال قوى أمنية وعسكرية وعتاد من طهران إلى دمشق عبر الطيران المدني" وأشار التقرير كذلك إلى أن قائد فيلق ولي الأمر التابع للحرس الثوري العقيد "جباري" هو من يقود القوات المرابطة في دمشق.

وجاءت ردود الشارع العربي سريعاً، في رد على جرائم المنظومة الدولية وتواطؤها مع الأسد، حيث هوجمت السفارات السورية في العديد من الدول، وأنزل العلم الجديد ورفع محله علم الاستقلال، وفي تونس تم طرد السفير الأسدي ودعوة الأسد إلى وقف القتل والتنحي فوراً، وفي لبنان دعا مفتي الجبل اللبناني الشيخ "محمد علي الجوزو" المسلمين جميعاً إلى الوقوف بجانب الشعب السوري وإعلان الجهاد نصرة للشعب السوري، بينما طردت دول الخليج سفراء الأسد واستعدت سفرائها من سوريا، وهذا ما يجب أن تقوم به بقية الدول العربية.

وحتى تكون دعوة الشيخ "الجوزو" مطبقة لا كلاماً إنشائيا فحسب، المطلوب اليوم من الأخوة في لبنان، ولكي تتحقق نبوءة الطفيلي بأن تكون لبنان نقطة تمركز للشعوب الإسلامية وانطلاقهم لنصرة لإخوتهم في سوريا كذلك؛ يجب أن يبدأ أهل لبنان – من فورهم– بقطع يد "حزب الله" الممدودة بسوء لإخوتهم في سوريا، الأمر الذي من شانه أن يخفف النار المصبوبة على المدن السورية ويوقف الدم السوري النازف، ومن ثم لتتحول لبنان إلى دار رباط وجهاد، تشد إليها الرحال من كل أصقاع العالم الإسلامي، وتكون الشعوب المسلمة صفاً واحداً إلى جانب إخوتهم الذين يقتلون في سوريا في مواجهة إيران وحلفها الشيطاني الأسد واللبناني والعراقي، ولن يكون حراماً على الشعوب الإسلامية أن تمد يد العون لإخوتهم بكل ما تملك، بينما يكون هذا الأمر حلالاً للبقية من المجرمين وشذاذ الآفاق!!

احمد النعيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق