الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-09

لاأجد أية غرابة عما يجري من جرائم في سورية ؟؟!!! - بقلم: د.عبدالغني حمدو


حتى تكون الصورة واضحة من عدم الاستغراب، يمكننا تمثيل حياة المجتمع السوري والسلطة الحاكمة، بمعسكر اعتقال كبير يعيش فيه المجتمع السوري منذ تاريخ استلام البعث الحكم في سوريا، وكان في البداية هذا المعسكر نوعاً ما فيه بعض الرفاهية، والبعث هو الذي يدير معسكر الاعتقال هذا، وعندما تحول البعث بعد استلام حافظ الأسد مديراً لهذا السجن، أول عمل قام فيه البطش بمساعديه، ومن ثم شدد قبضته على المعسكر، وفتح المجال لعائلته للسيطرة على كل مقومات الحياة التابعة لهذا المعسكر، ومن داخل المعسكر اختار أسوأ الساكنين فيه للتجسس على من فيه، وخصص كل قيادات المعسكر لطائفته ، ومن داخل المعسكر تقدم الخدمات لحافظ وعائلته.


وعندما حصل تمرد من داخل المعسكر في بداية الثمانينات، استعمل أعوانه داخل المعسكر وطائفته في القضاء التام على مركز الحركة الاحتجاجية، وبعد ذلك أصبح همه الوحيد هو السيطرة على من هم في المعتقل، وشجع كلابه على كل فعل يهين ويذل ويسلب كل قوت يرونه أمامهم، وكل ساعة وكل يوم ينظر كلابه لفريسة تعجبهم فيلتهمونها، حتى وصل الأمر بمن داخل هذا المعتقل الكبير الاستسلام لحياة العبيد، وفقدوا أي احساس بالكرامة، فكلاب السلطة تأخذ ماتشاء وتقتل من تشاء وتعذب تشاء وتذل من تشاء، في مقابل لقيمات تسد رمق الحياة وتمنعها من الموت، ومواصلة التناسل، وازداد الوصوليون في هذا الحيز المغلق وانعدمت الثقة بين الناس، وكل شخص جاسوسٍ على الآخر، حتى يحصل على عضمة ممن تركها كلاب السلطة، وإن أراد الشخص أي مكسب فليدفع من قوته لكلب من كلاب الطائفة أو العائلة، تؤخذ المساكن من أهلها بدون ثمن، ويقتل كل شخص في المعتقل بدون سبب، وإن وجد سبب أو لايوجد فلاقانون يحكم عائلة وطائفة بيت الأسد.

عندما حصل التمرد الأخير في هذا المعسكر والمعتقل الكبير، في هذه الثورة المباركة، وجد حاكموا المعتقل، أن هذا الأمر غريب، وكيف الحياة قد دبت في نسل قد سحقنا كل كرامة عندهم فهم كالأموات ! وهل يعقل أن تعود الحياة لمن مات وشبع موتاً ؟

فاستخدموا كل قوتهم، ولكنها انهارت بسرعة أمام النشئ الجديد، استعانوا بمنافقيهم في معسكر الاعتقال، ولم يجدوا عندهم إلا الخذلان، استنجدوا بمن يعتبرونهم ميالين ومقاربين لعقائدهم الدينية، إيران وحزب الشيطان في لبنان، والمثليين من العراق، ولكن لم ينفع قمع التمرد، وهاهم يحاولون تدمير المعسكر على من فيه.

قال أحد المعارضين منهم، ومع أنه سجن عدة سنوات في تعليق على الثورة، لصديق له معارض واصفاً دفاع بثار المميت عن السلطة والجرائم التي يقترفها بحق الشعب السوري، وكيف لايفعل ذلك والقول للمعارض والذي ينتمي لطائفة بثار (لو فرضنا عندك شركة وأنت مديرها، فهل تسمح لأحد أن يخلص منك هذه الشركة ؟ )، فهم يعتبرون سورية شركة لهم والشعب السوري موظفين فيها، وكل موظف يعترض عليهم فهو ينوي السيطرة على هذه الشركة وعقابه القتل مباشرة.

إن مايجري في حمص والزبداني وإدلب وريف دمشق ودرعا ودير الزور وحلب ريف حلب وما جرى في القامشلي سابقا, والذي جرى في تدمير حماة من قبل وما يجري فيها الآن، وعدد الذين قضوا نحبهم ونحسبهم شهداء بإذن الله على يد هذه العصابات المجرمة، يتجاوز المائتين ألف سوري قضوا نحبهم قبل الثورة، وبعد قيام الثورة وخلالها هنالك عشرات الآلاف من الشهداء، وعدد المشردين مئات الآلاف، وعدد المعتقلين غير معلوم، والمقابر المنتشرة على كامل التراب السوري جماعية وفردية وبحرية، وفي المعامل الكيماوية والأفران الحرارية، والمعوقين والجرحى.

فجرائم هذه السلطة الحاكمة لايرتقي لحقارتها وعفنها وعهرها جرائم قد ارتكبت في تاريخ الانسانية كلها، لذلك لابد من الصبر على الجروح وعلى الشهداء وفي السجون وعلى القصف وعلى كل شيء حتى يصل الحال لنجاح التمرد والخروج إلى الحرية، لأن الشعب السوري يحكم من صنف لايمكن أن ينتم للبشر أبداً، وهاهم أبطالنا يسطرون ملاحم قل نظيرها، والنصر قادم مع النصر، والتوكل على الله واعتمادهم على أنفسهم في الخروج من هذا الجحيم.
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق