الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-28

الثورة السـورية في حلقات – بقلم: عز الدين سالم


   بعد ما تحدثنا سابقا وخضنا في تفاصيل وتداعيات الثورة السـورية قبل مؤتمر أصدقاء سـورية أو كما أحب تسـميته المؤتمرين في تونس وشـرحنا بعض الأسـباب التي أدت إلى تنصل العالم عن واجباته اتجاه الشـعب السـوري مع اسـتعرضنا ما جرى في تونس لاسـتخلصنا ما يلي :


1-   تونس إن الموقف التونسـي كان مخيبا للآمال ومحبطا جدا إلى حد الوقاحة في فرض الوصاية على الشـعب السـوري أو فرض أجندته على المؤتمر وقد كان مسـتغربا جدا من دولة خرجت من ثورة أو كما يعتقدون وأنا لا أجد في هذا أي وجه للغرابة إذا اسـتحضرنا ماضي المنصف المرزوقي ووزير خارجيته الذي كان مدير أكبر شـركة بترولية في قطر وجاء على أساس حكومة تكنو قراط أو يا يسمى بحكومة ( كفاءات ) والمرزوقي وتاريخه السـياسي الذي تلون وتعدد بعدة اتجاهات منذ كان ناصريا قبل مغادرته الى العراق لاجئا ثم انتقل إلى صفوف حزب البعث التونسي في العراق وذهب إلى سورية على أنه بعثي تونسـي وهذا في الفترة ما بين 1982 - 1986
حيث غادر بعدها إلى فرنسـا وغير جلده مرة أخرى إلى معارض إسلامي ولا ننكر عليه فترة سـجنه ونضاله وهذا شـأنه والشـعب التونسـي الشـقيق ولكن هذا التلون ينم عن رؤيا لا تعطيه المصداقية ولا الحق في فرض أملاءات والأخذ برأي صديقه رئيس هيئة التنسـيق هيثم مناع المعارضة التي أفرزها النظام السـوري وأحد أصحاب الثناء على الفيتو الروسـي والمطالب بالتوسل إلى روسـيا شـريكة النظام في القتل للتدخل لوقف  النزيف السـوري. وأما تصريح المرزوقي أثناء افتتاح مكتب المجلس الوطني في كلمة له وجوب إعطاء بشار الأسـد فرصة للإصلاح وهو يرى ويسـمع عن كيفية التعامل مع شـعبه والدم السـوري ينزف مما ويجعلني أميل للاعتقاد أن الثورة في تونس لم تنجح بعد وما زال نظام زين العابدين هو من يحكم كما هو الحال في مصر واليمن ويجعلني أُحذّر وأقف وقفة طويلة حول ما يحاك من الغرب وبعض الأنظمة العربية لاستغلال الربيع العربي على أسـوء نحو من أصدقاء إسرائيل وإيران العنصران الفاعلان والخطان المتوازيان في دعم النظام في سـورية أحدهما علانية والأخرى سـرا وقد يقول البعض هذا شـأنهم ولكن ترتب على ما تمخض من هذا المؤتمر من تصريحات غبية في صفوف المجلس الوطني ليعطوا روسـيا والصين والغرب الذريعة في ادعاءاتهم في عدم وحدة المعارضة ورخصة للنظام السـوري في القتل ببشـرى أنه لن يحاسـبك أحد على القتل .

2-   المواقف الغربية  وجدت فرصة قوية للتنصل وقالت بما معناه لن أكون ملكية أكثر من الملك فالعرب لا يهمهم عدد الضحايا من الشـعب السـوري في الوقت الذي قتل من الشـعب الأمريكي الجزء اليسـير في أحداث أيلول سبتمبر قامت الدنيا ولم تقعد

3-   السعودية الموقف الذي كان أكثر جرأة وتقدم على جميع المواقف مع أنه لا يرتقي إلى طموحات الشـعب السـوري ولا أقول المعارضة لأنه لا وجود لمعارضة في سـورية بل هي ثورة شـعب على الظلم والطغيان .

4-   قطر ومواقفها معروفة وداعمة للثورة السـورية

ومن كافة هذه الملابسات والمتاجرة في الدماء السـورية أناشـد جميع الشـعب السـوري إلى اختيار شـخصية ذي مصداقية مقبولة من معظم أطياف الشـعب السـوري ونبذ المتسـلقين من كافة الفرق والفئات والنهوض بالثورة السـورية نحو خطوة متقدمة تجبر الدول العربية والمجتمع الدولي على مسـاعدة الشـعب السـوري ودعم ثورته النظيفة والثورة الوحيدة التي تعتمد على الذات ودفعت فاتورة كبيرة وما زالت تدفع للتخلص من زمرة من القتلة ومصاصي الدماء الذين اسـتباحوا الوطن وتاجروا في وحدته واسـتقلاله وأعطوا القواعد العسـكرية لأعداء الأمة ومسـتعدين لتقديم المزيد لتحقيق مآرب إيران الدنيئة ولبقائهم في السـلطة ومنه على الشـعب السوري أن يصر على جعل المجلس الوطني ككيان هو الممثل الشـرعي للشـعب السـوري وإصلاحه حسـب الكفاءات فالمجلس الوطني قطع شـوطا لا بأس به في تمثيل الثورة مع تحفظي على بعض كوادره ولكن المجلس الوطني كمجلس وليس أفراد يفترض إن يكون ممثلا للشـعب السـوري وعدم إظهار الخلافات على الإعلام ولنتوحد على أمر نتفق عليه جميعا في إسقاط هذا النظام بكل رموزه وهذا ما يجب الإصرار عليه وخاصة بعد وقاحة النظام بإصدار الدسـتور الذي يكرس حكم الفرد بدلا عن حكم الحزب الواحد وسنتكلم عن هذا لاحقا والى اللقاء في حلقة مقبلة
    مع تحيات –عزالدين سالم          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق