الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-25

رسالة مستعجلة من الشاعر أبي تمام لمؤتمر أصدقاء سورية المنعقد في تونس – بقلم: طريف يوسف آغا


مع تقديرنا الشديد لكل ماتقومون به ، عرباً وأجانباً، لمساعدة الشعب السوري البطل في محنته، فأريد أن أذكركم ببيت الشاعر أبي تمام الشهير:

السَيفُ أصدقُ أنباءً منَ الكُتبِ    في حدِّهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللعبِ
 وأذكركم أيضاً أن الشاعر المذكور ماكان يتكلم عن الهوى حين كتب هذا البيت، بل حضر الكثير من المعارك والحروب، ويعرف على وجه اليقين ماهو الحل الأمثل مع الأنظمة الهمجية المجرمة.


     ودعوني أذكركم أيضاً كيف أن النظام السوري، وبعد ثلاثين سنة من إحتلاله للبنان، لم يسحب جيشه من هذا البلد إلا عندما تم وضع (حد السيف) على رقبته. وبناءً على ذلك، فان عشرة صواريخ ترسل إلى أفرع الأمن الرئيسية والتي ذاق فيها الشعب السوري الأهوال لأربعين عاماً، هي وحدها التي ستضع (حداً) لمجازر هذا النظام وستجعله (يصدق) بأن مطالب تخليه عن الحكم هي (الجد)، أما غير ذلك من المطالبات والمناشدات والتنديدات والاستهجانات فهي ليست سوى (اللعب).

     وأريد أن أقول لمن يفضل السيناريو اليمني في سورية، مع احترامي الشديد له، وبما أن لغة الأرقام هي (أصدق) اللغات، فان حصيلة الثورة اليمنية من ألفها إلى يائها لم تتجاوز العدة مئات من الشهداء (مع حزننا وأسفنا على كل شهيد)، ومع ذلك فلا تزال هناك شريحة واسعة من اليمنيين يعارضون قرار العفو الذي صدر على حاكمهم، فما بالكم بعشرات الآلاف من الضحايا الذين سقطوا ومايزالون في سورية.

     هذا من جهة، ومن جهة ثانية، لايخفى عن أحد أيضاً التشابه شبه المطلق في الأحداث والأرقام بين الحالتين الليبية والسورية، مع فارق البترول، وبالتالي فهل مازال يخفى عن أحد أي سيناريو هو الأفضل للحالة السورية؟
وكل مؤتمر وأنتم بخير.
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
جمعة (سننتفض لأجلك بابا عمرو) 2 ربيع الثاني 1433، 24 شباط، فيبروري 2012
هيوستن / تكساس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق