الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-09

روسيا والأسد والخيارات البديلة – بقلم: د. حسان الحموي


لكل المشاهدين والمتابعين للمشهد السوري يعلمون أن النظام يسير في طريق اللاعودة وهذا الطريق إما أن يكون طريق انتحار، أو طوق النجاة، وحسب التسريبات التي صدرت عن اللقاء بين الأسد وأسياده في الكرملين، فإنه تم تزويد الأسد بخرائط لتجمعات الجيش السوري الحر، وأنه استلم منهم  كميات من الأسلحة بالإضافة إلى كلمة السر في متابعة نهجه في القضاء على الجماعات المعارضة، وهذا ما يبرر التصعيد الغير مسبوق أمس واليوم، والتحضيرات لليومين القادمين سواء كان في حمص أو في المناطق الأخرى.


طبعا الجميع يتساءل عن سر الخيار الروسي في الوقوف بجانب الأسد بهذه القوة هل هو العامل الانتخابي لبوتين والذي يريد من خلاله إظهار نفسه بأنه قادر على استعادة أمجاد الامبراطورية السوفيتية، و الوقوف أمام المد الغربي في المنطقة.

أم هو العامل الجيوسياسي لروسيا اليوم والذي يحتم عليه الحفاظ على نقطة النفوذ الوحيد المتبقية على البحر الدافئ، إضافة الى الحفاظ على الحليف الوحيد المتبقي في هذه المنطقة، والممر الوحيد للسياسة الروسية باتجاه الدول العربية والاسلامية.

أم هل هو الخوف من امتداد الربيع العربي لدول القوقاز وما سوف تجره من ويلات على النظام الروسي الاستبدادي، خاصة أن دول القوقاز تدين الاسلام، و تنتمي للمذاهب السنية الرائدة لثورات الربيع العربي.

أم هل هو العامل الدولي الذي أحرج روسيا وحاول عزلتها واقتلاع آخر حصونها في الشرق.

أم أن سبب ذلك هو عودة الحرب الباردة بين الروس و الدول الغربية ولكن بصورة غير مباشرة، من خلال ساحة الحرب السورية.

أم أن السبب يعود إلى الأثمان المؤجلة للحرب العالمية الثانية بين المعسكرين الشرقي والغربي، فالمعلوم أن جميع الدول التي ربحتها موسكو ابان انتصارها في الحرب العالمية الثانية خسرتها تباعا، سواء في المانيا الشرقية، أو تشيكوسلوفاكيا، أو بولندة، أو رومانيا، أم بولونية، أم صربيا، أم في دول الاتحاد السوفييتي السابق .

و ها هي اليوم تخسر ليبيا بعد أن خسرت العراق واليمن و سوف تخسر سوريا ان لم تنقذ النظام السوري من مصيره المحتوم .

إن وقوع روسيا في خيارها الأحادي والمتمثل بمساندة النظام السوري، جعل الغرب يستغلون الظرف الراهن للقضاء على آخر أمل للامبراطور الروسي في استعادة أي نفوذ له في العالم الاسلامي، نظرا للاستعداء الشديد الناتج عن موقفها المعاند تجاه الثورة السورية.

وهي في خيارها هذا تبدو كأنها تراهن على حصان خاسر في سباقه النهائي بعد أن بلغ من الجهد مبلغاً لا يمكّنه من مواصلة السباق .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق