الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-28

الوصف والتقييس… لحصان إبليس – بقلم: د. محمد وليد حياني


كثيرا ما يصف المتصفحون للفيس بوك وكتاب الثورة السورية أثناء تعليقاتهم على رأس النظام بالنعجة والزرافة، وكلما لمحت هذين الوصفين لاأجدهما في محلهما، ولا ينطبقان على رئيس دولة أمعن في إيذاء شعبه وولغ في دمه، وأهلك الحرث والنسل، والذي انتقل اليوم إلى تكتيك جديد باستخدام الطيران الحربي وطائرات الهليوكبتر ليقصف شمالنا الحبيب في محافظتي حلب وإدلب فضلا عن بابا عمرو في حمص العدية ومعرة النعمان وسراقب.


وكثيرا ما أتذكر رواية عن أحد الصالحين عندما شبه حاكما طاغيا ظلوما غشوما بالكلب، فوجد نفسه في المنام واقفا على تلة صغيرة وتحيط به ألوف مؤلفة من الكلاب، وهي تنبح عليه وتصيح مستنكرة وتقول له: نحن حجيجك عند الله ..! كيف تشبهنا برجل فاجر فاسق يقتل شعبه ولا يتقي الله ولا يخافه ولا يخشاه ؟؟؟ ونحن أمة الكلاب نعبد الله ونوحده ونسبح بحمده ونقدس له.

رجعت إلى ما كتبه الجاحظ عن الكلب وصفاته التي تفوق العشرين من الخلال الحميدة، فلم أجد واحدة من هذه الصفات تنطبق على الرئيس المفدى، الذي يسجد له شبيحته ويقدسونه، واستزدت في البحث فقرأت عن فضل الكلاب على الكثير ممن لبس الثياب، للعلامة أبي بكر محمد بن خلف، فلم أجد مخرجا وأسقط  في يدي وحرت الجواب .

قلبت في ذاكرتي مقرر البيئة الذي أدرسه لطلبتي لشموله وكماله،والذي أحفظه عن ظهر قلب فبحثت في النظام البيئي بمكوناته من المنتجات (النباتات) التي تصنع غذاءها بنفسها وتعتمد عليها جميع الكائنات في سلاسل الغذاء، وكذلك المستهلكات في مستوياتها من عاشبات، والتي تنتمي إليها النعجة والزرافة، وانتقلت بعدها إلى اللواحم والضواري والمفترسات فالمتطفلات فالمترممات فالمفتتات وتأملتها طبقا عن طبق, فلم أعثر منها على وصف دقيق يليق ببشري في صورة آدمي سفاح يقوم بكل هذه الأفعال، والتي يستجير من هولها الحجر والشجر والحيوان والبشر … فاهتديت إلى وصف خارج نطاق ما ذكرته آنفا …ألا وهو … أنه حصان إبليس…. فجاء الوصف والتقييس لحصان إبليس على مقاس السيد الرئيس…
حصان يركبه كبار الطائفة وكبار الضباط وكبار الحرس القديم وكبار التجار على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وبقاعهم في اللاذقية ودمشق وحلب ودرعا وكثير من المدن والبلدات السورية وهم الذين يطيلون من عمر سقوطه.

وحصان يركبه الإيرانيون الصفويون المجوس بكل ما ورثوه من حقد دفين ومؤامرات على هذه الأمة، وينقلون في كل مرة حربهم المزعومة مع الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل إلى أرض عربية بشكل مستمر في مسرحية لا تخفى على ذي لب, ويمارسون في كل بلد كل أنواع القتل والتعذيب والترويع ابتداء بالعراق ومرورا بلبنان والبحرين والسعودية و.... وأخيرا سوريا وما يفعله الباسيج وحزب الله في أهلنا في حمص ودرعا وريف دمشق وريف حلب ليس بخاف على أحد.

وحصان يركبه الروس الذين يدافعون من خلاله عن آخر معقل لهم في الشرق الأوسط، ويخشون من تفجر الثورات ضدهم في الشيشان وباقي القوقاز وغيرها من البلدان الإسلامية التي رزحت تحت نير الإتحاد السوفييتي الشيوعي السابق ولم يكتب لها النجاح بالانفصال عن روسيا.

وحصان يركبه الأمريكان الذين لم ولن ننسى عذاباتهم وجراحهم وفظائعهم في العراق، وربيبتهم الصهيونية العالمية ممثلة بالدولة المسخ إسرائيل بكل ما أوتيت من دهاء ومكر وصناعة حروب، والتي تحالفت مع الأنظمة المتواطئة معها في المنطقة وعلى رأسها نظام المقبور بائع الجولان ووريثه في القتل والتدمير والتنكيل صاحب الوصف الرفيع.

ألم يقل حصان إبليس المستهتر بالأمس القريب لكبار ضباطه :أبشروا إن إسرائيل معنا ‼‼ هذا هو هاجس بطل الصمود والتصدي، أن يكسب رضى إسرائيل في المنطقة بالمحافظة على حدودها، والذي أدار آلة حربه ليس باتجاه عدوه في الجولان – إسرائيل - بل على ريف حلب في عندان وحريتان وحيان وتل رفعت وأعزاز وقرية السلامة الحدودية التي يحاول الناجون من القصف الآن والنازحون من أبناء الشمال الحبيب الهروب إلى الأراضي التركية من خلالها، لأن باقي الشريط الحدودي مزروع بالألغام, وبدأ يقصف تلك المدن والبلدات بالطائرات الحربية والمروحيات وذهب جراء هذا القصف خمسة عشر شهيدا حتى الآن في تلك البلدات.     

إن حصان إبليس هذا تعجز شياطين الجن عن أفعاله، وهو أشد ظلما وعسفا وقهرا من أبيه، كما أنه خطيئة من خطاياه، حصان يريد توريط طائفته بحرب أهلية، وربما يفكر بالانفصال في دولة علوية، لكن هيهات هيهات ستلاحقه يد العدالة أينما حل … ولن تنطلي أحابيله على الأحرار وآخرها الاستفتاء على الدستور, الذي لم يلق تجاوبا إلا من شبيحته وزبانيته، والذي اعتبر الأحرار الثوار أن كل ورقة يضعونها في تلك الصناديق ماهي إلا رصاصات تقتلهم وتقتل أبناءهم.

إن بشارا هذا ليس نعجة ولا زرافة ولا يليق له أن يوصف بهما، وتمام وصفه حصان إبليس ومطية لكل من يريد إيذاء هذا الشعب الأبي الحر الشريف, لأنه أشد قرابة إلى إبليس من قرابته للآدميين, وإن كان في صورة آدمي  أو طبيب عيون… فهو لا يرى ولا يسمع، وهو كالأنعام بل أضل سبيلا.
د.محمد وليد حياني
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق