الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-04

قصف حمص وموت النظام – بقلم: أبو طلحة الحولي



لقد قام الثوار بإحياء مجزرة الأب في حماة ، فقام الابن وهو يتحدى الشعب بمجزرة حمص ولسان حاله يقول سأجعلكم تنسون ما فعله أبي ، وتدعون له بالرحمة .




كان جوان - ليته لم يكن        يزاول الدفن بإحدى المدن
وكان كل الناس يكرهونه      لغير ذنب غير ما يحكونه
بين كونه يجرد الأمواتا            من كل شيء يستر الرفاتا
حتى أتاه الموت فاستراحا          وقومه من شره أراحا
ومرت الأيام والليالي             والناس في بحر من البلبال
إذ فوجئوا بالمنكر الجديد        قد جاوز الأحلام في التجديد
فالميت لا يعرى فقط من ستره    بل تغرز الأوتاد في وسط دبره


( أبيات من قصيدة "اللعين الأول" للأديب محمد مصطفى المجذوب)
 وهذا ما يحاول النظام الابن أن يفعله مع أبيه ، فهو يرتكب هذه الجرائم الوحشية لكي ينسى الشعب مجازر أبيه !!  ، وهيهات هيهات أن يترحم الشعب على الأب أو الابن أو العم أو النظام فالكل سواء في مزبلة التاريخ .

هذا القصف المجنون على حمص هو في حد ذاته دليل على تخبط النظام ، وأنه يئس من الروغان والتلاعب بالشعوب وبالعالم وأنه فقد الحل العسكري ، وأصبح لديه قناعة تامة بأنه لا مفر ولا مخرج من الوضع الذي هو فيه ، تائهاً في الحياة ، في الوجود ، في النظام السياسي،  والشعبي ، يدور في دوامة التيه ، غير مبصر للنور ، فهو في ظلمات فوقها ظلمات ، فهذه هي حياته سوداء لا بياض فيها  .

لقد فقد النظام كل أوراقه ، وكل قوته ، يهيم في الأرض حيران ، يتخبط كالحيوان المذبوح ، وهذه العشوائية في القتل والهدم والتدمير اعتراف صريح من النظام بانهيار النظام .

إن النظام منهار منذ زمن بعيد منذ أن اتخذ منهجا غير منهج الفطرة ، منهجا غير صالح للاستمرار ، متمثلا في حزب البعث ، وهوى عندما اختل فكره وعجز عن التوفيق بين فاعلية قدر الله وقدر الإنسان ، وعجز عن التوفيق بين المادي والروحي في كيان الإنسان ، وجاء قصف حمص في ذكرى مجزرة حماة ليسجل نقطة الانهيار التام للنظام .

إن هذا القصف الذي خلف وراءه الشهداء والجرحى لن يطفئ الثورة ، بل يزيد من اشتعالها ، واستمرارها ، وكلما زاد في القصف كلما زادت الثورة شموخا ، واستطالة .

إن حمص ليست بحاجة إلى البكاء عليها ، بل تحتاج إلى من يسمح الدموع عنها .

وليست بحاجة إلى من يشفق عليها أو يجزع عليها ، أو يندبها بل تحتاج من جميع الثوار إلى الثبات والصبر الجميل في كل المدن والقرى والريف .

وهي بحاجة إلى التكتيك الحركي للجيش الحر ، والكتمان ، وعدم شخصنة الصراع مع طائفة معينة ، والتعامل مع النظام بأخلاقيات النصر وفق التصور الإسلامي لأخلاقيات الحرب والنصر ..

وتحتاج من الشعب في الخارج الدعاء والقنوات والوحدة وعدم الاختلاف ، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات المرتجلة ، أو الاستدراج إلى لقاءات وتصريحات وتصرفات لا تليق بالثورة أو تحرف الثورة عن مسارها . وتقديم الدعم المعنوي والحسي والنفسي للثورة .

إن قصف حمص في ذكرى مجزرة حماة هي رسالة من الأب الهالك إلى الابن المتهالك بأن نظامك قد انتهى !! فياشبيحة ويا أبواق ودِّعوا النظام فقد مات ، ومهما حاولتم في إنعاش قلبه ، أو وضع الأكسجين له فلن يعيش ،  لأنه مات !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق