الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-04

النصر كشعاع الفجر قادم...... ولكن...!! – بقلم: د. عبد القادر فتاحي


فوق أرض بلادنا الطاهرة، وفي ربوعها الزاهرة بعبق التاريخ والحضارة، وفي جناتها الفيحاء في غوطة دمشق وإدلب وحمص وحماة ودرعا وحلب، وفي جبالها الشماء في الساحل السوري وجبل الزاوية والزبداني، وفي مراعيها الخضراء وعلى ضفاف الفرات في الجزيرة وديرالزور...... في كل هذه البقاع المباركة من بلادنا الحبيبة تدور معركة شرسة ضروس، لم يسبق لها مثيل فوق أرض الشام......!!! أرض الحضارات والقيم..... أرض البشائر التي ستكون رائدة الأمة الإسلامية لاستعادة مجدها التليد في المستقبل القريب القادم بإذن الله....

إنها معركة لم يسبق لأرض الشام أن خاضت لها مثيلا عبر تاريخها الضارب في أعماق الزمان والمكان..... حتى ولا أيام الصلبيين... وطغاة الزمن القديم من أمثال هولاكو وتيمور لنك...!!


في سورية الحبيبة ثار شعب كريم يطلب حريته وكرامته محطماً قيود الذل والمهانة والعبودية، وواجه وحيداً فريداً نظاماً مجرماً فاجراً، ليس لأركان طغاته ذرة من دين أو ضمير أو خلق أو وجدان أو إنسانية....... لقد تصدوا لثورة الشعب الأعزل السلمية بالنار والحديد، وعاثوا في الأرض فساداً.... زرعوا ألغام الشر والفساد في كل شبرٍ من أرض الوطن وهم يحسبون أنهم سيخمدون نيران الثورة ونور الحرية بالقتل والتعذيب والتهجير.... بالتمثيل في أجساد الأطفال والنساء والشباب والشيوخ.... بالتعذيب المخيف الذي تشيب لهوله الولدان.....

لم يوفروا زرعاً ولا ضرعاً ولا بشراً ولا حجراً............ يساندهم في ذلك علناً أو سراً ثالوث الشرمن اليهود والنصارى والروافض من صفوية الفرس..... وشهراً بعد شهرٍ ترتفع فاتورة الدم والخراب لتضم آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين والجرحى والمهجرين والمشردين.... تتعاظم المأساة !! ويستحرُّ القتل والتعذيب ..... ويجتمع على الشعب الكريم المصابرمن ألوان الشر والتدمير وأنواع العذاب ماتنوء بحمله الجبال الراسيات فما بالك بأجساد من لحم ودم ومشاعر وعواطف!!!....... إن رائحة الموت تفوح من كل أرجاء سورية الحبيبة، والحزن والأسى يُعَشِّش في كل منزل............

فماذا كان الرد؟؟؟............ لم تلن لشعبنا العظيم قناة، ولم تنكسر لهم عزيمة رغم الدمار والخراب الذي حلّ بأنفسهم وأهاليهم وقراهم ومدنهم ... لقد أثبت أهل الشام أنهم أهلّ للوسام العظيم الذي أكرمهم به سيد الخلق نبينا محمحد-صلى الله عليه وسلم- حيث يقول في الحديث الصحيح: (سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق، قال ابن حوالة : خر لي يا رسول الله ! إن أدركت ذلك فقال : عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واستقوا من غدره ، فإن الله توكل  وفي رواية : تكفل لي بالشام وأهله ).

وقال في حديث آخر:(إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة). الراوي- قرة بن إياس المزني –
وفي حديث ثالث عن سلمة بن نفيل السكوني (عقر دار الإسلام بالشام).

أرض الشام الطاهرة عطشى للدماء الزكية كي تتحول من صحراء قاحلة ملؤها الظلم والبطش والطغيان إلى جنات غنّاء ملؤها الحب والعدل والسلام...........
النصر قادم لاريب فيه.... ولكن لابد من دفع الثمن آلاماً وعرقاً ودماءً قال سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ( ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما )( 104 ).

إن من أعظم بشائر النصر القادم بإذن الله أن شعبنا العظيم قد حزم أمره بعد التوكل على الله أن يتابع المسيرة ويدفع الثمن مهما كان باهظاً، حتى يستكمل نصره العظيم على هذه العصابة المجرمة الأفاكة.... ولكن نصر الله لايتنزل إلا بعد أن تجتمع أسبابه......

وأولها: إخلاص النية لله الواحد الأحد قال تعالى في محكم كتابه:( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )الأنعام:162

وثانيها: التجهز والأخذ بأسباب القوة، قال تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]

وثالثها: الوحدة وعدم التنازع.... وحدة القلوب ووحدة السواعد ووحدة الهدف والمصير قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}-الأنفال46-

ورابعها: التخطيط والتنظيم والاهتمام بالجانب الأمني حتى تستطيع الثورة أن تتجاوز المطبات والعوائق والدسائس التي تحاك لها وتحمي نفسها من المتسلقين والانتهازيين والنفعيين وعملاء النظام الذين يحاولون اختراقها والإيقاع فيها بكل الوسائل الممكنة.

لقد خرج مارد الثورة السورية من القمقم ولن يعود إليه أبداً...... لقد انبعث الشعب السوري من تحت الركام كما ينبعث طائر العنقاء من تحت الرماد، وهاهو يحلق في الفضاء بجسده المهيب الذي يضم في كيانه كافه الأحرار من أطياف شعبنا السوري العظيم، ويتابع مسيرته في حركة الشارع السلمية المستمرة، فيؤجج نيران الثورة ويؤَمّن وقودها من المال والدماء الزكية من فلذات أكباده........ ويرفرف بجناح الجيش السوري الحروكافة تشكيلاته القتالية المنضوية تحت لوائه، وقد آلى على نفسه الدفاع عن الشعب الثائروشعاره وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ولا يفل الحديد إلا الحديد..... ويرفرف بجناحه الثاني الذي يمثل كافة أطراف القوى السياسية للشعب الثوري في إطارالمجلس الوطني الذي يوطئ له الأجواء الإقليمية والدولية كي تكون عونا له في نضاله المشروع ضد هذا النظام القاتل المجرم، ويدافع عن مطالبه اِلإنسانية في الحرية والكرامة والعزة.................

إن طريقاً طوله ألف ميلٍ يبدأ بخطوة أولى، وما النصر إلا صبر ساعة.... وهاهي الخطوات تتسارع إلى النصر القريب القادم بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.................

قال تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}(الروم4- 7).

ويقول سبحانه وتعالى في سورة القصص:(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق